بالصور.. يوم تاريخي في اليمن تحتضنه عدن.. قسم الرئاسي وثقة الحكومة
لم يكن أكثر المتفائلين، يتوقع مرور هذا اليوم في اليمن، وعلى أديم العاصمة المؤقتة عدن، بأداء الرئاسي للقسم ومنح الثقة للحكومة.
ويرى اليمنيون، يوما غير مسبوق في يومياتهم منذ سنوات؛ ففي أحد أيام شهر رمضان المبارك، كان التلاحم حليف الأطراف السياسية، بكتابة شهادة ثقة، في الأجسام المكونة للدولة اليمنية، لتقف على ساق واحدة، في مواجهة المليشيات الحوثية.
وبذلك باشر مجلس القيادة الرئاسي رسميا، اليوم الثلاثاء، سلطته من العاصمة المؤقتة عدن، عقب أداء أعضائه الـ8 القسم الدستوري أمام البرلمان.
وعاش اليمنيون أحد أجمل أيامهم غير المسبوقة طيلة 8 أعوام من حرب مليشيات الحوثي ليدخل اليمن مسار حكم جديد، لمواجهة التحديات على كافة الأصعدة؛ أبرزها اقتصاديا وعسكريا، بهدف تطبيع الحياة وتحقيق السلام.
وعقد البرلمان اليمني أولى جلساته في عدن وسط إجراءات أمنية مشددة في أحد فنادق العاصمة المؤقتة، خشية أي هجوم صاروخي لمليشيات الحوثي، أو هجمات انتحارية للتنظيمات الإرهابية كانت عدن عرضة لها في السابق.
الجلسة البرلمانية برئاسة رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني وحضور القضاء الأعلى، واللجنة العليا للانتخابات، ولجنة الشؤون العسكرية لأداء القسم للمجلس الرئاسي امتدت إلى منح الثقة للحكومة المعترف بها دوليا بالإجماع.
وتعد جلسة القسم البرلمانية ومنح الثقة للحكومة إجراءات شكلية، ليبدأ مجلس القيادة الرئاسي ممارسة مهامه وسلطته من العاصمة المؤقتة "عدن" نحو استعادة الدولة واستكمال المرحلة الانتقالية باليمن.
وكان الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي سلم السلطة في 7 أبريل/ نيسان، إلى مجلس القيادة الذي يمثّل قوى مختلفة، وذلك في ختام مشاورات الأطراف اليمنية، في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي.
يوم مميز في عدن
وأذاع الرئيس اليمني السابق في إعلان نقل السلطة إلى مجلس القيادة الرئاسي الذي نص على ترؤس رشاد العليمي للمجلس وعضوية "سلطان العرادة، طارق صالح، عبد الرحمن أبو زرعة، عبدالله باوزير، عثمان مجلي، عيدروس الزبيدي، فرج البحسني".
وحضر مراسيم القسم الدستوري عدد من سفراء دول مجلس التعاون الخليجي، وسفراء الاتحاد الأوروبي، بما فيه هولندا وفرنسا وألمانيا، وسفراء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي، ومبعوثو الأمم المتحدة وأمريكا والسويد.
وفي بيان صادر عن سفراء بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، بعد حضورهم مراسيم أداء المجلس الرئاسي الجديد اليمين، وصف أجواء القسم الدستوري أمام البرلمان بـ"اليوم المميز جدا" في عدن.
وأعرب سفراء البعثة الأوروبية عن أملهم أن يمضي المجلس الرئاسي الجديد بعد أداء اليمين الدستورية قدما نحو السلام والأمن والحكم الديمقراطي الشامل.
وفي أول بيان له منذ تعيينه نائبا في مجلس القيادة الرئاسي، أكد أبو زرعة المحرمي مد يد المجلس للسلام إ-ن وجد- وإلا فإنهم رجال حرب في الميدان.
