تلميذ الروس منحها اسمها.. «الديلمي» أكبر قاعدة جوية باليمن تحت النار
أغارت الولايات المتحدة وبريطانيا، فجر اليوم السبت، على قاعدة "الديلمي" لليوم الثاني على التوالي.
وإزاء تكرار الهجمات على القاعدة التي تقع في قبضة مليشيات الحوثي منذ 2014، برز السؤال عن أهمية الموقع الذي يقع على بعد 15 كيلومترا شمال صنعاء، وتستخدمه المليشيات في نشاطها الحربي.
أهميتها
قبل انقلاب الحوثي أواخر عام 2014، كانت قاعدة "الديلمي" تضم معظم الدفاعات الجوية اليمنية والطائرات الحربية وجميع بطاريات صواريخ سام.
وأمام أهميتها استهدفت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن القاعدة التي سيطر عليها الحوثيون بضربات مركزة مع بدء التدخل الذي جاء بطلب من الحكومة اليمنية عام 2015.
لكن الحوثيين طوروا مؤخرا القاعدة، حيث باتت تضم ورش تركيب وتطوير الطائرات بدون طيار، ومنظومة الاتصالات، وأنظمة الرادارات العسكرية.
وبالإضافة لما تحتوي عليه القاعدة من أسلحة وأنظمة رصد وورش تصنيع أسلحة، تعد أيضا أحد مواقع وجود الخبراء الأجانب المشغلين لهذه المنظومات ضمن صفوف المليشيات.
وتفسر أهمية القاعدة السبب في كونها على رأس بنك أهداف القوات الأمريكية والبريطانية التي شنت ضربات جوية على مواقع الحوثيين، ردا على استهداف الأخيرة السفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وفجر السبت نفذت سفينة (يو إس إس كارني) باستخدام صواريخ توماهوك هجوما على القاعدة، بحسب بيان للجيش الأمريكي.
وأشار البيان إلى أن الضربة كانت "بمثابة إجراء متابعة على هدف عسكري محدد مرتبط بالضربات التي شنت في 12 يناير/كانون الثاني بهدف إضعاف قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن البحرية، بما في ذلك السفن التجارية".
وكانت القاعدة مقرا للواء الثاني طيران، واللواء الرابع طيران، واللواء السادس طيران، واللواء الثامن طيران، واللواء 110 دفاع جوي، واللواء 101 دفاع جوي، التابعين للجيش اليمني سابقا قبل أن يسيطر عليها الحوثيون أواخر 2014.
تلميذ الروس
وسميت قاعدة "الديلمي" بهذا الاسم نسبة للطيار اليمني محمد الديلمي، الذي كان يقاتل في صفوف النظام الجمهوري خلال حروبه مع "الإماميين" عام 1962، وتلقى دورات عسكرية في الاتحاد السوفياتي.
وأثناء حصار الإماميين لصنعاء في عام 1967 شنّ الديلمي العديد من الغارات بطائرات سوفياتية الصنع على المواقع الإمامية التي كانت تحاصر العاصمة صنعاء.
وفي إحدى طلعاته الجوية سقطت طائرته من طراز ميج 17 غرب صنعاء، وتم إلقاء القبض عليه من قبل الإماميين بعد محاولته الفرار، وضرب حتى الموت.
وبعد فك حصار السبعين يوما من قبل قوات النظام الجمهوري في 8 فبراير/شباط عام 1968، تم إطلاق اسمه على القاعدة العسكرية الجوية، ليصبح اسمها قاعدة الديلمي الجوية.
ردع أم تقويض؟
الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد أهداف حوثية، أثارت تساؤلات بشأن مدى تأثيرها على قدرات المليشيات.
وحذرت الخبيرة الأمريكية المختصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان من أن ردع الحوثيين عن شن أي عدوان إقليمي آخر وتقويض قدراتهم، يعتمد على نطاق وحجم العملية، فإذا تحولت هذه الضربات إلى هجمات رمزية على المستودعات أو غيرها من البنية التحتية التي يمكن إعادة بنائها بسهولة فسيكون لها تأثير محدود.
وبحسب تسوكرمان فإن ذلك يعود إلى أسباب عديدة، منها أن "الحوثيين أصبحوا مع مرور الوقت أداة في يد إيران، وبغض النظر عما يحدث فسوف يتبعون توجيهات طهران، كما قد لا يستجيبون للردع التقليدي المحدود، ولن يقنعهم أي شيء أقل من العمليات الكبرى لتدمير قدراتهم بالكامل".
كما أن هناك شكوكا حول قدرة الولايات المتحدة وبريطانيا على تحقيق الهدف المطلوب بعدد محدود من الضربات.