صفعة مدوية للحوثي.. مجلس القيادة الرئاسي في عدن
يعد وصول أعضاء مجلس القيادة الرئاسي إلى عدن لممارسة مهامه صفعة مدوية للحوثيين لالتئامه مع جميع الأجهزة السيادية للدولة اليمنية.
وتتجه أنظار الشارع اليمني إلى العاصمة المؤقتة عدن التي تشهد ترتيبات حاسمة للشرعية الدستورية وذلك بعد وصول أعضاء البرلمان والشورى والحكومة ومجلس القيادة الرئاسي المتوقع إعلان وصولهم رسميا، اليوم الإثنين، إلى العاصمة المؤقتة للبلاد.
ويشكل وصول مجلس القيادة الرئاسي لممارسة مهامه من عدن نقلة كبيرة في المشهد اليمني، فمنذ تشكيل المجلس كتتويج لمشاورات الرياض التي جرت أوائل الشهر الجاري بات الحدث السياسي الأبرز لهذا العام باعتباره المظلة الشرعية لكل القوى الفاعلة المناهضة للانقلاب الحوثي، الموالي لإيران.
وقطع تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في 7 أبريل/نيسان الجاري والعودة السريعة للداخل اليمني لقيادة البلد بجانب كافة السلطات الدستورية، الطريق أمام المشروع الإيراني ليمثل صفعة مدوية لمليشيات الحوثي ويسحب من تحت قبضتها أهم أوراق المناورة واستعراض القوة.
التوافد إلى عدن
وشهدت الساعات الماضية من مساء الأحد، وصول رئيس وأعضاء البرلمان ورئيس وأعضاء مجلس الشورى ورئيس وأعضاء حكومة الكفاءات السياسية على التوالي، فيما لم يعلن رسميا عن وصول أعضاء مجلس القيادة الرئاسي.
وكان رئيس البرلمان الشيخ سلطان البركاني ومعه العشرات من أعضاء مجلس النواب أول الواصلين إلى مطار عدن الدولي، تلاه وصول رئيس وأعضاء مجلس الشورى عبر رحلات منفصلة قلتهم من العاصمة السعودية الرياض.
كما وصل رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك وكافة وزراء حكومة الكفاءات ضمن ترتيبات واسعة النطاق لعودة كافة السلطات الدستورية، التشريعية والتنفيذية للعاصمة المؤقتة عدن.
كذلك الأنباء تشير إلى أن أعضاء مجلس القيادة الرئاسي وصلوا وسط احترازات أمنية شديدة السرية وانتشار مكثف وغير مسبوق للقوات الأمنية في العاصمة المؤقتة تحت إشراف مباشر من محافظ عدن أحمد لملس وبدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية.
ومن المقرر أن يعقد البرلمان اليمني أولى جلساته للمرة الأولى منذ 8 أعوام في العاصمة المؤقتة عدن ولأول مرة منذ 3 أعوام بعد عقده الدورة الاستثنائية في أبريل/نيسان 2019 في سيئون والتي سحبت السلطة التشريعية من تحت قبضة مليشيات الحوثي.
ومن المقرر أن يؤدي أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمين الدستورية أمام البرلمان والذي يتوقع أن يصوت على منح الثقة لحكومة الكفاءات السياسية المشكلة بموجب اتفاق الرياض أواخر 2020.
الأهمية والدلالات
يقول خبراء يمنيون إن وصول مجلس القيادة الرئاسي لممارسة مهامه من عدن يقطع الطريق أمام المشروع الإيراني ويوجه صفعة مدوية لمليشيات الحوثي لاحتضان الرئاسة بحلتها الجديدة أشرس المحاربين والمناهضين للانقلاب والتنظيمات الإرهابية على حد سواء.
ووفقا للناشط السياسي والإعلامي مكين العوجري فإن وصول مجلس القيادة الرئاسي إلى عدن له دلالات كثيرة أبرزها تحسن أداء الشرعية وتعزيز وجودها على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية وحتى التفاوضية باعتباره مظلة لكل القوى الفاعلة.
وقال العوجري في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن أهمية عودة المجلس الرئاسي، تكمن في إعادة الثقة بين المواطنين والدولة وإننا أمام نقلة كبير ونوعية نحو إيجاد جبهة قوية تتحرك اقتصاديا وسياسيا وعسكريا على خطى التحول الجذري في استعادة الدولة وإنهاء حرب الحوثي.
وأوضح أن ولادة مجلس القيادة الرئاسي جاءت في مرحلة فارقة من أجل قطع كل الطرق وخيارات ومخططات طهران في اليمن بعيد محاولة المشروع الإيراني تحقيق مكاسب عسكرية على حساب عروبة اليمن.
وتمثل ممارسة مجلس القيادة الرئاسي مهامه في عدن انتصارا للدولة واليمن ونقطة قوة للشرعية والمشروع العربي، وسينعكس ذلك ميدانياً من خلال توحيد الصف المناهض لمليشيات الحوثي، أداة إيران بالوكالة في البلد، وفقا للعوجري.
انفراجة غير مسبوقة
ورسم الشارع اليمني آملا عريضة لعودة الأجهزة السيادية للبلاد وأعرب الكثيرين عن فرحتهم وبهجتهم الغامرة تجاه هذه الخطوة التي تعد الأولى في مسير استعادة الدولة وذلك منذ الإعلان عن وصول البرلمان.
ويؤكد قائد لواء الحسم سابقا، العميد فيصل الشعوري، أن عودة الرئاسة والسلطات الحكومية والبرلمانية والشورى "تعد خطوة مهمة ترسم ملامح المرحلة المقبلة التي لطالما انتظرها اليمنيون بأن تكون عدن مهد الدولة واستعادة باقي مؤسساتها".
وأعرب عن ثقته "الكبيرة بالمجلس الرئاسي في إحداث انفراجة غير مسبوقة في تاريخ اليمن وأن ما سيأتي لن يكون أسوأ مما قد مضى"، آملا في أن تتسلح القيادة السياسية بالإرادة القوية والخطط الاستراتيجية للمرحلة المفصلية.
ويرى خبراء أن مجلس القيادة الرئاسي أنعش الحراك الأممي والدولي في دعم السلام، كما دفع بالحراك السياسي والعسكري إلى الأمام إثر مشاركة القوى الفاعلة كالانتقالي والمقاومة الوطنية ضمن مرحلة يمنية جديدة أكثر قدرة لإنهاء الحرب سلما أو حسما عسكريا.
وكان نائب مجلس القيادة الرئاسي اللواء ركن فرج البحسني، قال، الأحد، إن أعضاء المجلس سوف يوجدون في الميدان بعد أداء اليمين الدستورية، وسيعملون بمسؤولية جماعية لتحقيق أعلى درجة من التوافق لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتخفيف معاناة الشعب اليمني، واستكمال مسير استعادة الدولة".
وجدد ترحيب مجلس القيادة الرئاسي بكافة الخطوات الرامية لإحلال سلام عادل، مؤكدا أن المجلس "لن يتراجع في اتخاذ أي إجراءات للدفاع عن تراب الوطن وأبناءه ضد أي مشاريع تنفذ توجهات أجندة خارجية وتسعى لإطالة أمد الحرب"، إشارة لوكلاء المشروع الإيراني الحوثيين.