فازوا بجائزة أفضل تصميم.. الصم والبكم باليمن يقهرون القيود
رغم القيود المفروضة عليهم مجتمعيا، ورغم أوضاع الحرب التي تمر بها بلادهم، إلا أن ذوي الهمم اليمنيين يواصلون تحقيق الإنجاز تلو الآخر.
مؤخرًا، استطاعت مجموعة من فئة الصم والبكم في مدينة عدن (جنوب اليمن)، من الفوز بجائزة أفضل تصميم إلكتروني، ضمن مسابقة ورشة التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ومجال التصميم الإلكتروني للشعارات، هو مجال نوعي نادرًا ما تتواجد أو تشارك فيه فئات ذوي الهمم، إلا أن هؤلاء الشباب كسروا هذه القاعدة وفازوا بالجائزة.
تأهيل مختلف
وجاء تحقيق شباب من فئة الصم والبكم لهذا الإنجاز، عبر ورشة عمل أقامتها منظمة "3 مسارات"؛ هدفت إلى تعريف المشاركين بمهارات "التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
كما تناولت الورشة تقنيات تصميم الشعارات، والترويج لها إلكترونيًا عبر المنصات المختلفة، بالإضافة إلى إدارة وكتابة المحتوى، ومعرفة العملاء المستهدفين وكيفية التعامل معهم.
وبحسب المشاركين في الورشة، فإن ما تعلموه في مجال إدارة مواقع التواصل الاجتماعي كان مختلفًا تمامًا عن أية ورش أو دورات تدريبية أخرى.
وتمثل سر الاختلاف في توفير مترجمين في لغة الإشارة ينقلون ما يقوله المدرب إلى المشاركين من فئة الصم والبكم؛ مما أدى إلى تحقق الفائدة المرجوة لدى هذه الفئة.
الفائزون
المشاركون في الورشة كانوا يمثلون فئات مجتمعية عديدة، من بينهم كانت فئة الصم والبكم وشريحة "المهمشون"، بالإضافة إلى فئات أخرى من ذوي الاحتياجات الخاصة.
لكن الشباب من الصم والبكم من المنتمين لمؤسسة رموز التنموية استطاعوا الفوز بجائزة أفضل تصميم إلكتروني عبر منصات التواصل الاجتماعي.
والفائزون هم: "محسن أحمد حسين، إبراهيم عبدالله سعيد، باسمة باسل، وعلاء نبيل شاهر"، وبمساعدة من مترجمة لغة الإشارة أريد أحمد عباس، التي كانت تنقل المعارف والمعلومات في الورشة إلى هؤلاء الشباب الفائزين.
كما تم تكريم مؤسسة رموز التنموية بدرع التقدير، بالإضافة إلى منح المترجمة أريد شهادة تكريمية نظير جهودها.
حماس استثنائي
المدير التنفيذي لمؤسسة رموز التنموية، إيمان هاشم، قالت لـ "العين الإخبارية"، إن الورشة كانت "استثنائية"؛ كما كانت مليئة "بالحماس والشغف، والحيوية والرغبة لتحقيق الأفضل".
وأشارت إلى أن من بين الاستثناءات، المشاركة النوعية لذوي الهمم والاحتياجات الخاصة في الورشة، وتعريفهم بمهارات التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، وهو عالم نوعي وخطير على مثل هذه الفئات.
كما لفتت إيمان هاشم إلى أن ما ميّز الورشة استخدامها لغة الإشارة؛ للتعامل مع فئة الصم والبكم المنتسبين لمؤسسة رموز، وهي من المرات القلائل التي يتم فيها توفير ذلك.
ووصفت التعامل بهذه اللغة بأنه كان "في غاية العظمة والرقة"، بمجرد مشاهدة شباب هذه الفئة يتناقلون الخبرات في "حديث صامت" بعيدًا عن ضجيج هذا العالم.
وأشارت مديرة مؤسسة رموز إلى التكامل والانسجام مع فئات أخرى من ذوي الاحتياجات كـ "المهمشين" وغيرهم، والذين اندمجوا معًا "ككتلة واحدة".