فتح مطار صنعاء.. ترحيب دولي ومطالب للحوثي برفع حصار تعز
لاقت مغادرة أول طائرة يمنية من مطار صنعاء إلى الأردن، الإثنين، ترحيبا أمميا ودوليا باعتبارها خطوة مهمة لدعم الهدنة الإنسانية في البلاد.
وفي بيانات صادرة عن الأمم المتحدة واليمن وفرنسا وأمريكا والاتحاد الأوروبي، طالبت مليشيات الحوثي باتخاذ خطوات ملموسة بفتح المنافذ إلى مدينة تعز الخاضعة لحصار مشدد منذ 7 أعوام.
وفي وقت سابق، الإثنين، غادرت أول طائرة يمنية من مطار صنعاء الدولي للمرة الأولى منذ 6 أعوام متجهة لمطار الملكة علياء في العاصمة الأردنية عمان وذلك بموجب الهدنة الإنسانية، وشكلت بمثابة بارقة أمل.
وأعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، في بيان، عن سعادته وإخوانه أعضاء المجلس "بانطلاق أول رحلة عبر مطار صنعاء في مبادرة من شأنها التخفيف من معاناة شعبنا بمن فيهم المرضى".
وعبر أيضاً عن أمله أن تسهم هذه المبادرة في "دفع المليشيات الحوثية نحو تنفيذ التزاماتها بموجب الهدنة وخصوصا فتح معابر تعز والمدن الأخرى وتسليم المرتبات من عائدات السفن النفطية".
في الصدد، أثنى رئيس المجلس الرئاسي على "الجهود الإنسانية من قبل تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، والتسهيلات المقدمة من الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية، والمساعي الحميدة التي بذلها المبعوثان الأممي والأمريكي من أجل إنجاح هذه المبادرة، ومواصلة العمل لإنهاء معاناة شعبنا الصابر في أنحاء البلاد".
ترحيب أممي
في سياق متصل، قدمت الأمم المتحدة التهاني للشعب اليمني "على هذه الخطوة المهمة التي طال انتظارها، على أمل أن توفر بعض الراحة لليمنيين الذين يحتاجون إلى العلاج الطبي في الخارج ، أو الذين يسعون إلى فرص التعليم والعمل ، أو لمّ الشمل مع أحبائهم".
وفي بيان للمبعوث إلى اليمن هانس غروندبرغ قال فيه: "نرحب بانطلاق أول رحلة تجارية من مطار صنعاء بموجب اتفاق الهدنة"، معربا عن امتنانه للأردن لدعمها القيّم وتعاون الحكومة اليمنية البنّاء في تيسير الرحلة.
وأضاف غروندبرغ أن "هذا هو وقت التضافر وبذل المزيد من الجهد للبدء في إصلاح ما كسرته الحرب، وتنفيذ جميع التزامات الهدنة لبناء الثقة والتحرك نحو استئناف عملية سياسية لإنهاء النزاع بشكل مستدام ".
وشدد على أنه يتم بذل جهود مكثفة لدعم الأطراف في الوفاء بجميع الالتزامات التي تعهدوا بها عند اتفاقهم على الهدنة، مشيرا إلى أن إحراز تقدم نحو فتح الطرق في تعز هو أمر أساسي لتحقيق وعد الالتزام ببنود الهدنة.
وتوقع غروندبرغ من الأطراف الوفاء بالتزاماتهم، بما يشمل الاجتماع على وجه السرعة للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات في اليمن وفقًا لبنود اتفاق الهدنة.
فك حصار تعز
إلى ذلك، رحبت "الحكومة الفرنسية" بأول رحلة طيران بين صنعاء وعَمان وقالت "كان اليمنيون يترقبون هذا الخبر بفارغ الصبر".
وفيما أشادت فرنسا بالدور الرئيسي الذي تقوم به الأمم المتحدة و الأردن، جددت التاكيد على دعمها الكامل للمبعوث الأممي هانس غروندوبرغ في جهوده المبذولة للحفاظ على الهدنة واستئناف العملية السياسية.
وبحسب بيان نشرته السفارة الفرنسية لدى اليمن على حسابها في موقع "تويتر"، تابعته "العين الإخبارية"، طالبت باريس مليشيات الحوثي بالقيام أخيراً بخطوة أولى ملموسة لصالح السلام.
وأضافت "بعد هذه الخطوات المهمة المتمثلة بوصول شحنات النفط إلى ميناء الحديدة ووصول أول رحلة تجارية لمطار صنعاء الدولي، حان الوقت لرؤية الحوثيين يقومون أخيراً بخطوة أولى ملموسة لصالح السلام".
واعتبر البيان إعادة فتح الطرق في تعز أنه "أصبح أمراً ضرورياً ويجب أن يتم ذلك دون تأخير".
كما أشاد بجهود رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي والحكومة اليمنية، لإزاحة جميع العقبات أمام هذا التطور الذي يصب في مصلحة الشعب اليمني والتخفيف من معاناته.
في السياق، رحبت السفارة الأمريكية لدى اليمن برحلة اليوم بين صنعاء وعمان، وهي الأولى منذ عام 2016، وأكدت تطلعها إلى تنفيذ باقي بنود الهدنة، بما في ذلك فتح الطرق المؤدية إلى تعز.
ودعت السفارة في تدوينة على حسابها في موقع "تويتر"، جميع الأطراف إلى العمل معا من أجل سلام دائم.
الاتحاد الأوروبي بدوره، رحب بتسيير الرحلات الجوية التجارية بين كل من صنعاء وعمان، والتي تعد الأولى منذ 6 سنوات.
وفي تغريدة لبعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن قالت إن "هذه خطوة مهمة لدعم الهدنة، ويجب على الأطراف مواصلة المشاركة البناءة مع الأمم المتحدة وبدء المفاوضات لإعادة فتح الطرق، لا سيما إلى تعز".
وكانت طائرة اليمنية أقلعت من مطار صنعاء في 09:05 صباحًا متوجهة إلى عمَّان، الأردن، وعلى متنها 130 مسافرا يمنيا.
ويُحسب للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا تذليل الصعاب لإنجاح الرحلات التجارية أمام المواطنين الواقعين تحت سيطرة الانقلاب بعد أن أخلى الحوثيين بتعهداتهم في تشغيل رحلات مطار صنعاء طبقا للإجراءات المعمول بها في مطاري سيئون وعدن.
وتصل منذ سبتمبر 2016، الرحلات الأممية والإغاثية يوميا إلى مطار صنعاء بتسهيلات حكومية ومن التحالف العربي بهدف تخفيف معاناة اليمنيين، لكن مليشيات الحوثي اتخذت ذلك ورقة ضغط لابتزاز الأمم المتحدة.
وتوجت الجهود الأممية على مدى الشهور الماضية بهدنة إنسانية لمدة شهرين (2 أبريل- 2 يونيو 2022) بين الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي وتضمنت خفض تصعيد العنف ومعالجة الاحتياجات الإنسانية والاقتصادية بما فيه رحلات تجارية من وإلى مطار صنعاء.
aXA6IDE4LjIyNS45NS4yMjkg جزيرة ام اند امز