رسالة بين الرماد.. منتخب اليمن يفجر الاحتفالات بإنجاز تاريخي
لا شيء يجمع اليمنيين في زمن الحرب، مثلما تجمعهم الرياضة وبخاصة كرة القدم، وتحديدا المنتخب اليمني للعبة.
ومرة أخرى، استطاعت الرياضة أن تصنع الفرحة عند اليمنيين، رغم آلام الصراع والحرب التي تعانيها البلاد، وذلك بعد تأهل منتخب الناشئين لنهائي بطولة غرب آسيا للمرة الأولى في تاريخه.
وعقب المباراة التي جمعت ناشئي اليمن مع منتخب سوريا، وانتهت بفوز الأحمر الصغير 2-1، اشتعلت مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي بفرحة الفوز والتأهل للنهائي.
واحتفى الشارع اليمني بشكل غير مسبوق بالمنتخب اليمني الصغير، وهللوا لـ"الإنجاز التاريخي" حد وصفهم والذي تسبب في إسعاد ملايين اليمنيين.
كما كشف هذا الاحتفاء حجم الرغبة في الفرحة عند اليمنيين، وضجرهم من أخبار حرب الانقلاب الحوثي ومآسايهم التي يكابدونها كل يوم.
الانضباط سر الإنجاز
قيس محمد صالح مدرب منتخب اليمن للناشئين، أكد في تصريحات لـ "العين الرياضية" أن "تاهل المنتخب إلى نهائي بطولة غرب آسيا لم يأتِ من فراغ أو بالحظ".
وأضاف "هذا الإنجاز جاء بعد جهدٍ كبير في اختيار أفضل اللاعبين وفي التمارين وانضباطهم في المعسكر الذي كان رائعا في عدن، وتوفرت له كل الرعاية والاهتمام والأجواء المناسبة، بفضل دعم اتحاد الكرة".
واستطرد بقوله "لذلك كان أداء المنتخب أكثر من جيد ضد الأردن والبحرين، وواجهنا صعوبات أمام سوريا، إلا أننا فزنا بجدارة، فقد كنا الأفضل وتأهلنا بتوفيق من الله".
وحول حظوظ ناشئي اليمن ضد السعودية في النهائي، قال قيس: بدأنا نعمل على المباراة النهائية بالفعل منذ أن تجاوزنا سوريا، ومواجهة السعودية لن تكون سهلة".
وبرر بقوله "السعودية منتخب قوي ويلعب على أرضه وبين جماهيره، لكننا سنلعب كعادتنا بجهد وأداء جيد، وأملنا في الله كبير أن نحصد لقب البطولة".
وعبّر قيس في ختام حديثه عن شكره لكل من دعم المنتخب اليمني وسانده وقام بتحفيزه وآزر اللاعبين، وخاصة الجماهير التي حضرت في الملعب أو من داخل الوطن.
دعم حكومي واسع
لم يقتصر التعبير عن السعادة والتهليل لإنجاز ناشئي اليمن، على روّد منصات التواصل الاجتماعي، بل وصل حتى قمة هرم الدولة في البلاد.
وقدم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، التهنئة لمنتخب بلاده للناشئين، بعد تأهلهم إلى نهائي بطولة غرب آسيا، مشيدا بالمستوى الكروي العالي والمتطور للاعبين والثقة التي اكتسبوها خلال المنافسة ليزرعوا البسمة في نفوس الجماهير.
وثمن الرئيس اليمني الجهود التي تبذل في هذا الإطار والروح المعنوية العالية التي يتمتع بها الجميع، موجهاً الحكومة ممثلة بوزارة الشباب والرياضة والإتحاد العام لكرة القدم بمزيد من الاهتمام بالفرق الرياضية.
أما رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، فقد تحدث أيضا عن تأهل منتخب بلاده للناشئين إلى نهائي بطولة غرب آسيا بقوله "استحقوا بجدارة التأهل بعد تقديم مستوى وأداء متميزا ومبدا".
وأكد معين عبدالملك أنهم "صنعوا بانتصاراتهم أفراح الشعب اليمني واثبتوا بأدائهم الكروي المشرف أن صناعة الإنجاز ليس مستحيل مهما كان حجم التحديات".
رسالة من بين الرماد
من جانبه، هنأ وزير الشباب والرياضة اليمني نايف البكري، القيادة السياسية والجمهور الرياضي اليمني بمناسبة تأهل منتخب الناشئين إلى نهائي بطولة غرب آسيا المقامة في مدينة الدمام.
وكتب البكري على حسابه في موقع "تويتر" أن "إبداع وتألق صغارنا، رسالة إلى الجميع بأن اليمن لا تُكسر ولا تُقهر، وأن الإنسان اليمني عصي على كل الظروف".
كما قدم شكره للاعبين والجهازين الفني والإداري واتحاد كرة القدم، وكذلك الجمهور اليمني لمؤازرته للاعبين داخليا وخارجيا.
واختتم وزير الشباب والرياضة اليمني تهنئته بالإشارة إلى ثقته في تحقيق ناشئي اليمن لقب بطولة غرب آسيا، حيث قال "الوعد منصة التتويج".
سفير اليمن لدى المملكة المتحدة ياسين سعيد نعمان، كتب من لندن أيضا منتشيا بإنجاز منتخب بلاده وقال: "من بين رماد الحرب يخرج جيل جديد يقدم اليمن للوطن العربي وللعالم بايقاعات كرة القدم، في صورة يحتشد فيها التاريخ والمستقبل متجاوزين الحاضر الغث بكل ما فيه من أورام وإحباطات وغبار".
وأضاف: "قبح الله كل من يحاول أن يقمع هذا اليمن العظيم بالبندقية ليسوق مشروع أسياده في بلد كان وسيظل سيد نفسه".
السفير اليمني أكد أن فوز وتأهل اليمن "رسالة يوجهها هؤلاء الشباب من ساحات وميادين كرة القدم اليوم، وهي فاقت كل الرسائل فيما حملته من إصرار على أن هنالك يمن أقوى من الحروب، ولطالما بعث منتصراً من بين الأنقاض، يمن لا يقبل سيدا كرتونياً، ولن يرضى إلا أن يكون سيد نفسه".
واختتم بقوله "شكراً فريق كرة القدم للناشئين، كم كنتم رائعين وانتم تعيدون اليمن إلى خارطة الحالمين بغد أجمل".