حقيقة تغير المناخ.. العلم في مواجهة 10 خرافات
رغم الدراسات والأبحاث والواقع الذي نعيشه فيما يتعلق بتغير المناخ، لا تزال هناك الكثير من الخرافات التي تتردد بخصوصه.
بعض هذه الخرافات يتعلّق بإنكار مسؤولية البشر عنه، والبعض الآخر يتعلق بنفي بعض الثوابت العلمية.
موقع "لايف ساينس" حصر أبرز 10 خرافات حول تغير المناخ وقدم رد العلم عليها:
1. البشر ليسوا مسؤولين عن التغيّر المناخي
الخرافة: حتى قبل السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات وغيرها من التقنيات التي تسببت في انبعاث غازات الاحتباس الحراري، كان مناخ الأرض يتغير، لذلك لا يمكن للبشر أن يكونوا مسؤولين عن ظاهرة الاحتباس الحراري اليوم.
العلم: تشير التغيرات المناخية في الماضي إلى أن مناخنا يتفاعل مع مدخلات الطاقة ومخرجاتها، بحيث إذا تراكمت الحرارة بالكوكب أكثر مما يصرف، فقد ينتج عن ذلك ارتفع كبير في درجات الحرارة بسبب هذا الاختلال الحراري.
وحاليًا، يفرض ثاني أكسيد الكربون اختلالًا في توازن الطاقة بسبب تأثير الاحتباس الحراري المعزز، ويقدم تغير المناخ في الماضي دليلًا على حساسية مناخنا لثاني أكسيد الكربون.
2- الطقس البارد بالخارج دليل على عدم وجود أصل للإحرار العالمي
الخرافة: لا يمكن الحديث عن ارتفاع درجة حرارة الكوكب، بينما الساحة الأمامية أمام منزلي مغطاة بعدة أقدام من الثلج، فهذا الشتاء كان من أكثر الأعوام برودة، فكيف يكون ذلك ممكنًا في عالم دافئ؟.
العلم: درجات الحرارة المحلية التي يتم أخذها كنقاط بيانات فردية لا علاقة لها بالاتجاه طويل الأمد للاحترار العالمي، وللحصول على فكرة حقيقية عن ظاهرة الاحتباس الحراري، يعتمد العلماء على التغيرات في الطقس على مدى فترة طويلة من الزمن.
وللعثور على اتجاهات المناخ، تحتاج إلى النظر في كيفية تغيّر الطقس على مدى فترة زمنية أطول، يُظهر النظر إلى بيانات درجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة من العقود الأخيرة أن الارتفاعات القياسية الجديدة تحدث تقريبًا ضعف مرات الانخفاض القياسي الجديد.
وعلى سبيل المثال، وجدت دراسة نُشرت في مجلة "رسائل البحث الجيوفيزيائي" في عام 2009، أن درجات الحرارة اليومية المرتفعة حدثت ضعف مرات الانخفاض القياسي خلال العقد السابق عبر الولايات المتحدة.
3- المناخ يبرد
الخرافة: الاحتباس الحراري توقف والأرض بدأت تبرد.
العلم: كان العقد الماضي من 2000 إلى 2009 الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقًا لـ"سكيبتيكال ساينس"، بينما عاني البعض العام الماضي من الطقس البارد.
وغالبًا ما تثير العواصف الثلجية الكبيرة والطقس البارد بشكل غير طبيعي السؤال التالي: كيف يمكن أن يحدث الاحتباس الحراري عندما يتساقط الثلج في الخارج، والإجابة أنه بالنسبة لتغير المناخ، فإن الاتجاهات طويلة الأجل هي المهمة، حيث يتم قياسها على مدى عقود أو أكثر، وتظهر هذه الاتجاهات طويلة المدى أن الكرة الأرضية لا تزال، للأسف، في ارتفاع درجة الحرارة".
4- يقع اللوم على الشمس
الخرافة: على مدى مئات السنين الماضية، ازداد نشاط الشمس، بما في ذلك عدد البقع الشمسية، مما تسبب في ارتفاع درجة حرارة العالم.
العلم: يقول العلماء إنه في آخر 35 عامًا من الاحتباس الحراري، أظهرت الشمس اتجاهًا طفيفًا للبرودة، بينما كان المناخ دافئًا، وفي القرن الماضي يمكن للنشاط الشمسي أن يفسر بعض الزيادة في درجات الحرارة العالمية، ولكن بكمية صغيرة نسبيًا (يشير النشاط الشمسي إلى نشاط المجال المغنطيسي للشمس ويتضمن البقع الشمسية التي تعمل بمجال مغناطيسي والتوهجات الشمسية).
وكشفت دراسة نُشرت بمجلة "كيمياء الغلاف الجوي والفيزياء" في ديسمبر/كانون الأول 2011، أنه حتى خلال فترة هدوء طويلة في نشاط الشمس، استمرت الأرض في الاحترار.
ووجد الباحثون في الدراسة أن الأرض امتصت 0.58 واط من الطاقة الزائدة لكل متر مربع من الطاقة التي هربت مرة أخرى إلى الفضاء خلال فترة الدراسة من 2005 إلى 2010، وهو الوقت الذي كان فيه النشاط الشمسي منخفضا.
5- لا يتفق الجميع
الخرافة: لا يوجد إجماع حول ما إذا كان الكوكب آخذ في الاحترار أم لا.
العلم: يتفق حوالي 97 في المائة من علماء المناخ على أن الاحترار العالمي من صنع الإنسان يحدث.
