محمية إرف اليمنية.. معسكرات الإخوان تهدد غابة "العرعر"
في سلاسل جبلية ترتفع 1500 متر فوق سطح البحر، تقع محمية إرف البرية اليمنية، موطن نادر لشجرة العرعر، والتي أصبحت مهددة من الإخوان.
في المحمية الواقعة على السفوح الشمالية الغربية لسلسلة جبال منطقة المقاطرة الواقعة في محافظة لحج، شيد إخوان اليمن قاعدة عسكرية تطل على الطريق الساحلي الرابطة بين عدن وباب المندب ونصبت فيها راجمات الصواريخ.
وذكرت مصادر لـ"العين الإخبارية"، أن ما يسمى "محور طور الباحة" الذي يقوده الإخواني أبوبكر الجبولي شيد مؤخرا ما يسمى "القاعدة الجوية" في جبل محمية "إرف"، التي تعد نقطة التقاء المناطق الساحلية الجافة والحارة، بالمناطق الجبلية الباردة الرطبة.
وأكدت المصادر أن المحور القتالي غير المنضوي في وزارة الدفاع شرع في تحويل المحمية البرية ذات الأشجار النادرة لتكون قاعدة للصواريخ والمسيرات، والتي دخلت في الترسانة العسكرية للتنظيم في الآونة الأخيرة.
ومنطقة جبل إرف، من المحميات البرية في اليمن، والتي تم اختيارها وترشيحها كمحمية برية بعد دراستها من قبل برنامج الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، بالهيئة العامة لحماية البيئة في اليمن منذ العام 2005.
وتبلغ مساحة إرف قرابة 400 هكتار ويقطنها قرابة 800 ألف نسمة في 16 قرية سكنية، وتمتاز البلدة بمناخ مداري شبه رطب حار صيفاً، بارد نسبياً في الشتاء وبمعدل هطول سنوي للأمطار يتراوح ما بين 400 - 600 مليميتر.
وخلال نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني من كل عام، تكتسي قمم جبل إرف بالضباب صانعة صورة بديعة للقمم التي تعانق السحب البيضاء ما يؤدي إلى التسبب برطوبة عالية نسبيا.
غابة العرعر
يطلق المختصصون في البيئة على محمية إرف البرية "غابة العرعر" نظراً لوجود أحراج العرعر والتي تستخدم في مجالات الطب فهي تعالج اضطرابات المعدة، والحرقة والإسهال، الانتفاخ، فقدان الشهية، التهاب المسالك البولية بالإضافة لعلاج حصى الكلى والمثانة وآلام المفاصل والعضلات.
كما تستخدم هذه الشجرة كخشب بناء، وحطب وقود، إذ يتم قطع أفرعها، وتحرق بطريقة غير مباشرة لاستخراج سائل أسود يسمى "القطران"، والذي يستخدم في علاج الجرب لدى الحيوانات.
وتتميز أشجار العرعر بكونها ذات شكل عمودي أو مخروطي، وهي صغيرة الحجم لا يصل ارتفاعها إلى أكثر من 30 قدما، وبمقدورها تحمل الكثير من الظروف المناخية، كما أنها تتحمل التربة الحمضية والقلوية.
وتنمو أشجار العرعر بشكل أكبر في المناطق الجبلية المرتفعة مثل جبال المقاطرة وجبل إرف، والأماكن الرطبة الجيدة التصريف، وتنمو بعض أنواع العرعر على التلال الصخرية، والمروج الخضراء والأراضي الزراعية المهجورة.
تنوع بيئي
تزخر محمية إرف بتنوع بيئي من حيث الأغذية والمحاصيل الزراعية والحيوانات والطيور والأحياء البرية مع تنوع للأحياء مثل الحيوانات والقرود والذئاب والثعالب والقطط البرية، إضافة إلى عدد الزواحف مثل الثعابين والحرباء والعقارب، الضباع، القنافذ، والأرانب البرية.
وتتميز غابة جبل إرف بتنوع نباتي آخر يشمل أشجار الأكاسيا المعروفة محلياً باسم "القرض"، كما توجد أشجار "الضبة" ، "السمر"، "الورف"، "السدر"، "العسق"، وغيرها.
وفي المحمية أنواع أخرى من الطيور مثل "البلبل"، "الغراب مروحي الذيل"، "الزرزور الأسود"، "حمامة النخيل" و"الهدهد وغيرها.
ويؤكد مدير محمية إرف خالد عبده سعيد في تصريحات صحفية، وجود طيور وأشجار نادرة منها العطرية وأخرى تستخدم للعلاج فضلا عن النمور البرية.
وأوضح أنه في السنوات الأخيرة ضرب المحمية تصحر غير مسبوق في الغطاء النباتي للمحمية بسبب الاحتطاب للأشجار والتغيرات المناخية فضلا عن أعمال الرعي الجائر واصطياد الحيوانات النادرة وسط غياب الرقابة.