وقال المحرمي وهو قائد ألوية العمالقة في بيان تلقته "العين الإخبارية"، إن مجلس القيادة الرئاسي سوف يبذل قصار جهوده من أجل تحسين الخدمات وتطبيع الحياة في المحافظات المحررة.
ودعا المحرمي الجميع لتوحيد وسائل تحقيق النصر لصنع سلام دائم في اليمن، مؤكدا:" أيدينا ممدودة للسلام إن وجد وإلا فنحن رجال الحرب والميدان".
انطلاقة جديدة
ويرى خبراء يمنيون لـ"العين الإخبارية"، أن الجلسة البرلمانية لأداء القسم الدستوري لمجلس القيادة الرئاسي، والتي تم فيها منح الثقة لحكومة الكفاءات أيضا، تعد إجراءات شكلية للشروع في أداء المهام، بناء على الدستور، وتعزز من الشرعية الدولية والدستورية للمجلس والحكومة.
وقال السياسي الجنوبي ومدير مركز عدن للأبحاث في واشنطن، أحمد الصالح إنه عقب انتهاء الإجراءات الشكلية، حانت ساعة العمل والتغيير الحقيقي الذي ينتشل حياة الناس إلى الأفضل، ويبني المؤسسات ويعزز الأمن والاستقرار.
وأكد أن اليمن يبدأ "صفا واحدا لعهد جديد ولا عذر بعد اليوم إما نجاح ملموس وواضح و إما فشل لا غبار عليه".
من جانبه قال السياسي في حزب المؤتمر الشعبي العام محمد عبده سفيان لـ"العين الإخبارية"، إن عمل البرلمان والحكومة ومجلس القيادة الرئاسي من عدن سوف يسهم بشكل كبير في تقوية القيادة الشرعية المعترف بها دولياً.
كما سيسهم في تطبيع الأوضاع العامة الأمنية والاقتصادية والخدمية في المناطق المحررة وكذلك قيادة المعركة سلماً أو حرباً لإنهاء انقلاب مليشيات الحوثي الكهنوتية واستعادة الدولة والجمهورية، وفق عبده سفيان.
يوم تاريخي
وعاش اليمنيون يوما غير مسبوق في اليمن بعد أداء الرئاسي للقسم الدستوري ومنح الثقة للحكومة، ووفقا للسياسي اليمني فإن نقل السلطة من الرئيس عبد ربه منصور هادي الى مجلس قيادة رئاسي مثل نقطة تحول تاريخية وجسد مختلف القوى الفاعلة.
وأضاف أنه اليوم الذي يبدأ اليمنيون فيه انطلاقة جديدة، نحو استعادة الدولة والجمهورية بالسلم، وهو ما يتمناه كل أبناء الشعب اليمنيـ أو بالحرب في حالة عدم جنوح مليشيات الحوثي للسلام.
"لا بد من صنعاء..."
وهذا ما ذهب إليه رئيس البرلمان اليمني الشيخ سلطان البركاني خلال جلسة القسم ومنح الثقة للحكومة قائلا: "من هنا مضينا في المسار الحتمي سلماً أو حرباً ببوصلة واحدة قِبلتها صنعاء التاريخ والحضارة".
وأشار إلى أنه بعد أداء رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمين الدستورية يصبح "أمامنا وأمام الله وأمام الشعب في منعطف تاريخي استثنائي من مسار النضال اليمني في سبيل استرداد دولته المغتصبة".
وأكد رئيس الهيئة التشريعية مخاطبا المليشيات الانقلابية: "نقول للحوثي لا تسقطوا غصن الزيتون من أيدينا، وإنها فرصتنا جميعا بأن نسلك طريق السلام العادل والمشرف، وعليكم ألا تراهنوا على تمزقنا، فقد توحدت إرادتنا وأهدافنا ومصيرنا وبندقيتنا، وعقدنا العزم على استعادة دولتنا وعدم التفريط بمكتسباتنا الوطنية".