الحوثي-صالح.. صراع تحالف الانقلاب يتجدد في ذكرى "المؤتمر"
الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح توعد الحوثيين برد عنيف في حال تم اعتراض ومنع دخول أنصاره إلى العاصمة اليمنية صنعاء
توعد الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح الحوثيين برد عنيف في حال تم اعتراض ومنع دخول أنصاره إلى العاصمة اليمنية صنعاء لحضور مهرجان السبعين، بينما تتهمه وسائل إعلام حوثية بالانقلاب على الحوثيين وإدخال أنصاره القبليين إلى العاصمة صنعاء بغرض السيطرة عليها وفك الارتباط مع الجماعة.
وقالت مصادر بحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح إن قوات من الحرس الجمهوري تمركزت في منطقة بلاد الروس، إحدى مناطق الطوق الأمني للعاصمة صنعاء، مشيرة إلى أن القوات تلقت توجيهات بالانتشار في جميع أنحاء جنوب صنعاء لتأمين مهرجان السبعين.
وأعلنت مليشيا الحوثي، السبت، مطالبتها العلنية لحكومة الانقلاب بتفعيل حالة الطوارئ، ورافقت المطالبة نصب عدد من النقاط الأمنية وانتشار لمسلحي المليشيا في العاصمة اليمنية صنعاء، لتحصين ما وصفتها بالجبهة الداخلية، وتقصد هنا حزب المؤتمر الشعبي العام، شريكه في الانقلاب على الشرعية.
وطالب محمد الحوثي -رئيس ما يسمى باللجنة الثورية التابعة لمليشيا الحوثيين في اجتماع له، الجمعة- المطالبة بسرعة تفعيل حالة الطوارئ لتحصين الجبهة الداخلية، وتنظيف الصف الوطني من كل المندسين من أي مكون كانوا، في إشارة إلى حزب المؤتمر الشعبي العام، المقبل على احتفالات حزبية في 24 اغسطس/آب المقبل.
وانتشرت، صباح السبت، نقاط أمنية جديدة في شوارع صنعاء تابعة لجماعة الحوثي، حيث تفاجأ المواطنون بوجود حراسة جديدة متواجدة في بوابات الوزارات بلباس قبلي يعرفون بانتمائهم لمليشيا الحوثي.
وبدت الحراسة الجديدة من الأطفال الذين لم يبلغوا السن القانونية ممن تتراوح أعمارهم من 13 إلى 16 سنة.
اتهامات بالفساد
فيما قال زعيم مليشيات الحوثي عبدالملك الحوثي إن جماعته ليست مسؤولة عن صرف رواتب الموظفين، واعترف أن الفساد مستشر في مؤسسات الدولة والقضاء والأجهزة الرقابية التي وصفها بالفاشلة.
وأضاف في كلمة مباشرة ألقاها مساء أمس على من وصفهم حكماء اليمن من معقله في صعدة، أن جماعته لا تسيطر على ما نسبته الربع من مؤسسات الدولة في المحافظات التي يسيطرون عليها.
وحول صرف المرتبات قال زعيم المتمردين الحوثي إن جماعته ليست مسؤولة عن صرف المرتبات قائلاً ”هناك من يقول أين المرتبات؟ ونحن نقول كذلك للمؤتمر أن يسأل نفسه "أين المرتبات يا مؤتمر؟".
وقال الحوثي إن هناك من الحلفاء في الداخل من يمارس دور الخداع والتنصل من المسؤولية ولا يريد أن يتحمل المسؤولية، ويقصد بهم شركاءهم بالانقلاب صالح وحزبه.
وأضاف أنه ومليشياته سيقومون بتفعيل مؤسسات الرقابة وأي فاسد سيسلخون جلده إذا كان من أنصار الله، وكذلك لن نقبل بأي عرقلة من المؤتمر في تهديد مباشر لصالح وأنصاره.
صراعات متفاقمة
مصادر أمنية كشفت عن إقدام الحوثيين على إبعاد ضباط ومسؤولين أمنيين موالين لصالح من جهازي الأمن القومي والأمن السياسي في جهاز المخابرات.
وكان صالح دعا أنصاره في وقت سابق إلى الاحتشاد يوم الخميس المقبل للاحتفال بالذكرى الـ35 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء.
وفي المقابل نظم الحوثيون -أمس- تظاهرة في مدينة صعدة (معقل الحوثيين) تحت شعار "مواجهة التصعيد بالتصعيد" ردا على دعوات صالح.
