من قلب عدن.. رسالة خليجية لتأكيد الدعم وبناء السلام
حملت زيارة الوفد الخليجي رفيع المستوى إلى عدن رسائل سياسية واقتصادية قوية إلى المجتمع الدولي والإقليمي، مؤكدة الإرادة السياسية الساعية لعودة الاستقرار إلى اليمن.
وكان أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، ومعه وفد رفيع المستوى أجرى أمس الخميس زيارة إلى العاصمة المؤقتة عدن هي الأولى منذ عام 2015، التقى خلالها رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الحكومة اليمنية ووزير الخارجية.
وتأتي الزيارة في ظل جهود إقليمية ودولية تستهدف تمديد الهدنة واستئناف عملية السلام وإيقاف الحرب، لكن ذلك ما زال يصطدم بتعنت حوثي مقابل مرونة وتنازلات تقدمها الحكومة اليمنية.
دلالة الزيارة
وتجسد الزيارة عمق ومتانة العلاقات اليمنية - الخليجية الذي يحكمها الجوار الجغرافي والتاريخ والمصير المشترك مستندة إلى الترابط الاجتماعي والسياسي والثقافي.
وتمثل الزيارة رسالة دعم من دول مجلس التعاون الخليجي لمجلس القيادة الرئاسي لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، ودعم جهود الحكومة المعترف بها دوليا للتوصل إلى الحل السياسي الشامل لإنهاء الأزمة اليمنية، وفقا لخبراء.
ويرى رئيس مركز نشوان للدراسات في اليمن عادل الأحمدي، أن زيارة أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، إلى العاصمة المؤقتة عدن، لها دلالة غير عادية، لافتا إلى أن الزيارة كانت يمكن أن تتم في الرياض.
وأشار في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إلى أن رسالة اللقاء في العاصمة اليمنية المؤقتة، تعد دعما سياسيا كبيرا من كافة دول مجلس التعاون الخليجي لمجلس القيادة الرئاسي.
الأحمدي أكد أيضا أن زيارة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي سوف تثمر بشكل إيجابي لا سيما في ظل الظروف الحالية، وسوف تعمل على تحسين وجهات النظر بين أطراف الشرعية نفسها.
وأوضح أن "العاصمة المؤقتة عدن عندما تستقبل مسؤولين عربا بحجم رئيس مجلس التعاون الخليجي، سيكون للأمر انعكاسات سياسية واقتصادية دون شك".
وتابع: "نعوّل في جهود السلام كثيرا على دعم الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات بدرجة أساسية ومجلس التعاون الخليجي بشكل عام، بالإضافة إلى صلابة الإرادة اليمنية".
وأضاف أن "هذه الرسالة يجب أن تصل إلى كافة الأطراف اليمنية لتعلن بوضوح أن مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، يحظيان بدعم كبير من قبل الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي".
تعزيز موقف الشرعية
من جهته، قال الناشط السياسي في حزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن رشاد الصوفي إن زيارة أمين عام دول مجلس التعاون الخليجي إلى عدن حملت رسائل عديدة من شأنها تعزيز موقف الشرعية وبالتحديد مجلس القيادة الرئاسي في معركته لإنهاء الحرب وإحلال السلام بالطرق السلمية.
ومن هذه الرسائل، وفقا للصوفي في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، تأكيد مجلس التعاون الخليجي على الحل السلمي في البلاد وفقا للمرجعيات ومنها قرار مجلس الأمن 2216 والذي ينص على إنهاء الانقلاب والتدرج في بناء عملية سلمية قائمة على استعادة مؤسسات الدولة وتسليم السلاح وإطلاق كافة المعتقلين في سجون المليشيات.
كما "تضمنت رسائل الزيارة دعما لخطوات مجلس القيادة الرئاسي لتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة واستعادة الأمن وتنفيذ حزمة إصلاحات اقتصادية للتخفيف من وقع الأزمة"، طبقا للمسؤول الحزبي.
كذلك أكد موقف أمين عام مجلس التعاون الخليجي دعم الاتصالات التي تقوم بها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية وصولا إلى السلام الذي ينهي معاناة اليمنيين وينهي الأزمة في البلاد.
وأجرى الأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، في فبراير/شباط 2015، زيارة إلى مدينة عدن بعد أيام قليلة من تمكّن الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي من الوصول إلى المدينة قادماً من صنعاء، كاسراً إقامة جبرية فرضتها عليه المليشيات الحوثية التي سيطرت على العاصمة في انقلاب سبتمبر/أيلول 2014.
aXA6IDE4LjE4OC42My43MSA=
جزيرة ام اند امز