تستمر مليشيات الحوثي الإرهابية في تكميم أفواه اليمنيين عبر حملات مطاردة واصطياد متعمد للناشطات والصحفيين في مسعى لطمس جرائمها السافرة.
وكشف ناشطون حقوقيون وصحفيون عن أن مليشيات الحوثي اختطفت صحفيا يمنيا قبل أيام من شوارع العاصمة صنعاء وأخفته قسريا وذلك بعد شهرين من مصير ذاته تواجهه خبيرة حقوق الإنسان فاطمة العرولي.
- تعز ولحج بعد الهدنة.. نيران مرتدة تنسف هجمات الحوثي
- واشنطن تهاجم الحوثي.. وترحب بدعم الحكومة اليمنية للهدنة
ويعد قمع الناشطات وإذلالهن نمطا من أنماط الانتهاكات الممنهجة التي يمارسها الحوثيون في مناطق سيطرتهم، إذ هناك أكثر من 1700 امرأة وناشطة يمنية واجهن الاعتقال والإخفاء وتم منعهن من الوصول للعدالة عامة.
فخ العفو العام
وفي حملة تضامن واسعة نظمها ناشطون وناشطات على مواقع التواصل الاجتماعي، أكدوا أن فاطمة صالح العرولي عادت إلى صنعاء كواحدة ممن نصبت لهن مليشيات الحوثي فخ العفو العام قبل أن تعتقلها وتخفيها قسريا منذ شهرين.
ولا تزال مليشيات الحوثي الإرهابية تختطف رئيسة منظمة الموئل للتنمية الحقوقية ورئيسة مكتب قيادات المرأة العربية باليمن التابع لجامعة الدول العربية، وترفض الإفراج عنها.
وقالت بشرى العامري الناشطة اليمنية، إن الحوثي يخفي "العرولي منذ شهرين في ظروف غامضة".
وأوضحت في تغريدة عبر "تويتر" أن "العرولي عادت من الخارج إلى مناطق سيطرة الحوثي فقامت المليشيات باختطافها وإخفائها قسريا".
وكانت العروي كرمت منتصف يونيو/حزيران الماضي، من قبل الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش الإماراتي، بدرع التميز الذهبي 2022، لمشاركتها في مؤتمر عن المرأة العربية في دبي، حول دور المرأة في التنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية.
قوائم حوثية لاصطياد الصحفيين والناشطين
في السياق، قال صحفيون يمنيون إن مليشيات الحوثي اختطفت الصحفي عباد الجرادي منذ 4 أيام من العاصمة المختطفة صنعاء وذلك دون معرفة أسباب الواقعة.
ونددت نقابة الصحفيين اليمنيين في بيان طالعته "العين الإخبارية"، بالجريمة وطالبت مليشيات الحوثي بسرعة الكشف عن ملابسات الجريمة وسرعة إطلاق سراح الزميل الجرادي.
وجددت النقابة -في بيان طالعته "العين الإخبارية"- استهجانها الشديد لاستمرار اختطاف الصحفيين من قبل مليشيات الحوثي، كما رفضت التعامل العدائي الذي يتعدى على الدستور والقانون.
وأكد ناشط حقوقي خرج منذ شهر من سجن مدينة الصالح في تعز لـ"العين الإخبارية"، أن مليشيات الحوثي أعدت قائمة بالصحفيين والصحفيات والناشطين والناشطات المناهضين لمشروعها الإرهابي.
وذكر الناشط -الذي فضل عدم ذكر اسمه- أن الحوثي يعمد إلى اصطياد الناشطات والصحفيين من المنازل والشوارع والطرقات عبر نقاط وحواجز التفتيش التي تعترض المسافرين القادمين من المناطق المحررة وغيره لا سيما خلال الأعياد والمناسبات.
وأوضح الراصد الحقوقي اليمني، أنه كان أحد الضحايا عندما اعتقلته مليشيات الحوثي فجأة قبل أكثر من شهر، حيث كان مسافرا من صنعاء إلى تعز وقبل العبور إلى المناطق المحررة تم إيقاف الحافلة وأخذ بطاقته وسرعان ما عادت لاعتقاله من بين المسافرين بعد مراجعة قائمة النشطاء الحقوقيين في غرفة عملياتها.
إعلاميا أشار إلى أن المليشيات الحوثية تفرض قيوداً مشددة على الحريات العامة وحرية التعبير وحرية الإعلام والصحافة في ظل الانقلاب على السلطة الشرعية في اليمن منذ آخر 2014، من خلال غلق صحف ورقية ومواقع إلكترونية ونهب مقراتها.
إدانة حكومية
واستنكر معمر الإرياني، وزير الإعلام اليمني، بأشد العبارات جريمة اختطاف مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران للصحفي عباد الجرادي من منزله في العاصمة المختطفة صنعاء، وإخفائه قسريا منذ 5 أيام، للمرة الثانية حيث سبق أن اختطفته العام 2018 لمدة 4 أشهر دون أن توجه إليه أي تهم.
وقال المسؤول اليمني على "تويتر"، إن "مليشيات الحوثي الإرهابية صعدت أعمال القمع والتنكيل بحق الصحافة والصحفيين، في محاولة لتكميم الأفواه والتغطية على ممارساتها وحجب الحقائق عن الرأي العام اليمني والدولي".
كما تواصل المليشيات اختطاف 9 من الصحفيين وإخفاءهم قسريا، بينهم 4 أصدرت بحقهم أوامر بالإعدام في محاكم غير قانونية، وفقا لوزير الإعلام اليمني.
وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي ومنظمات حقوق الإنسان وحماية الصحفيين بإدانة جريمة الاختطافات وكل الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها مليشيات الحوثي الإرهابية بحق الصحفيين والناشطات، والضغط على قيادات المليشيات لإطلاقهم فورا دون قيد أو شرط.
وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين وثقت مؤخرا ارتكاب مليشيات الحوثي أكثر من 1450 حالة انتهاك طالت الصحافة والصحفيين في اليمن، بينها مقتل 51 صحفياً وتعرض أكثر من 350 آخرين للاختطاف والإخفاء القسري.