الحوثي يفتح أبواب صنعاء أمام الحرس الإيراني لإشعال معاركه
مراقبون يمنيون يؤكدون أن العملية الإرهابية ضد منشآت نفطية في السعودية عمل إيراني يهدف لخلط الأوراق السياسية والعسكرية بالمنطقة.
تبرز التناقضات الواضحة بين ما تريده مليشيا الحوثي وما ترتكبه من حماقات، دلائل إضافية على كونها مجرد "أداة سيئة" في مشروع إيراني قذر، لا تملك فيه حق اتخاذ القرار.
ففي الوقت الذي يعلو فيه صراخ قادة مليشيا الحوثي بضرورة وقف الحرب والاستعداد لتنفيذ اتفاق ستوكهولم بدءاً بالانسحاب أحادي الجانب وإعادة الانتشار في موانئ الحديدة، يقوم خبراؤها العسكريون بعملية إرهابية ضد منشآت نفطية في المملكة العربية السعودية.
استهداف يرى مراقبون أنه من الصعب النظر إليه كخيار حوثي محض، قياسا بالتوقيت السيئ، وإنما باعتباره عملا إيرانيا يهدف إلى خلط الأوراق السياسية والعسكرية في المنطقة.
وأكد المحلل العسكري والاستراتيجي اليمني العقيد يحيى أبوحاتم أن الهجوم الإرهابي على محطتي وقود شركة أرامكو السعودية تم تنفيذه بطائرات درون إيرانية الصنع، وبواسطة خبرات إيرانية، ما يثبت أن مليشيا الحوثي ليست إلا أداة بيد نظام الملالي في إيران.
وأوضح أبوحاتم لـ"العين الإخبارية" أن هذا العمل الإرهابي يستدعي ردا حازما، وذلك بإطلاق عملية واسعة لتحرير العاصمة صنعاء وتفعيل كامل الجبهات لاستعادة كامل التراب الوطني وكسر شوكة إيران في اليمن.
وكانت مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، أعلنت، الأربعاء، مسؤوليتها عن الهجوم على مضختي نفط تابعتين لشركة أرامكو السعودية بواسطة 7 طائرات دون طيار، حسبما أكد الناطق العسكري باسم المليشيات.
غير أن فكرة القبول بقدرة الحوثيين على ضرب مثل تلك الأهداف الحيوية الدقيقة تبدو كدعابة بلهاء، من وجهة نظر كثيرين، خاصة أنها تتطلب تقنية عالية وأقمارا صناعية للمساعدة في التوجيه والتحكم، كما يشير الخبراء العسكريون.
واستبعد الدكتور ياسين سعيد نعمان، سفير اليمن لدى المملكة المتحدة، إمكانية قيام مليشيا الحوثي بمثل هذا الهجوم الخطير.
وذكر السفير اليمني في تغريدة له على "تويتر" أن الحوثيين لم يقوموا بشيء عدا أنهم فتحوا أبواب صنعاء للحرس الثوري الإيراني، لإشعال معاركه منها دون اكتراث بما قد يلحق باليمن من أضرار وكوارث.
وأثارت عملية استهداف مضختي النفط السعوديتين، في هذا التوقيت تحديدا، مخاوف لدى كثيرين من أن تتحول اليمن إلى مجرد بؤرة صراع وساحة مفتوحة لمواجهات دولية طويلة، بعيدا عن أي حلول يمنية قد تنتجها الأطراف المتصارعة.
مخاوف تبدو منطقية في ظل تأكيدات إيران باللجوء إلى تحريك أوراقها بالمنطقة، في إشارة منها على ما يبدو إلى مليشيا الحوثي وحزب الله والحشد الشعبي، لمواجهة التهديدات المحتملة في حال قررت واشنطن شن حرب تأديبية ضدها.
ويؤكد الباحث السياسي اليمني عبدالله القدسي أن بصمات إيران الواضحة في الهجوم على مضخات النفط السعودية أسقطت القناع الأخير عن مليشيا الحوثي الإجرامية بوصفها دمية رخيصة بيد ملالي طهران ومشاريعهم التدميرية الخبيثة.
وتساءل القدسي خلال حديثه لـ"العين الإخبارية": كيف يقول الحوثي إنه مستعد للسلام وتنفيذ اتفاقات السلام المبرمة، وفي الوقت نفسه يتبنى هذا الهجوم الإرهابي الذي لا يخدمه في التوقيت أو المكان وإنما استجابة لرغبة وأجندة إيران.
وأكد الباحث السياسي أن مليشيا الحوثي تخوض حربا ليست في الحقيقة حربها وإنما بالوكالة استجابة لأجندة طهران المشبوهة بدليل أن هذه الضربة جاءت فقط كرد فعل على تصاعد الأزمة بين أمريكا وحلفائها من جهة وبين إيران من جهة أخرى.
وأشار إلى أن قبول الحوثي بالبقاء كدمية إيرانية في اليمن سيكون له تداعيات خطيرة على البلد، وسيخلق أسبابا موضوعية تعزز من قناعة شن حرب تأديبية على إيران وأذرعها وفي المقدمة مليشيا الحوثي، في الوقت الذي يتطلع اليمنيون لتحقيق السلام ووقف الحرب التي أنهكتهم خلال السنوات الخمس الماضية.