الحوثي يجرف تاريخ اليمن.. نهب 47 منزلا أثريا بصنعاء القديمة
لم يتوقف عبث مليشيات الحوثي على حاضر اليمن ومستقبله لكنه يتعدى إلى التجريف الممنهج لتاريخ البلد العريق وتراثه الإنساني عبر السلب بقوة السلاح والنهب للمناطق الأثرية.
ويشن الحوثيون المدعومون من إيران حرب خفية تستهدف معالم اليمن التاريخية، أبرزها مدينة صنعاء القديمة، والتي لم تكتف المليشيات بتحويلها إلى منطقة أمنية مغلقة، وعمدت إلى نهب منازلها التاريخية ومنحها لقياداتها الإرهابية.
وكشفت منظمات حقوقية عن سطو مليشيات الحوثي على عديد المنازل التاريخية في مدينة صنعاء المصنفة على قائمة التراث الإنساني، ضمن حربها المستمرة ضد تاريخ اليمن.
وبحسب المدير التنفيذي للمركز الأمريكي للعدالة، المحامي عبدالرحمن برمان، فإن مليشيات الحوثي قامت بالسطو على أكثر من 47 منزلا تاريخيا في مدينة صنعاء القديمة على مدى الـ3 شهور الماضية.
وتضم صنعاء القديمة أكثر من 6500 منزل تاريخي تعود إلى ما قبل القرن الـ11، فضلا عن 106 مساجد و21 حماماً تاريخيا، وتتميز مساكنها بطابع معماري فريد يجعلها مؤهلة لتكون ضمن قائمة المدن التاريخية العالمية.
الكبسي لص الآثار
وقال المحامي اليمني في تدوينة على حسابه في موقع "تويتر" إن السطو على المنازل التاريخية في صنعاء القديمة جاء عقب قرار من قبل وزير الثقافة في حكومة المليشيات غير المعترف بها، المدعو عبدالله الكبسي.
وتروّج المليشيات الحوثية حججاً واهية لشرعنة استهدافها الممنهج لصنعاء القديمة، من بينها زعمها بقاء المنازل مهجورة، غير أن برمان، نفى صحة ذلك وأكد أن جميع المنازل المنهوبة في صنعاء القديمة كانت مملوكة لمواطنين.
وأكد المركز الأمريكي للعدالة أن من بين البيوت التي صادرتها مليشيات الحوثي منزل أديب اليمن الكبير عبدالله البردوني، بحجة وجود خلاف بين الورثة، وهي ذريعة أخرى يستخدمها الانقلابيون لتبرير حملتهم المسعورة ضد التراث الإنساني.
وتفتقر اليمن لقاعدة بيانات بشأن المنهوبات التاريخية من قبل المليشيات الحوثية وتقدير حجم الأضرار التي تعرضت لها المدن اليمنية القديمة إثر الحرب المستمرة على مدى 7 أعوام مضت.
تغير ديمغرافي
وتقول مصادر محلية لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي عمدت طيلة الـ7 أعوام الماضية إلى شراء المنازل التاريخية في صنعاء القديمة ضمن توجه يستهدف تغير ديمغرافي لتركيبتها السكانية.
كما لم تقف المليشيات الانقلابية عند شراء المنازل والسطو عليها بقوة السلاح في صنعاء القديمة لكنها عمدت إلى هدم العديد منها وأحالتها إلى متاجر في مخالفة صارخة للوائح اليونسكو في الحفاظ على المدن التاريخية، وفقا للمصادر.
وفي فبراير/شباط الماضي، أقدمت مليشيات الحوثي على هدم مسجد النهرين التاريخي الواقع في مدينة صنعاء القديمة ضمن تدميرها الممنهج للآثار اليمنية.
وبخلاف التدمير، نهبت مليشيا الحوثي المبالغ المخصصة للمدن التراثية ومقتنيات المتاحف من الآثار وعمدت لتهريب الآثار والمخطوطات النادرة، إذ سجلت الحكومة اليمنية نهب أكثر من 14 ألف مخطوط من المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات في مدن صنعاء وصعدة وزبيد وجبلة والجند القديمة.
كما نهبت في يونيو/حزيران الماضي أكثر من 6 مليار ريال من إرادات صندوق "التراث والتنمية" المدعوم من كبرى الشركات والمؤسسات المالية باليمن والمعني بحفظ التراث والمناطق الأثرية ودعم المثقفين.
وتقول الحكومة اليمنية إن المليشيات الحوثية لجأت لتمكين جهاتٍ غيرِ قانونيةٍ وغير رسمية على المدن القديمة ودار المخطوطات والذين قاموا بالعبث بها، ومحاولات الاستيلاء عليها، مؤكداً تهريب قيادات حوثية آلاف القطع والمخطوطات الأثرية إلى خارج اليمن بعد سرقتها من متاحف ومواقع أثرية.