ألغام الحوثيين.. جرائم حرب تدمر حاضر اليمن وتهدد مستقبله
في اليوم العالمي للتوعية بالألغام، مطالبات للأمم المتحدة بموقف جاد تجاه ألغام الانقلابيين التي تنتهك قوانين الحرب.
ارتكبت مليشيا الحوثي منذ انقلابها على السلطة في اليمن قبل 3 أعوام، العشرات من جرائم الحرب المنتهكة للقوانين الإنسانية، لكن زراعة الألغام، هي الأكثر إرهابا، حيث تدمر الحاضر، وتهدد المستقبل على المدى البعيد.
واحتفل العالم، الخميس، باليوم العالمي للتوعية بالألغام، كمناسبة ذكّرت الشارع اليمني بواحدة من أبشع الجرائم الحوثية التي استخدمتها لاغتيال المدنيين خلال 3 أعوام من الحرب.
واستهدفت ألغام الانقلابيين المناطق الآهلة بالسكان في المدن اليمنية التي اجتاحوها، وهو ما تسبب بمقتل قرابة أكثر من ألف مدني، وإصابة الآلاف، غالبيتهم فقدوا أقدامهم.
وكانت محافظة تعز، جنوب غربي البلاد، على صدارة المدن اليمنية المتضررة من ألغام الحوثيين، وحسب إحصائيات حقوقية، فقد قتل قرابة 700 مدني بألغام الانقلابيين في هذه المدينة.
قتل وتهجير
لا تكتفي مليشيا الحوثي الانقلابية بإرسال قذائفها المدفعية على الأحياء السكنية في مدينة تعز، بل تقوم بتلغيم جميع الأحياء السكنية الخاضعة لسيطرتها من أجل فرض حصار مطبق وطويل الأمد على المدنيين.
وقالت مصادر حقوقية لـ"العين الإخبارية"، إن أكثر من 1000 مدني قتلوا بألغام الانقلابيين باليمن، فيما كانت الإعاقة الدائمة من نصيب الآلاف في غالبية المدن التي اجتاحتها مليشيا الحوثي.
وقال عضو تحالف "رصد" المتخصص برصد انتهاكات حقوق الإنسان، رياض الدبعي، لـ"العين الإخبارية"، إن تعز جاءت على صدارة المدن اليمنية من حيث أعداد الضحايا والمناطق المزروعة بالألغام، سواء التي شهدت، أو لا تزال، تشهد أحداث الصراع المسلح.
وأشار الدبعي أن أكثر المديريات في تعز التي شهدت زراعة للألغام، كانت مديريات "المسراخ، صالة، المظفر، الوازعية، المخا على التوالي"، وذلك قياسا بعدد الضحايا في تلك المناطق.
وإضافة إلى حصدها لأرواح المدنيين، كانت الألغام الحوثية، سببا في تهجير آلاف السكان من منازلهم وتجمعاتهم السكانية بعدد من المدن اليمنية، حسب الناشط الدبعي.
وذكر الدبعي أن المليشيا استخدمت الألغام في تفخيخ عدد من المنشآت العامة والخاصة والجسور، بالإضافة إلى زراعتها للألغام الفردية في مزارع وحقول السكان الزراعية.
وحسب إحصائيات حقوقية، هناك 101 حالة قتل تعرض لها أطفال يمنيون دون سن الـ17، و26 حالة قتل بين النساء جراء ألغام الحوثيين.
وتحل مدينة "عدن" كثاني المناطق اليمنية المتضررة من ألغام الحوثيين، والتي أودت بحياة أكثر من 120 مدنيا.
ألغام عشوائية بلا خرائط
لا تتورع مليشيا الحوثي في زرع الألغام بطريقة عشوائية في المدن اليمنية، فحسب، بل تقوم بزرع ألغام أرضية مضادة للمركبات في المناطق الآهلة للسكان، في انتهاك واضح لقوانين الحرب.
وأكد خبراء نزع الألغام في الجيش الوطني لـ"العين الإخبارية"، أن الوحدات الهندسية نزعت مئات الألغام المضادة للأفراد من مناطق سكنية في مدينة تعز ومنازل، وكذلك في الساحل الغربي.
وأشار الخبراء إلى أن استخدام الألغام المضادة للدروع والمركبات داخل أحياء سكنية ووسط مبانٍ، كما حصل في حي العسكري بمدينة تعز، والذي تم تحريره العام الماضية، جريمة حرب لابد أن يكون للجنة الخبراء التي تتقصى انتهاكات الانقلابيين موقفا حازما أمامها.
ومع الفشل العسكري الكبير والهزائم المتلاحقه التي تمنى بها، تلجأ مليشيا الحوثي إلى زرع آلاف الألغام، لكبح جماح تقدم الجيش الوطني والتحالف العربي.
دور كبير للتحالف والقوات الإماراتية
وسط الدولي الأممي والدولي الخجول للتعامل مع جريمة الألغام الحوثية، كان للتحالف العربي ودولة الإمارات بشكل خاص، دور كبير في التصدي للآلة الإرهابية الحوثية التي حصدت أرواح المدنيين.
وقال ضباط في الجيش الوطني لـ"العين الإخبارية"، إن المعدات والأجهزة وكاسحات الألغام التي قدمها التحالف العربي للوحدات الهندسية في الجيش، أسهمت في التخفيف من وطأة الكارثة التي كانت ستحل باليمنيين، وانتزاعها وتفجيرها في مناطق غير آهله بالسكان.
ووفقا للمصادر، فقد شهدت محافظات عدن وأبين ولحج عمليات تفجير واسعة للألغام التي زرعها الانقلابيون في مداخل عدن ولحج.
وكان الساحل الغربي لليمن، منطقة خصبة لألغام الانقلابيين، وخلال الأشهر الماضية، تمكنت القوات الإماراتية من التصدي لتلك الألغام، وانتزاع وتفجير أكثر من 20 ألف لغم وعبوة ناسفة.
وكان أكثر من 90% من الألغام التي تم نزعها أو تفجيرها إيرانية الصنع ومقلدة من لغم روسي "TM57"، فيما تشبه العبوات الناسفة لغم "كليمر".