فيضانات كارثية في اليمن.. 76 قتيلا وعشرات آلاف المتضررين
كشفت حصيلة رسمية، الجمعة، خسائر وأضرار صادمة للفيضانات الأخيرة في اليمن التي ضربت 7 محافظات بينها الحديدة وحجة.
ووفقا لأحدث الإحصائيات المجمعة للخسائر فإن أكثر من 136 ألف شخص تضرروا من الفيضانات الأخيرة، التي دمرت كليا وجزئيا عشرات المنازل وخلفت أكثر من 76 قتيلا في مناطق الحكومة اليمنية والمناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي.
النازحون الأكثر تضررا
في 6 مديريات من أجزاء محافظتي حجة والحديدة، حيث نفوذ الحكومة المعترف بها دوليا، وثق تقرير رسمي تضرر 5 آلاف و583 أسرة نازحة (يقدر عددها بـ33 ألفا و500 شخص) في الفيضانات التي ضربت سهول تهامة اليومين الماضيين إثر منخفض جوي.
ووفقا للتقرير فإن المنخفض الجوي الذي تأثرت به المناطق الغربية في البلاد خلال 6 وحتى 8 أغسطس/آب الجاري خلف أضرارا هي الأسوأ على النازحين والمشردين من حرب مليشيات الحوثي في المخيمات وسكان القرى والمدن الساحلية.
التقرير الصادر عن الوحدة التنفيذية للنازحين، وكالة حكومية، أكد أن إجمالي عدد الأسر المتضررة من فيضانات السيول في الحديدة بلغ ألفين و73 أسرة موزعة على 22 مخيماً في مديريتي حيس والخوخة، فيما دمرت الفيضانات 132 منزلا في المديريتين وخلفت 4 قتلى.
وأشار إلى أن "عدد الأسر المتضررة في حجة بلغ 3 آلاف و510 أسر موزعة على 61 تجمعاً في مديريات ميدي وحرض وحيران وعبس، في حين بلغ عدد المنازل المدمرة 25 منزلاً في مديرية ميدي فقط".
ولفت إلى أن "السيول طمرت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية وأتلفت المحاصيل فيها، وجرفت عددا من الألغام الحوثية وأوصلتها إلى مناطق زراعية ومأهولة بالسكان"، موضحاً أن كثيرا من المناطق التي غمرتها السيول أصبحت ملوثة بالألغام وتحتاج إلى إجراء مسح شامل لنزعها وتطهيرها بشكل كامل.
في تعز الخاضعة للحكومة المعترف بها دوليا، وثقت إحصائية أخرى أن الأمطار والسيول الجارفة والفيضانات تسببت في مديرية مقبنة بتضرر نحو 10 آلاف شخص، ومقتل 15 شخصا ودفن أكثر من 80 بئرا وجرف أراض زراعية وتضرر المنازل والبنية التحتية.
مناطق الحوثي
في مناطق مليشيات الحوثي أظهرت أحدث إحصائية للخسائر مقتل وفقد 57 شخصا وتضرر 93 ألف مواطن وآلاف المنازل إثر الفيضانات التي ضربت تهامة و5 محافظات أخرى.
ووفقا لجمعية الهلال الأحمر اليمني، وكالة تنشط في مناطق الانقلاب، فإن 45 شخصاً لقوا حتفهم، فيما لا يزال 12 آخرون في عداد المفقودين، إثر الفيضانات الشديدة التي شهدتها الأيام الأخيرة محافظات الحديدة وحجة وعمران وصعدة وتعز وذمار وصنعاء.
وأضافت أن الأمطار الغزيرة والفيضانات التي شهدتها 42 مديرية في البلاد ألحقت أضراراً بـ93,440 شخصا، من بينهم أكثر من 3,640 شخصا اضطروا للنزوح عن مناطقهم، فيما بلغ عدد المنازل المتضررة أكثر من 12 ألفا و584 منزلا.
وقالت الأمم المتحدة في بيان: ليست هناك أرقام نهائية لتأثير الفيضانات التي تسببت في أضرار جسيمة للبنية التحتية ونزوح العديد من السكان، معظمهم من النازحين داخليا، وأسفرت عن إغلاق الطرق والخدمات العامة وبالأخص في الحديدة.
وأشارت إلى أن التقارير الأولية تشير إلى أن إحدى القرى اجتاحتها الفيضانات بالكامل وغمرت المياه الشوارع والمنازل، مما أجبر السكان على الانتقال إلى مناطق أكثر أمانا كما انقطع التيار الكهربائي بشكل كامل أو جزئي.
كذلك غمرت المياه مستشفى باجل والمراكز الصحية في مديريات المراوعة والزيدية والزهرة، وتعرض مركز السل لأضرار جسيمة، مع تدمير جميع المعدات والأدوية، كما تضرر عدة أقسام في مستشفى الثورة، كبرى المستشفيات الرئيسية في الحديدة، عن أضرار.
وأشارت إلى أن المياه الملوثة وظروف الصرف الصحي السيئة أدت إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه، ولا تزال المياه الراكدة التي خلفتها الفيضانات تخلق أرضا خصبة لتكاثر البعوض، مما يثير المخاوف بشأن تفشي الأمراض المنقولة بالنواقل مثل الملاريا وحمى الضنك ما يشكل تهديدا كبيرا للسكان.
وقال البيان إن "اليمن يكافح بالفعل مستويات عالية من النزوح وتفشي الأمراض وسوء التغذية، وتستضيف الحديدة 50.000 إلى 60.000 نازح داخلي، ويوجد في المحافظة 477 منشأة صحية، منها 381 (80%) تعمل و93 (20%) تعمل جزئيا".
استغاثة حكومية
في السياق، أطلقت الحكومة المعترف بها دوليا نداء استغاثة إلى شركاء اليمن الإقليميين والدوليين من الدول والمؤسسات المالية والمنظمات الدولية لدعم جهودها في التصدي لأضرار الفيضانات الأخيرة في البلاد.
وفي بيان، وصفت وزارة التخطيط والتعاون الدولي في الحكومة اليمنية "الفيضانات التي ضربت محافظتي الحديدة وحجة، وألحقت أضرارا جسيمة في البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة" بالوضع الخطر، الذي يتطلب تدخلاً عاجلاً وشاملاً لمواجهة تداعياته وتخفيف معاناة المواطنين المتضررين وتوفير البدائل اللازمة لهم.
وأهاب البيان بجميع الشركاء للحكومة اليمنية للاستجابة السريعة وتقديم الدعم العاجل بكل أشكاله لإغاثة المتضررين وإعادة تأهيل البنية التحتية، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات، مؤكدة تشكيلها غرفة عمليات لتقديم كل التسهيلات الممكنة لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها في المناطق المنكوبة.
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4zIA== جزيرة ام اند امز