ووفقًا لما ذكره موقع "شكيبتيكال ساينس"، وهو موقع على شبكة الإنترنت مخصص لشرح علم الاحتباس الحراري، فإنه "في المجال العلمي لدراسات المناخ، التي تسترشد بالعديد من التخصصات المختلفة، يتضح الإجماع من خلال عدد العلماء الذين توقفوا عن الجدل حول سبب تغير المناخ".
6- ثاني أكسيد الكربون ليس ملوثا
الخرافة: لخص ريك سانتوروم، المرشح الجمهوري السابق للرئاسة في أمريكا، هذه الخرافة عندما تساءل مستنكرا في تصريحات نقلتها وكالة "أسوشيتد برس": "أخطار ثاني أكسيد الكربون؟ دعوا النبات يخبرنا، ما مدى خطورة ثاني أكسيد الكربون".
العلم: في حين أنه من الصحيح أن النباتات تقوم بعملية التمثيل الضوئي، وبالتالي فهي تأخذ ثاني أكسيد الكربون كطريقة لتكوين الطاقة بمساعدة الشمس والماء، فإن هذا الغاز يعد ملوثًا مباشرًا (فكر في تحمض المحيطات) والأهم من ذلك أنه مرتبط بتأثير الصوبة الزجاجية، عندما يتم إطلاق الطاقة الحرارية من سطح الأرض، يتم احتجاز بعض هذا الإشعاع بواسطة غازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون؛ هو ما يجعل كوكبنا مريحًا من حيث درجة الحرارة، ولكنه عندما يكون كثير جدًا يتسبب في الاحترار العالمي.
7- علماء المناخ يتآمرون لدفع "الاحتباس الحراري"
الخرافة: كشفت آلاف رسائل البريد الإلكتروني التي تم تسريبها بين علماء المناخ في نوفمبر/تشرين الثاني 2009 عن بيانات تتعارض مع الأبحاث التي تظهر ارتفاع درجة حرارة الأرض.
العلم: نعم، تمكن أحد المتطفلين من الوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني والوثائق من خادم جامعة "إيست أنجليا" وإصدارها، لكن لم يكن هناك تستر.
تم إطلاق عدد من التحقيقات، بما في ذلك مراجعتان مستقلتان أعدتهما الجامعة: مراجعة البريد الإلكتروني المستقل لتغير المناخ (ICCER) ولجنة التقييم العلمي المستقلة (SAP)، وبرأت التحقيقات الباحثين المتورطين في رسائل البريد الإلكتروني من سوء السلوك العلمي، ولم تجد أي دليل على التستر.
8- لا تقلق، الأمر ليس بهذا السوء
الخرافة: أشار البعض إلى تاريخ البشرية كدليل على أن الفترات الدافئة مفيدة للناس، في حين أن الفترات الباردة غير المستقرة كانت كارثية.
العلم: يقول علماء المناخ إن التأثيرات السلبية للاحترار العالمي على الزراعة وصحة الإنسان والاقتصاد والبيئة تفوق بكثير أي إيجابيات، فعلى سبيل المثال، وفقًا لدراسة أجريت عام 2007، قد يعني ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض زيادة موسم النمو في جرينلاند؛ ولكنه يعني أيضًا نقصًا في المياه، وتكرار واشتداد حرائق الغابات وتوسع الصحاري.
9- القارة القطبية الجنوبية تكتسب الجليد
الخرافة: الجليد الذي يغطي معظم القارة القطبية الجنوبية آخذ في التوسع، على عكس الاعتقاد بأن الغطاء الجليدي يذوب بسبب الاحتباس الحراري.
العلم: يقول علماء المناخ إن الحجة القائلة بأن الجليد يتوسع في القارة القطبية الجنوبية تغفل حقيقة أن هناك فرقًا بين الجليد الأرضي والجليد البحري، فإذا كنت تتحدث عن الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي، فإننا نتوقع بعض المكاسب في التراكم في الداخل بسبب الهواء الأكثر دفئًا والمليء بالرطوبة، ولكن هناك زيادة في فقدان الجليد بالأطراف، ويرجع ذلك أساسًا إلى ارتفاع درجة حرارة المحيطات الجنوبية.
10- النماذج المناخية غير موثوقة
الخرافة: النماذج المناخية مليئة "بالعوامل الخادعة" أو الافتراضات التي تجعلها تتلاءم مع البيانات التي تم جمعها في مناخ اليوم، ولا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كان يمكن افتراض نفس هذه الافتراضات في عالم به زيادة في ثاني أكسيد الكربون.
العلم: نجحت النماذج في إعادة إنتاج درجات الحرارة العالمية منذ عام 1900، عن طريق البر والجو والمحيطات.
ويقول عالم المناخ مايكل مان، من جامعة ولاية بنسلفانيا: "النماذج هي ببساطة إضفاء الطابع الرسمي على أفضل فهم لدينا للعمليات التي تحكم الغلاف الجوي والمحيطات والصفائح الجليدية، وما إلى ذلك".
وأضاف أن بعض العمليات، مثل كيفية استجابة السحب للتغيرات في الغلاف الجوي وتأثير الاحترار أو التبريد للسحب، غير مؤكدة وأن مجموعات النمذجة المختلفة تضع افتراضات مختلفة حول كيفية تمثيل هذه العمليات.
ومع ذلك، يقول مان، إن بعض التنبؤات تستند إلى الفيزياء والكيمياء التي تعتبر أساسية للغاية، مثل تأثير الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، بحيث أن التوقعات الناتجة بأن درجات حرارة السطح يجب أن ترتفع، وأن الجليد يجب أن يذوب وأن يرتفع مستوى سطح البحر تكون قوية.