"بوك تايم" مبادرة شبابية لبيع الكتب الورقية عبر متجر إلكتروني لغرس عادة القراءة بين أهل اليمن من مختلف الأعمار.
في تجربة فريدة ومهمة هدفها تنمية الإنسان معرفيا يأتي مشروع "بوك تايم" كأول متجر إلكتروني يمني لبيع الكتب الورقية مع خدمة التوصيل لجميع المحافظات اليمنية.
"بوك تايم" هي فكرة شاب يمني تطورت بتشجيع ودعم معنوي من أقاربه وأصدقائه، أنشأ متجرا إلكترونيا لبيع كتب ورقية في زمن التكنولوجيا الذي نسي فيه الناس متعة قراءة الكتب الورقية.
مؤسس هذا المشروع، تـوفيق العلـوي، شاب مثقف في أواخر العقد الثاني من عمره اعتاد قراءة الكتب عاد بعد غربة ليرى الصعوبات والعقبات التي تمر بها البلاد ومنها الصعوبة في إيجاد الكتب التي يريد والمفضلة لديه والتي اعتاد البحث عنها.
استطاع شباب وشابات "بوك تايم" أن يسهلوا للجميع، خاصةً عشاق القراءة، إيجاد الكتب التي تكاد تخلو منها مكتبات اليمن؛ من أجل غرس فكرة القراءة في عقول الجميع.
رغم ما واجهتهم من صعوبات في بداية هذا المشروع، استطاع شباب وشابات "بوك تايم" التغلب على الكثير من العقبات والصعوبات في توصيل الكتب في ظل الظروف الصعبة، التي تمر بها البلاد، وبمحاولات جاهدة تم إيجاد مندوبين ومندوبات لأغلب المحافظات ليتم إيصال الكتب.
لم يقتصر مشروع "بوك تايم" على توفير الكتب وبيعها فقط بأسعار رمزية، بل أصبح مشروعا متنقلا بإقامة معارض الكتب في العديد من محافظات ومدن اليمن.
من مدينة كريتر بعدن، العاصمة اليمنية المؤقتة، كاميرا "العين الإخبارية" تسجل مشاهد الحضور الكبير للقراء من فئات المجتمع المختلفة في المعرض الثالث للكتاب، الذي يقيمه شباب وشابات "بوك تايم" وتستطلع تفاصيل هذا المشروع المعرفي من خلال الزائرين والقائمين عليه.
يهدف المعرض لرفع الثقافة في عدن والمدن اليمنية بشكل عام عن طريق توفير كمية كبيرة من الكتب بعناوين مختلفة وجديدة، وبأسعار تناسب الوضع الاقتصادي بحيث يستطيع أكبر عدد من أبناء المجتمع الاستفادة منها.
ونظم القائمون على المشروع أول معرض له منذ عام ونصف في مدينة الحديدة، غرب اليمن، ورغم بساطته إلا أنه ترك أثرا كبيرا وعزز القيمة الإنسانية له في نفس مؤسس المشروع والشباب القائمين عليه ليأتي بعد ذلك معرض في سيئون والمكلا بحضرموت، شرق اليمن، ثم فـي عدن وصنعاء وإب، وطموحهم أن يصلوا لكل منطقة في اليمن لينشروا المعرفة والوعي والثقافة.
يقول توفيق العلوي، مؤسس ومدير متجر "بوك تايم"، لـ"العين الإخبارية" إنهم شباب وشابات من جميع المحافظات اليمنية يحاولون نشر الثقافة في المجتمع من خلال أول متجر إلكتروني لبيع الكتب الورقية والتوصيل لجميع المناطق في اليمن، كما يقيمون معارض كتاب بين فترات وأخرى، مشيرا إلى أن هذا هو المعرض الثالث للكتاب بعدن سبقه إقامة معرضين في عدن إلى جانب معارض أقاموها في سيئون والمكلا بحضرموت شرق البلاد وفي صنعاء وإب والحديدة.
ويضيف العلوي أنهم يعملون من أجل الوصول إلى جميع المدن اليمنية قدر المستطاع لنشر الثقافة وتسهيل الحصول على الكتاب رغم الظروف التي تمر بها البلاد، مؤكدا أن المتجر بدأ كفكرة خلاقة من الشباب بجهود ذاتيه بدون أي دعم من أجل نشر المعرفة وتكثيف القراءة.
سارة الرشيد، مدير الثقافة بالمركز التشريعي في عدن، قالت لـ"العين الإخبارية" بأنها فخورة جدا بأن يكون هناك في اليمن شباب واعٍ كهؤلاء، ينشرون الثقافة والمعرفة وتشعر بالاعتزاز أن يكون هذا العدد الكبير من الجمهور الذي يحضر والذي يقرا أيضا.
وتشير الرشيد إلى أن الناس متعطشة للقراءة فعلا رغم ما أحدثته وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت من الاستحواذ على أوقات الكثيرين.
من جانبها، قالت انتصار عبدالعزيز ثابت، مندوبة توزيع في "بوك تايم"، إن المشروع عبارة عن متجر إلكتروني يوفر أكبر قدر من الكتب وبأسعار رمزية، وأن الهدف هو نشر الوعي والثقافة في اليمن من أجل إيجاد جيل ينشأ على القراءة والثقافة.
تؤكد ثابت أن فريق "بوك تايم" يعمل على توفير عناوين كثيرة تغيب عن المكتبات الوطنية وغير متوفرة في اليمن.