مليشيا الحوثي والمنظمات الدولية.. ابتزاز وتحريض
المليشيا المدعومة من إيران تشن حملة تحريض غير مسبوقة ضد المنظمات الأممية غداة فضحها أمام مجلس الأمن باختلاس المساعدات.
كثفت مليشيا الحوثي الانقلابية من حملاتها التحريضية على المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرتها شمالي اليمن، وذلك غداة فضح اختلاسها المساعدات في جلسة مجلس الأمن الدولي.
- 6 أشهر على هدنة الحديدة.. 2439 قتيلا ومصابا برصاص الحوثي
- التحالف يدك الحوثيين في حجة ومقتل العشرات بالبيضاء
وكان المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، ديفيد بيسلي، كشف، الإثنين، أمام مجلس الأمن، أن هناك أكثر من 30 حالة لسرقة المساعدات الغذائية في مناطق سيطرة الحوثيين، وأن الأطفال يموتون بسبب تضييق الحوثيين على عمل المنظمة، فيما أعلن منسق الشؤون الإنسانية عن عرقلة الحوثيين لـ55 بعثة أممية.
وأصابت التصريحات الأممية المليشيا المدعومة من إيران بحالة من الهستيريا، وبدأت بشن حملة تحريض غير مسبوقة في وسائل إعلامها ضد المنظمات الدولية والأممية، ملفقة لها عددا من التُهم.
وتصدر القيادي الحوثي والناطق الرسمي باسم المليشيا، محمد عبدالسلام، حملة التحريض ضد المنظمات، وذلك ببيان رسمي، كشف حجم الوجع الذي تعرضت له المليشيا، بعد الإفصاح أمام المجتمع الدولي عن اختلاسهم المساعدات وحرف مسارها لجهات غير مستحقة.
وعجز متحدث الحوثيين عن إيراد ردود منطقية على برنامج الغذاء العالمي، وزعم أن المنظمات الأممية "تعمل مع أجهزة مخابرات دولية وتبيع معلوماتها وبياناتها وإحداثياتها لدول التحالف تحت عنوان العمل الإنساني".
ودأبت مليشيا الحوثي، منذ بداية الانقلاب قبل أكثر من 4 سنوات، على توجيه هذه التهمة الرئيسية لكل مناهضيها بشكل منافٍ للحقيقة ودون أن تمتلك ضدهم أي أدلة.
ولم يكتفِ ناطق الحوثيين بذلك، بل زعم أيضًا أن المنظمات الأممية تقوم بتوظيف مساعداتها "مخابراتيا وتجسسيا واستغلالها سياسيا"، في تطابق مع الخطاب الحوثي التضليلي الذي يتم به إيهام أنصارهم بأنهم يحاربون إسرائيل وأمريكا.
وقال مصدر أممي لـ"العين الإخبارية" إن "مليشيا الحوثي تحاول إرهاب المنظمات خاصة برنامج الأغذية العالمي الذي كان صاحب السبق بفضح سرقة الحوثيين المساعدات الإنسانية بصنعاء.
وأضاف أن "مليشيا الحوثي تستغل سيطرتها على ميناء الحديدة الذي تصل عبره 75% من المساعدات لابتزاز المنظمات الدولية وحرف المساعدات كما تريد".
وأشار المصدر إلى أن "المليشيا قامت خلال اليومين الماضيين بمنع تفريغ سفينتين تابعتين لبرنامج الأغذية في ميناء الحديدة، والترويج في وسائل إعلامها بأن حمولتها فاسدة".
اختلاس المساعدات
ورضخت المنظمات الأممية طيلة سنوات لابتزاز مليشيا الحوثي من أجل ممارسة مهامها كون مكاتبها الرئيسية تقع في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، لكن تمادي المليشيا الإرهابية أخرج بعض المنظمات عن صمتها وعلى رأسها برنامج الأغذية العالمي.
وبعد نهب آلاف الأطنان من المساعدات وبيعها في السوق السوداء أو حرفها لأسر التابعين لهم، قامت مليشيا الحوثي بمطالبة برنامج الأغذية العالمي بعدم توزيع مساعدات عينية وتقديم مساعدات نقدية تكون تحت تصرفها وتوزعها بنفسها.
ولم تكتفِ المليشيا بذلك، بل قامت باحتجاز أكثر من 185 شاحنة لبرنامج الأغذية العالمي في مدخل مدينة إب وطالبت البرنامج بجمارك، رغم أن القانون اليمني يعفي المواد الإغاثية والمساعدات من أي رسوم جمركية، وفقا لمصادر "العين الإخبارية".
تنديد واسع
وقوبلت حملة التحريض الحوثية على المنظمات الدولية بتنديد واسع من قبل الحكومة اليمنية والمنظمات الإغاثية الخليجية وعلى رأسها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وقالت اللجنة العليا للإغاثة، في بيان صحفي، اطلعت "العين الإخبارية" عليه، إن التهديدات وحملات التحريض أحد معوقات العمل الإنساني التي تقوم بها مليشيا الحوثي الانقلابية بحق العملية الإغاثية، وإن الضحية المباشرة لتهديد المنظمات الدولية فئات كبيرة من المستحقين في المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا.
وحملت اللجنة الحكومية المليشيات الانقلابية المسؤولية الكاملة حيال أي عمل أو عوائق قد تتعرض له المنظمات الأممية والدولية أو فرقها الميدانية أثناء تنفيذ أعمالها الإغاثية والإنسانية في تلك المناطق.
ودعت اللجنة المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى الوقوف الجاد والحازم حيال الممارسات التي تقوم بها المليشيا الحوثية بحق العملية الإغاثية، وإلى اتخاذ جميع الإجراءات والوسائل والتدابير الضامنة لردع المليشيا ووقف انتهاكاتها بحق العمل الإنساني.
مركز الملك سلمان للإغاثة، ناشد من جانبه الأمم المتحدة بالتصدي لانتهاكات المليشيا التي تعترض المساعدات الإنسانية وتنهبها أو تتلفها.
وأكد المركز، في بيان صحفي، أن إفادة مدير برنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي تكشف إعاقة مليشيا الحوثي توزيع المساعدات الإنسانية في اليمن، وتؤكد الانتهاكات الحوثية للعمل الإنساني التي طالما استنكرها المركز.