الإخوان والحوثي وجهان لعملة واحدة.. مؤتمر واشنطن يعري قيادات "الفتنة"
أسقط مؤتمر واشنطن الذي نظمه إخوان اليمن أقنعة الكثير من الشخصيات اليمنية التي لطالما تماهت سياسيا وإعلاميا مع مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.
وضم المؤتمر الذي أثار الجدل على نطاق واسع نحو 15 شخصية بينهم خبراء أجانب بجانب قيادات إخوانية يمنية سابقة لم تعد تملك أي تأثير فعلي على الأرض بما فيه الناشطة الإخوانية توكل كرمان.
واستخدم الإخوان أوراقا باتت محروقة على الساحة اليمنية، وفق مراقبين، على رأسهم الشخصيات السياسية خالد اليماني وزير الخارجية الأسبق، ونائب رئيس مجلس النواب اليمني عبد العزيز جباري، ووزير النقل اليمني الأسبق صالح الجبواني، ومحافظ سقطرى السابق رمزي محروس، وعصام شريم عضو مجلس الشورى اليمني.
شراكة مع الحوثي
كما هو متوقع فقد خرج المؤتمر الختامي بمطالب وصفت بـ"الفضفاضة" من قبيل الحفاظ على السيادة وهي ذات الأسطوانة المشروخة التي ترددها مليشيات الحوثي منذ حرب انقلابها 2014.
وأوصى المؤتمر الإخواني بتشكيل مجلس قيادة وطني أو حكومة وطنية في تطابق واضح مع مليشيات الحوثي التي رفضت الاعتراف بالمجلس الرئاسي اليمني وانقلبت على الشرعية وتخوض حربا بالوكالة ضد الحكومة المعترف بها دوليا.
كما حاول المؤتمر المساواة بين المليشيات الحوثية والمكونات اليمنية المنضوية تحت غطاء الحكومة اليمنية ووصفها بـ"المليشيات" وطالبت بسحب السلاح منها في محاولة إخوانية بائسة لتدليس الرأي العام.
وذهب المؤتمر الإخواني إلى توصيف الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي على اليمنيين أنه "حصار داخلي" فيما اتهم زورا التحالف بالوقوف خلف ما أسماه "الحصار الخارجي" في خطوة تذكر بمواقف الحوثيين المدعومين من إيران.
وليس هذا فحسب بل إن المؤتمر الذي حضره المبعوث الأمريكي لليمن ذهب لتبني مطالب مليشيات الحوثي والنظام الإيراني وتسويق رؤيتهم لإنهاء الحرب في اليمن بزعم أنها "ضرورة لإيجاد تسوية سياسية شاملة".
واختار الإخوان مخرجات الحوار الوطني كمرجعية لبيان مؤتمرهم الختامي دون الإشارة إلى المرجعيات التي أجمع عليها اليمنيون وهي المبادرة الخليجية ومشاورات الرياض والمرجعيات الدولية المتفق عليها، وهي خطوة تعد بمثابة إعلان انقلاب صريح على الشرعية، وفق مراقبين.
ردود فعل
لاقى مؤتمر تنظيم الإخوان في واشنطن والذي اقتصر على 4 جلسات نقاشية هجمة إعلامية مضادة فضحت الكثير من الشخصيات المشاركة والتي دأبت طيلة 8 أعوام على ابتزاز التحالف العربي ومحاولة المقايضة بأجندتها.
ويحاول إخوان اليمن عرقلة جهود التحالف العربي في اليمن، ومساعيه في جمع شمل القوى والمكونات وتحقيق توافق سياسي يقود البلد للخلاص من مليشيات الحوثي الانفلابية، من خلال وأدها محليا وإقليميًا ودوليًا.
وانتقد رئيس مؤسسة "بناء حياة للتنمية والحقوق والحريات" في اليمن كامل الخوداني مشاركة وزير الخارجية اليمني الأسبق خالد اليماني في المؤتمر الإخواني وقال إنه أحد الموقعين على اتفاقية ستوكهولم التي مكنت مليشيات الحوثي وأوقفت تحرير الحديدة.
وأوضح، على حسابه في "تويتر"، أن محاور كلمات المشاركين في المؤتمر الإخواني ركزت على المساواة بين الشرعية والحوثي ومناصبة العداء للتحالف العربي والترويج لفشل الخيار العسكري والتفاوض مع الحوثي بعيد عن التحالف.
وأكد أن مؤتمر واشنطن حول اليمن قدم دعم بقاء الحوثي وبرعاية مشبوهة من قيادات عليا ظلت لـ8 أعوام جزء من المعركة ضد الحوثي وعملوا في تنفيذ أهدافه ومشروعه وتبعيته.
من جهته، أعرب السياسي والإعلامي عبدالكريم المدي عن أسفه لوقوف إخوان اليمن مع إرهاب الحوثي وإساءاتهم لنضالات اليمنيين ودفاعهم عن جمهوريتهم ومواطنتهم.
وقال على حسابه في موقع "تويتر" إنه من "المعيب أن ينكر كل من به قطرة دم يمنية وعروبية للتحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، فما بذلوه ويبذلونه لأجل اليمن من دم ومال ومواقف ودعم سخي يستحق الشكر"، إشارة لتنكر المؤتمر لتضحيات التحالف الخالدة.
وكان خبراء يمنيون قالوا، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، قبيل انطلاق المؤتمر الذي أقيم في جامعة جورج تاون، إنه يسعى لتسويق الشبهات وخلط الأوراق وتحميل التحالف والشرعية مسؤولية التداعيات الإنسانية.