اليمن بلا زكريا الشامي.. مقتل جاسوس الحوثي وعراب الخراب
لقي اللواء زكريا الشامي حتفه متأثرا بجراحه وفيروس "كورونا" بعد سنوات من الخيانة والعمالة للحوثي، وقيادة عملية تدمير اليمن.
وعلمت "العين الإخبارية" من مصادر أمنية بصنعاء أن زكريا الشامي (49 عاما) أصيب في عملية عسكرية نوعية، يعتقد أنها جوية، ونقل لأحد المشافي للرعاية الطبية تحت إجراءات أمنية مشددة.
وتابعت المصادر "تدهورت حالة الرجل إثر إصابته في المستشفى بفيروس كورونا، الذي يتفشى كالنار في الهشيم لا سيما في المستشفيات، إثر اكتظاظ المرضى والمصابين وعدم اتخاذ المليشيا أي إجراءات احترازية صحية".
وأضافت المصادر "لفظ الشامي أنفاسه الأخيرة في المستشفى أمس"، لكنها لم تستبعد تصفية جناح صعدة في جماعة الحوثي، المدعوم بقوة من ضابط الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو، للشامي، مستغلا مرض والده يحيى الذي انتقل إليه الفيروس وباتت حالته حرجة أيضا.
ومنذ تدحرج الحوثي من صعدة إلى صنعاء، لعب زكريا الشامي، دور الجاسوس الأكبر للمليشيا داخل مؤسسات الدولة في العاصمة اليمنية المختطفة.
ولم يرتكب زكريا جريمة الخيانة العظمى وحسب، لكنه عمل ووالده كخنجر مسموم في ظهر الجيش اليمني، ما تجاوز تسريب الأسرار إلى تفكيك الألوية بموجب خطة إيرانية وبمباركة إخوانية.
وعقب تأكيد مقتل زكريا متأثرا بالإصابة، بات الغموض يلف مصير والده رجل الظل الأكثر خطرا، والذي يمكن أن يشكل مصرعه واحدة من أشد الضربات المميتة لكبار القادة العسكريين في الدائرة الحوثية المغلقة.
والعام الماضي، اشتدت صراعات أجنحة الحوثي، إذ يشكل الشامي الأب ونجله هرم القوة في جناح صنعاء، الذي يسعى جناح صعدة الأكثر تطرفا والتصاقا بالحرس الثوري الإيراني لإزاحته، لهيمنة عائلة الشامي على أكثر من 28 منصبا أهمها المخابرات والنقل والإعلام.
وينحدر الشامي من مديرية السدة في محافظة آب (وسط). واتجه مؤخرا، عقب صراعه الشرس مع جناح صعدة، للتكتل مع بقية العائلات الهاشمية فيما يسمى "جناح صنعاء" داخل المليشيا الحوثية.
الضابط الجاسوس
يعتبر زكريا واحدا من أبرز قيادات مليشيا الحوثي السرية التي تدرجت في مناصب داخل الجيش اليمني منذ وقت مبكر، وهو نجل لأحد مؤسسي الجماعة وجناحها العسكري داخل مؤسسات الدولة قبل التمرد في جبال صعدة.
وكان زكريا المولود 1972، تخرج من الكلية الحربية في صنعاء وعمره 21 عاما وتدرج في مناصب عسكرية عدة حتى 2010، عقب عودته من ماليزيا بعيد دراسة اللغات الأجنبية، قبل أن يحصل على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية من السودان.
وظهر اسم زكريا في عدة تقارير أمنية يمنية خلال خوض المليشيا حروب تمرد صعدة الستّ، وعمله مع والده اللواء يحيى الشامي الذي كان محافظا لمحافظة صعدة، باعتباره الجاسوس الكبير للحوثيين بتكليف من والده القائد العسكري للأسر السلالية الهاشمية حينها.
وأبلغ زكريا قادة الحوثي بكل تحركات الجيش اليمني ضدهم في الحرب الأولى والثانية، أثر تسريب المعلومات السرية للمليشيا من داخل غرفة العمليات العسكرية وظل لغزا محيرا للقيادة اليمنية.
وفق التقارير اليمنية، فإن قيادة الجيش اليمني لجأت إلى مراقبة تحركات كل مرافقي المحافظ الشامي والدائرة المحيطة به، وعلى رأسها نجله.
وكشفت المخابرات اليمنية حينها تواصل زكريا الشامي مع عدد من القيادات الحوثية بينهم القائد العسكري ومسؤول الحماية الشخصية لزعيم المليشيا، المدعو أبوجهاد العياني، وكذلك مع الصريع طه المداني مسؤول الملف الأمني والرجل الأخطر داخل بنية التنظيم الهرمي، والذي قتل بغارة جوية للتحالف مطلع يونيو/حزيران 2015.
ونتيجة لهذه المعلومات، أقيل الشامي الأب من منصبه، ونقل إلى صنعاء، لكن لم تفرض بحقه أي عقوبات، فيما عاد الشامي الابن إلى المناطق الوسطى في محافظة آب، مسقط رأس والده ليواصل العمل والتأطير السري لصالح مليشيا الحوثي.
تفكيك ألوية الجيش
ظل زكريا ينشط بكثافة سرا في تشكيل وتدريب خلايا عسكرية حوثية قبل أن يعود لواجهة المشهد اليمني كممثل للمليشيا عند تولي عبدربه منصور هادي رئاسة البلاد، والذي عينه نائبا لأركان الجيش اليمني، فيما كان والده رئيسا لفريق الجيش والأمن في مؤتمر الحوار الوطني.
وعمل الشامي الأب والابن على تفكيك دقيق للجيش اليمني وفقا لخطة رسمتها إيران، وذلك عبر الإطاحة بالقيادات العسكرية المقتدرة واستبدالها بقيادات جديدة بزعم أنها تتبع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ليتقاسم الحوثيون والإخوان أهم مناصب وزارة الدفاع حينها.
وعقب الانقلاب الحوثي وطلب الرئيس هادي تدخل التحالف العربي، كان اللواء زكريا ووالده الفريق يحيى أبرز قادة المليشيا وأكثرهم نفوذا وحضورا داخل الجيش اليمني لعملهم في القوات المسلحة فترة طويلة.
وكان الشامي أحد أعضاء ما يسمى اللجنة الحوثية الأمنية العسكرية العليا، التي تضم كبار قادة الدائرة المغلقة للتنظيم الإرهابي، ثم عين في حكومة الانقلاب وزيرا للنقل 2016.
وطيلة 5 أعوام، ظل زكريا يمارس نشاطه العسكري عبر الإشراف على كل الأنشطة العسكرية التي تتم عبر الموانئ الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، خصوصا ميناء الحديدة، ويعتبر واحدا من خلية تهريب السلاح الإيراني وقطع الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.
وخلال وجوده في هرم القيادة العليا للمليشيات، كان لزكريا نشاطات عسكرية وميدانية لصالح الحوثيين كخبير عسكري في عدة مجالات منها التدريب ونظم المعلومات والصاعقة والقوات الخاصة.
كما حول مطار صنعاء إلى وكر ضخم لورش إعادة تركيب وتفخيخ الطائرات واستخدامه كمنصة إرهاب ومنفذ لابتزاز المجتمع الدولي.
aXA6IDMuMTQuMTQ1LjE2NyA= جزيرة ام اند امز