رمضان اليمن والحوثيين .. من نجا من الكوليرا مات جوعا
"الجوع" أصعب ما قد يواجهه الإنسان، وعندما يصاحبه "المرض" تتحول الحياة إلى مأساة حقيقية.. هذا ما يعيشه الشعب اليمني.
منذ قرابة الثلاثة أشهر حذرت الأمم المتحدة من أن ثلث محافظات اليمن على شفير المجاعة، فيما يعاني 60% من سكان البلد الممزق جراء الحرب من الجوع،
الآن يعيش الشعب اليمني رمضانًا جديدًا مأساويًا مع عجز 25% من فقراء اليمن على الحصول على الغذاء، في ظل الانقلابيين الحوثيين الذين حولوا الوضع في البلاد إلى "مأساة".
رمضان.. شهر الكرم والإخاء وتبادل العزائم بين الناس، فضلًا عن توزيع الطعام على المحتاجين، إلا أن الجمعيات الخيرية والمنظمات الإغاثية تواجه عجزًا في تقديم العون للفقراء والمعتمدين على معوناتها، خاصة مع ارتفاع أعداد الفقراء إلى 17 مليون شخص من إجمالي عدد السكان البالغ 28.2 مليونًا.
وفي إبريل/نيسان الماضي، قال برنامج الأغذية العالمي، إنه رصد ظروفًا تشبه المجاعة في مناطق باليمن، كما أن هناك نحو 6.7 مليون شخص في اليمن مصنفون بأنهم في المرحلة الرابعة من المقياس الدولي للأمن الغذائي فيما تشكل المرحلة الخامسة المجاعة.
"نحن نتسابق مع الزمن من أجل منع المجاعة في اليمن".. كلمات قالتها المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في يونيو/حزيران الجاري، مع إشارة إلى أن ثلث سكان اليمن يعيشون أيامهم دون أن يعرفوا مصدر وجبة طعامهم المقبلة.
468 مليون دولار على الأقل خلال الفترة ما بين يونيو/حزيران الجاري، ونوفمبر/تشرين الثاني المقبل هو المبلغ المطلوب لمنع وقوع أزمة المجاعة في هذا البلد الذي توصف الحرب التي يخوضها بالحرب المنسية.
كانت الأمم المتحدة قد طلبت في إطار خطة المساعدة الإنسانية لليمن للعام 2017، مبلغًا قدره 2.1 مليار دولار، ولكنها لم توفر منه إلا 28.5% فقط حتى الآن.
وفي مايو/آيار الماضي، قال المبعوث الخاص للأمين العام لليمن إسماعيل ولد الشيخ "مع بداية شهر رمضان المبارك، نذكر أن هناك سبعة ملايين يمني ويمنية مهددون بخطر المجاعة إن لم تتوقف الحرب. ربع اليمنيين غير قادرين على شراء المواد الغذائية الأساسية. نصف المجتمع اليمني لا يحصل على مياه صالحة للشرب، أو على أبسط مستلزمات التعقيم والنظافة وهذا يساهم في انتشار الأمراض المعدية. فانتشار داء الكوليرا مؤخرًا أدى الى ما يزيد عن 500 حالة وفاة وآلاف حالات الإصابة المشتبه بها".
الجوع ليس فقط المأساة الوحيدة التي يعيشها الشعب اليمني، فلم يرحم وباء الكوليرا الذي تفشى في البلاد، ليقتل ما يصل إلى 974 حالة وفاة منذ 24 أبريل/نيسان الماضي وحتى 13 يونيو/حزيران الجاري.
وكشفت منظمة "أنقذوا الأطفال" الدولية، أن تفشي وباء الكوليرا في اليمن يتصاعد بمعدلات خطيرة وسط تحذيرات الخبراء بأنه حاليا يصاب طفل يمني بالمرض كل 35 ثانية فقط.
وقال مدير المنظمة في اليمن جرانت بريتشارد، إن البلاد على حافة الانهيار الكامل، موضحا أنه نتيجة الظروف القريبة من المجاعة والبنية التحتية المشلولة، اشتعل انتشار وباء الكوليرا في اليمن، حسب ما نقلته صحيفة "الجارديان" البريطانية.
ويعاني أكثر من 2 مليون طفل يمني تحت سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، كما تسببت الأضرار في البنية التحتية بعد عامين من النزاع بانقطاع المياه النظيفة والصرف الصحي عن 14.5 مليون شخص بينهم ما يقرب من 8 ملايين طفل.
ما بين مطرقة المجاعة وسندان الكوليرا يقف الشعب اليمني لا حيلة بين يديه يعاني من ويلات الحرب الدائرة التي لا يعرف نهايتها أحد، ويظل المتضرر الأول والأخير فيها هو هذا الشعب الذي لا حول له ولا قوة.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTk5IA==
جزيرة ام اند امز