حفيدات بلقيس.. مبادرة نسائية يمنية لمحاربة كورونا
تُصنف نسوة اليمن بأنهنّ أكثر فئات المجتمع تضررًا، ليس من الحرب فقط، بل وحتى من الأوبئة والأمراض التي تفتك بالبلاد.
وليس ببعيد عن هذا التصنيف، تضع المنظمات الدولية المرأة اليمنية كأقل الفئات المجتمعية مشاركةً في المساعدة بتقديم الحلول لتجاوز هذا الوضع، مقارنةً بشقائقهنّ من الرجال.
ويبدو أن هذا السبب الأخيرة هو من دفع مجموعة من نساء وفتيات اليمن إلى إثبات العكس، والتأكيد على دورة المرأة اليمنية في مكافحة الأوبئة والأمراض والتوعية، والمشاركة بفاعلية في تجنيب المجتمع مزيد من الكوارث.
مواجهة كورونا
لهذا، ظهر في مدينة عدن اليمنية، مشروع معني بمكافحة وباء وفايروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، تقوده منصة حفيدات بلقيس النسوية، ويتميز بباقة من الأنشطة التي تنفذها النسوة والفتيات، بقوالب وأدوات نسوية، يستفيد منها جميع أفراد وفئات المجتمع الأخرى، بحسب القائمين على المنصة.
حيث تُلخّص مسئولة النوع الاجتماعي بمنصة حفيدات بلقيس، عبير أحمد ردمان لـ"العين الإخبارية" أهداف المشروع القائمة على إقناع أفراد المجتمع بوجود خطر كورونا، وحثهم على الوقاية منه للتخفيف من انتشاره بين الناس؛ عبر تغيير سلوكياتهم عن طريق إيصال رسائل مرئية، وتفعيل دور النساء في مواجهة خطر الجائحة، من خلال تكوين فريق نسوي مدرب على الإسعافات الأولية المتقدمة، ومستعد لتنفيذ زيارات منزلية لتقديم الخدمات الصحية.
كما يتميز المشروع بتسليط الضوء على نماذج من النساء والفتيات المشاركات في قلب معمعة مكافحة كوفيد 19، وضحينّ بأوقاتهنّ وربما حياتهنّ، مما جعلهنّ قدوات يحتذى بهنّ، تسير على هداهنّ بقية النساء والفتيات اليمنيات.
النساء يحاربن كورونا
وتكشف مسؤولة النوع الاجتماعي في منصة حفيدات بلقيس، لـ"العين الإخبارية" عن تفاصيل المشروع، وتقول إنه يرتكز على تنفيذ حملة إلكترونية تحتوي على 3 أنشطة توعوية.
وتشير إلى أن الحملة تهدف إلى إقناع أفراد المجتمع بوجود خطر جائحة كورونا، ووجوب اتخاذ الاحتياطات اللازمة لها، من خلال الإجراءات الوقائية، وعدم التهاون في ذلك، مع التركيز على دور النساء في محاربة انتشار الجائحة.
نماذج مشرفة
وتضيف ردمان في حديثها لـ"العين الإخبارية" أن النشاط الأول من الحملة، سيشمل عرض تجارب نسوية كان لها دور كبير في مقدمة الصفوف بالميدان أثناء مواجهة الجائحة من (أمهات - نساء قياديات في منظمات المجتمع المدني - طبيبات - ممرضات - منتجات - عاملات أو موظفات)، وغيرهنّ من النماذج المشرفة.
كما تطرقت إلى النشاط الثاني، الذي يتضمن عرض بث مباشر، توعوي كوميدي تفاعلي، يقدمه أحد نجوم الكوميديا المحليين في عدن، وبطريقة ارتجالية عن طرق الوقاية من كورونا، بطريقة مضحكة، وينتقد السلوكيات الصحية الخاطئة بأسلوب ساخر، كما يتحدث عن ضرورة الوقاية من كورونا، ومخاطر إنكار وجودها.
وتشير مسؤولة النوع الاجتماعي إلى طبيعة النشاط الثالث ضمن الحملة، والذي يتضمن تكوين فريق نسوي مدرب على الإسعافات الأولية المتقدمة، وعلى استعداد لتنفيذ زيارات منزلية؛ لتقديم الخدمات الصحية في حالات الطوارئ.