في السياق ذاته، أطلق القيادي في مليشيات الحوثي حسين العزي تهديدا وتحديا صريحا لقياديين في حزب المؤتمر جناح صالح، وهما عارف الزوكا وياسر العواضي، على خلفية التصريحات التي أطلقاها يوم الجمعة بشأن فعالية السبعين، وتهديد من يحاول اعتراض المشاركين واتهمهما بالبحث عن بطولات زائفة، حسب زعمه.
وفي تغريدة له قال العزي: (دعونا يا إخوتنا نتفرغ لقتال عدونا وعدوكم، لقد رضيناكم متفرجين ولا يليق بكم أن تكونوا عونا للعدو وتأكدوا بأنكم مهما أسأتم إلينا فإن العدو لن يوقركم).
وكان القيادي المؤتمري ياسر العواضي كان قد قال عقب منشور محمد علي الحوثي بدعوته للاحتشاد يوم الخميس على مداخل صنعاء، قال العواضي إن حشود السبعين ستجرف كل من يعترضها.
في اتجاه آخر، وفي سياق تصاعد وتيرة الانشقاق والخلاف بين شريكي الانقلاب أثارت صورة للرئيس عبدربه منصور هادي رفعها أعضاء في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في صنعاء جدلاً بين الأخير وحلفائه الحوثيين.
وتجمع الصورة بين الرئيس هادي وبين سلفه علي عبدالله صالح، بينما يسلمه الأخير علم البلاد بعد انتخاب هادي رئيساً وتسلمه السلطة أواخر فبراير/شباط 2012.
ورفع أعضاء في حزب صالح الصورة في ميدان السبعين بالعاصمة اليمنية صنعاء ضمن استعداداته للاحتفال بذكرى تأسيسه الـ35.
ولأول مرة ترفع صورة هادي في صنعاء منذ انتقاله إلى عدن في فبراير/شباط 2015 وتدخل التحالف العربي في مارس/آذار من العام نفسه.
وحملت الصورة أيضاً عبارات "نعم للوسطية والاعتدال نعم لاستقلالية القرار الوطني نعم للدولة اليمنية الحديثة، حسب ما نشره نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونشر حسن شرف الدين، وهو إعلامي بارز في مليشيات الحوثي، الصورة في صفحته على فيسبوك وعلق قائلا: "اليوم المنافقون ينشرون صور صالح وهو يسلم العلم لهادي، وبالبنط العريض دون حذفها وفي ميدان السبعين".
ووصفهم شرف الدين بأنهم "محترفون في النفاق".
توتر غير مسبوق
وتشهد العاصمة صنعاء توتراً وتحشيداً غير مسبوق بين طرفي تحالف الحوثي-صالح في ظل استعدادات حزب الرئيس اليمني المخلوع للاحتفال في ميدان السبعين بذكرى تأسيسه الـ35.
وتأسس حزب المؤتمر في 24 أغسطس/آب 1982 على يد صالح بعد 4 سنوات من تقلده حكم اليمن، وظل هو الحزب الحاكم حتى الإطاحة بنظام صالح وتسلميه السلطة عام 2012.
وجراء تحالف صالح مع الحوثيين في اقتحام العاصمة ومحافظات أخرى عام 2014 انقسم الحزب إلى شقين، أحدهما يؤيد الشرعية والرئيس عبدربه منصور هادي الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الحزب وأمينه العام، والشق الآخر وهو الفاعل في الساحة اليمنية ما زال يقوده صالح.
وتحالف الحوثيون وصالح في الحرب ضد حكومة الرئيس هادي والتحالف العربي وفي 28 يوليو/تموز 2016 أعلن الطرفان تأسيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى بالمناصفة لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وتشكيل حكومة، وهو ما لا يعترف به المجتمع الدولي.
وربما يؤدي التصعيد الراهن وفق مراقبين بين حزب صالح وجماعة الحوثيين إلى تصدع تحالف الحرب الداخلية المدعوم من إيران، الذي تتهمه الحكومة الشرعية والتحالف العربي بالانقلاب على السلطة عبر اجتياح صنعاء يوم 21 سبتمبر/أيلول 2014.
وتسببت الحرب المتواصلة في تدهور الأوضاع الإنسانية باليمن، حتى بات أكثر من 20 مليون يمني (من أصل حوالي 27.4 مليون نسمة) في حاجة إلى مساعدات إنسانية؛ فضلا عن نزوح قرابة 3 ملايين شخص، ومقتل وإصابة عشرات الآلاف، وفق منظمة الأمم المتحدة.