"الرئاسي" والبرلمان والحكومة و"الشورى".. رباعية اليمن تلتئم بعدن
يمثل التئام رباعية الدولة اليمنية في عدن، ممثلا في المجلس الرئاسي ومجلس النواب والشورى وأعضاء الحكومة، أبرز تحول سياسي منذ الانقلاب الحوثي.
ويبدأ اليمنيون مسارا جديدا انطلاقا من عدن، وبدعم من أشقائهم في التحالف العربي ومجلس التعاون الخليجي ودولي واسع، وضع آخر مسمار في نعش انقلاب مليشيات الحوثي على خطى استعادة العاصمة صنعاء.
وتوافد أعضاء مجلس القيادة الرئاسي ورئيس ووزراء حكومة اليمن، الكفاءات ورئيس وأعضاء البرلمان ورئيس وأعضاء مجلس الشورى باستمرار، الساعات الماضية إلى عدن في التئام هو الأول منذ انقلاب الحوثي في 21 سبتمبر 2014.
كما وصل وزير الدفاع اليمني إلى العاصمة المؤقتة عدن للمرة الأولى منذ تعيينه في نوفمبر 2018، في رسالة جديدة تبعثها التي توصفه بـ"ثغر بحر العرب الباسم" كحاضنة للصف السياسي والعسكري وكافة مؤسسات الدولة اليمنية.
وقبل مباشرة المجلس الرئاسي مهامه من العاصمة المؤقتة عدن، من المقرر أن يؤدي أعضاؤه، أمام البرلمان اليمين الدستورية، بموجب الدستور اليمني لتدخل البلد مسار حكم جديد يعول عليه في مواجهة كل التحديات.
ومن المقرر أن تعقد الجلسة البرلمانية التي متوقع أن تصوت أيضا على منح الثقة للحكومة اليمنية، بحضور المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، وعددا من سفراء الدول الذي وصلوا إلى عدن الساعات الماضية.
وكانت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، قالت عقب وصولها إلى عدن، إنها ناقشت مع يمنيات الآمال التي بعثها المجلس الرئاسي واللجان التي تشكلت حديثا، وشددت أنه "يجب أن يكون إصلاح الحكم في صالح الجميع".
انتقال نوعي
واعتبر سياسيون يمنيون عودة رباعي الرئاسة والبرلمان والشورى والحكومة لممارسة عملهم من عدن، انتقالا نوعيا في مستوى العمل الجماعي للشرعية، التي تعد عنصرا أساسيا في سيادة الدولة.
وقال الناشط السياسي اليمني صلاح أحمد لـ"العين الإخبارية"، إنه "من المهم أن يرى اليمنيون بعيد 8 أعوام كافة السلطات على رأسها الرئاسة تخوض مهمتها من على الأرض، وتكون قريبة من الناس وهمومهم وتطلعاتهم".
وأكد الناشط اليمني أهمية تفعيل العاصمة الموقتة عدن، لتطبيع الأوضاع والحياة في المحافظات المحررة والبدء في تحرير ما تبقى من محافظات تحت سيطرة المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا.
وأضاف "هذه المهمات الكبيرة تحتاج لقيادة سياسية متواجدة على الأرض وفي الداخل لأحدث نقلة نوعية".
من جهته، قال المحلل السياسي اليمني عبدالملك اليوسفي، إن أعضاء "مجلس القيادة الرئاسي يمثلون خارطة النفوذ الحقيقية ورئيس حكيم حافظ على اتزان العلاقة مع الجميع".
ووصف اليوسفي أعضاء المجلس الرئاسي بـ"الأبطال"، مشيرا إلى أن "عدن على موعد مع انتقال نوعي وحل لجميع القضايا بعيدا عن دورات العنف المستقبلية، فيما تشكل مليشيات الحوثي عقبة وحيدة" في طريق اليمن.
احتفاء يمني واسع
واحتفى اليمنيون على نطاق واسع بعودة كامل أجهزة الدولة اليمنية إلى عدن، لبدء مسار جديد في الحكم يتجاوز التحديات السياسية والاقتصادية والمعيشية ويردع المشروع الطائفي للحوثيين بما فيه استعادة صنعاء.
وبالتزامن، أطلق جنوبيون وسم "#عدن عاصمة القرار" للاحتفاء بعدن كحاضنة للصف الواحد، وحث القيادة اليمنية الجديدة للعمل في بناء المناطق المحررة لتستعيد عافيتها والانطلاق لاستعادة ما تبقى من شمال اليمن بالسلم أو بالحرب من مليشيات الحوثي.
وغرد رئيس مؤسسة بناء حياة للحقوق والحريات اليمنية كامل الخوداني، قائلا: "سفراء الاتحاد الأوروبي وسفراء الدول دائمة العضوية وسفراء الدول العربية يتوافدوا تباعاً إلى عدن.. شكراً عدن.. شكراً أبناء الجنوب".
وخاطب في سلسلة تدوينات على"تويتر"، تابعتها "العين الإخبارية"، أبناء جنوب اليمن قائلا: "بكم تستعيد البلاد احترام العالم لشرعيتها ومعركتها وقضيتها، وبكم يستعيد اليمنيون توحد هدفهم ووطنهم وحريتهم ولقمة عيشهم وديارهم وعروبتهم".
ومحتفيا بحلة عدن الجديدة، قال إن "عدن ثغر اليمن الباسم تعيد لوجه اليمن ابتسامته، وتتصدر المشهد اليمني وتتربع كرسي القيادة وتعود لممارسة دورها الذي تعودت القيام به كحاضنة للحرية ومنطلق للنضال".
وأضاف أنه "من عدن انطلقت مسيرة جمهورية السادس والعشرين من سبتمبر والقضاء على الكهنوت الأمامي ومن عدن سوف تنطلق مسيرة استعادتها"، إشارة لاستعادة صنعاء من قبضة مليشيات الحوثي.
أما المصور الصحفي فواز الحنشي فكتب على حسابه في موقع "تويتر"، أنه "بعد التحولات السياسية التي حصلت في هرم الشرعية، ومن ثم وصول كافة قيادات الدولة إلى عدن فيحق القول أن عدن هي عاصمة القرار".
ويعد وصول أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، الاثنين، إلى عدن لممارسة مهامه لالتئامه مع كافة الأجهزة السيادية للدولة اليمنية حدث العام وصفعة مدوية لمليشيات الحوثي وثمرة جديدة لمشاورات الرياض.
aXA6IDMuMTM3LjE4MS42OSA= جزيرة ام اند امز