حكومة اليمن تتسلح بلغة الإشارة لدعم الصم والبكم
يصطدم ذوو الاحتياجات الخاصة في اليمن بعدم وجود من يتخاطب معهم ويسهل لهم إجراءاتهم ومعاملاتهم في المرافق الخدمية والمؤسسات العامة.
وعلى رأس هؤلاء تأتي شريحة الصم والبكم، التي يواجه منتسبوها صعوبات كبيرة في توصيل ما يريدون، وتوضيح مواقفهم واحتياجاتهم.
وتتشكل هذه الصعوبات نظرا لقلة العارفين والممارسين للغة الإشارة في المجتمع، واقتصارها على المعلمين والمحتكين بشكل مباشر بفئة الصم والبكم.
من هنا جاءت الحاجة لإيجاد مترجمين للغة الإشارة، يتواجدون في المرافق الحكومية والخدمية، لتسهيل احتياجات هذه الشريحة، وخدمتهم بطريقة أفضل.
"عالمي صامت لكنني اتحدث بلغة الإشارة".. تحت هذا الشعار، عملت عدد من المنظمات والمبادرات المدنية والمجتمعية، بتأهيل مترجمين من موظفي الصحة والشرطة بمدينة عدن، للتعامل مع الصم والبكم.
وهو برنامج تدريبي تبنته مبادرة "أنا أستطيع" الشبابية، وبدعم من منظمة "ألف باء" مدنية وتعايش، وبالشراكة مع مؤسسة "رموز" التنموية لفئة الصم والبكم.
الغرض من البرنامج، بحسب القائمين عليه، إيجاد مترجمين في كل مرفق خدماتي، قادرين على التعامل مع فئة الصم والبكم، وخاصة في قطاعي الصحة والشرطة، بمحافظة عدن.
اختيار قطاعي الشرطة والصحة تحديدًا، يأتي كون هذين القطاعين أكثر القطاعات الخدمية احتكاكا بفئة الصم والبكم، وفق منظمي البرنامج.
بالإضافة إلى تزايد الحالات المرضية في أوساط هذه الفئة، ورغبتهم في التطعيم أو الحصول على خدمات صحية كبقية المواطنين.
وكثير من الأحيان يواجه العاملون في القطاع الصحي مشاكل في مخاطبة الآباء والأمهات المنتمين لفئة الصم والبكم، في حالة جلب أطفالهم إلى العيادات أو المراكز الصحية.
إذ يلاقون معضلة في التعرف على ما يعانيه الطفل المريض، بسبب عدم قدرة الأبوين على الحديث عن حالة طفلهما وتوصيفها، ويتكرر هذا المشهد كثيرا في الحالات الإسعافية الطارئة.
لهذا كان لا بد من وجود أشخاص مترجمين من موظفي المرافق الصحية، للتعامل باللغة الإشارية في المرافق الصحية مع هذه الفئة.
كما أن استهداف قطاع الشرطة أيضا يأتي بحكم وجود بعض الأحداث من فئة الصم والبكم، وأحيانا قد يتورط الأصم في قضية أمنية لا يكون طرفا فيها، ولكن حالته منعته من توضيح موقفه، أو قد يكون تواجد بالصدفة في موقع الحادثة.
ومن هنا تتأكد أهمية هذا البرنامج وضرورته في تواجد مترجم داخل أقسام الشرطة والأجهزة الأمنية يجيد التعامل مع هذه الفئة، ويستوضح منها.
خاصةً أن كثيرا من منتسبي فئة الصم والبكم يذهبون ضحية استغلال البعض، ممن يورطونهم في قضايا هم بعيدون عنها.
وقد وفر هذا البرنامج النوعي مدربين من الصم البكم، يقومون بتدريب الموظفين في قطاعي الصحة والشرطة؛ بهدف توطيد العلاقة وتعزيزها بين الجانبين.
واشترط البرنامج أن يكون المتدرب موظفًا في القطاع الصحي أو الشرطة، وتم اختيارهم بناء على دورة تعريفية سابقة، ووقع الاختيار على أكثر الأشخاص إجادة للغة، واستطاعوا إيصال المعلومة، حيث تدرب 30 متدربا من مديريات صيرة، والمعلا، والمنصورة، بمحافظة عدن.
كما سعى البرنامج إلى نشر لغة الإشارة في المجتمع؛ بحيث يستفيد الجميع في مد يد العون لفئة الصم والبكم.