الأدب في خدمة السلام.. أفكار شباب اليمن لتجاوز تداعيات حرب الحوثي
يهدد واقع الحرب التي أشعلها الحوثيون في اليمن مستقبل البلاد، من خلال سعي المليشيا الانقلابية إلى تفخيخ عقول الشباب بفكر تخريبي مدمر.
في المقابل، ثمة جهود مجتمعية ومدنية، تجتهد لتغيير الفكر التخريبي واستبداله بأفكار تدعوا للسلام وتنبذ العنف، من خلال التركيز على فئة الشباب تحديدًا، باعتبار أنهم أمل وعماد الغد.
واللافت في الأمر أن هذه الجهود تم تقديمها بقوالب ابتكارية وإبداعية، ركزت على تحقيق الفائدة وصقل المواهب وإيصال رسائل السلام والمحبة وترسيخها في عقول الشباب المستهدفين، مع الإشارة إلى تداعيات الحرب وتأثيراتها.
هذه الجهود تمثلت في مشروع ثقافي وأدبي، اختتمه مؤخرًا مركز عدن للرصد والدراسات والتدريب، أطلق عليه اسم "الأدب في خدمة السلام".
وتتحدث المسؤولة الإعلامية للمشروع سحر الشعيبي لـ"العين الإخبارية" عن تدشين مركز عدن للرصد والدراسات والتدريب Aden CMST، فتقول إن المشروع على مستوى كافة المحافظات اليمنية، بدعم من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GlZ.
وقالت: "إن المشروع يهدف إلى دعم وتشجيع الشباب المبدع من الجنسين في المجال الأدبي، وتسليط الضوء على معاناة اليمنيين خلال سنوات الحرب وتداعياتها، وتوفير البيئة الإيجابية الصالحة للمحبة والشعور بالسلام".
وأضافت: "كما يسعى المشروع إلى غرس قيم المواطنة المبنية على مبادرة التعايش السلمي، ومناهضة كل أشكال العنف ضد المرأة؛ لأنه يعد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا وتدميرًا في عالم اليوم من خلال المنافسة الأدبية".
وأشارت سحر الشعيبي إلى أن المشروع تضمن مسابقات أدبية عامة في القصة القصيرة، والشعر والمقالة النقدية الأدبية، تناولت موضوعات ذات علاقة مباشرة بالمعاناة الداخلية نتيجة الحرب، وتجنيد الأطفال في المعارك، وبناء السلام والتعايش وقبول الآخر والتناغم بين المجتمعات المضيفة والنازحين.
كما شملت مواضيع المشروع العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي، واهتمامات وتطلعات المرأة خلال الحرب، ودورها في تحقيق السلام، بحسب المسؤولة الإعلامية للمشروع.
مؤكدةً أن المسابقة الأدبية وتسليم الأعمال بدأ منذ شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفقاً لضوابط ومعايير وضعتها لجنة متخصصة من كبار الأدباء والأكاديميين في عدن.
وتخلل المشروع سلسلة من الندوات الفكرية، استضافتها مؤسسات علمية وثقافية، في عدن ومحافظتي لحج وأبين؛ ناقشت إبداع الشباب في المجال الأدبي، وبحث المساهمة في إنعاش المشهد الثقافي العام.
وكان مركز عدن للرصد والدراسات والتدريب قد أعلن بداية مارس/آذار الجاري، في عدن، بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة، نتائج المسابقة الأدبية لمشروع الأدب في خدمة السلام، والتي شارك فيها شباب من مختلف محافظات اليمن، وذلك في حفل ختامي خاص.
وقد أعلنت لجنة التحكيم نتائج النصوص الثلاثة الجائزة على المركز الأولى في فئة القصة القصيرة، والتي تتضمن، المركز الأول للمتسابق غسان محمد قائد خالد عن قصة "طفولة مبتورة"، والمركز الثاني للمتسابقة سمية أحمد سالم عن قصة "على حافة الهاوية"، والمركز الثالث للمتسابقة تسنيم حامد حسن عن قصة "أنا للمقابر أنتمي".
فيما كانت النصوص الحائزة على المراكز الأولى في فئة الشعر والذي شمل المركز الأول للمتسابق يوسف صالح محسن عن "حصاد الحرب"، والمركز الثاني للمتسابق سامي مصلح قائد عن "متى توسع صدر الأرض"، والمركز الثالث للمتسابق محمد سلطان محمد عن نص "المواطن المكلوم".
كما تم الإعلان عن النصوص الحائزة على المراكز الأولى في فئة المقالة الأدبية، بحصول المتسابقة فاطمة زيد علي على المركز الأول عن "أبناء الحفا"، والمركز الثاني للمتسابق خالد عبدالغني محمد الصرمي عن نص "هناك امرأة إذا هناك سلام"، والمركز الثالث للمتسابقة نجاة حسين الحامد عن نص "سطر حرب ونقطة سلام".
بحسب المسؤولة الإعلامية للمشروع سحر الشعيبي فإن الأدب شكل اللبنات الأولى للنهوض والتطور الحضاري في المجتمعات على مدى تاريخ الإنسانية؛ ليكون مظلة حقيقية للتسامح وحائط صد يحمي المجتمعات من مخاطر الكراهية والتمييز وتهميش الآخر.
كما اعتبرت أن الشباب ونشطاء التواصل الاجتماعي لم ينفصلوا عن التأسيس لثقافة التسامح عبر مظلة الثقافة والفنون التي اتسع محيطها، مستثمرًا وجود وتطور وسائل التواصل المؤثرة في التصدي لدعوة العنف والحرب.
ورأت الشعيبي أن اختيار الفن والأدب في تعزيز السلام، يأتي لكونه فكراً إنسانيًا يعمل على تنمية المجتمعات وبناء وتنمية الأوطان، وهي دلالات ومؤشرات ركز عليها المشروع لخدمة السلام.
aXA6IDMuMTM1LjIyMC4yMTkg جزيرة ام اند امز