"جوازات مؤقتة".. "العين الإخبارية" تنشر المقترح الأممي لفتح مطار صنعاء
تدخلت الأمم المتحدة مجددا في إنهاء عراقيل مليشيات الحوثي، وهذه المرة عقب تقدمها بمقترح جديد لفتح مطار صنعاء والسفر بجوازات حوثية.
وكشف مقترح قدمه المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج، بشكل رسمي، إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي تحت اتفاق الهدنة، عن أن وثائق السفر الصادرة من صنعاء ومناطق الانقلاب ستكون مؤقتة لتسهيل حركة المدنيين.
وتعد جوازات السفر الصادرة وثائق وطنية سيادية من حق الحكومة اليمنية حصرا، وقد وافقت على مبادرة الهدنة وفتح مطار صنعاء طبقا للإجراءات المعمول بها في مطاري سيئون وعدن، لكن مليشيات الحوثي عرقلت ذلك وفرضت جوازات غير معترف بها دوليا.
ونص المقترح الأممي على "تسهيل سفر اليمنيين من وإلى مطار صنعاء الدولي إلى الوجهتين المتفق عليهما في الهدنة، على أن تسمح الحكومة اليمنية بشكل مؤقت بسفر المواطنين اليمنيين إلى الوجهتين المتفق عليهما بجوازات السفر الصادرة من صنعاء والمحافظات الأخرى".
والوجهتان المحددتان في اتفاق الهدنة هي مصر والأردن، ومن المقرر أن تنطلق الأسبوع المقبل أول رحلة تجارية تقل مرضى وجرحى من مطار صنعاء والتي كانت مقررة في 24 أبريل/نيسان الماضي قبل أن تعرقلها مليشيات الحوثي.
ويستهدف المقترح الأممي الجديد "تسهيل الحركة لكثير من المدنيين اليمنيين الذين طال انتظارهم للسفر من صنعاء، ولأسباب أهمها السعي لتلقي العلاج الطبي العاجل، والمحافظة على فرصة السلام التي تقدمها الهدنة واستغلال تلك الفرصة على النحو الأمثل".
كما نص على أن هذا "الترتيب سيكون استثنائيا ومؤقتا، ولن يكون نافذا إلا للرحلات الجوية طيلة فترة الهدنة للوجهتين المتفق عليهما في اتفاق الهدنة، ولن يترتب على هذا الترتيب أي تغير في المركز القانوني للحكومة اليمنية، ولا يجب أن يؤسس كذلك لأي سابقة رسمية".
في مقابل ذلك، أشار الاقتراح الأممي إلى ترحيبه بتسميه الحكومة اليمنية ممثليها في فتح طرق تعز والمحافظات الأخرى، لافتا إلى تعاطي الحوثيين مع هذه المسألة كأحد البنود التي ظل الحوثيون يعطلونها منذ سريان الهدنة.
وشكر المبعوث الأممي الحكومة اليمنية على "تنفيذ بنود الهدنة وتمديده"، مشيرا إلى أن الهدنة فتحت نافذة لإمكانية التوصل إلى حل سلمي ومستدام، ومن شأنها أن تكون نقطة تحول بعد 7 أعوام من الحرب.
وكانت الحكومة اليمنية قد أكدت، مساء الخميس، تعاطيها الإيجابي مع مبادرة مكتب المبعوث الأممي وتعهداته بخصوص تسيير رحلات من مطار صنعاء إلى الأردن خلال فترة الهدنة لإتاحة الفرصة للشعب اليمني الذي وقع رهينة للحوثيين بالسفر عبر مطار صنعاء بجوازات صادرة من مناطق سيطرة الانقلاب.
وذكرت الحكومة اليمنية أنها وجهت سفارتها في المملكة الأردنية الهاشمية بتسهيل إصدار جوازات شرعية على نفقة الحكومة لكافة المواطنين المسافرين في هذه الرحلات وفقا للإجراءات القانونية المتبعة.
في الصدد، قال وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، في تصريحات صحفية، إن السماح بسفر اليمنيين من صنعاء مسألة مرهونة بالهدنة، مشيرا إلى أن الاستجابة للمقترح الأممي تهدف لتسهيل سفر المدنيين.
وأشار إلى أن مليشيات الحوثي عطلت رحلة من صنعاء وتريد استغلال ورقة المطار للابتزاز، مؤكدا حرص الحكومة اليمنية على فتح مطار صنعاء، فيما مليشيات الحوثي تحاول دائما تعطيل ذلك.
وتوجت الجهود الأممية في اليمن على مدى الشهور الماضية بهدنة لمدة شهرين بين الحكومة المعترف بها دوليا ومليشيات الحوثي، تتضمن تسيير رحلات عبر مطار صنعاء وإجراءات إنسانية واقتصادية.
وتسعى مليشيات الحوثي إلى استغلال الرحلات لنقل المقاتلين المصابين بجروح عبر الرحلات الجوية من مطار صنعاء، على حساب المرضى المدنيين الذي تتاجر بآلامهم منذ أعوام، وفقا لمصادر لـ"العين الإخبارية".
وتصل، منذ 2016، الرحلات الأممية والإغاثية يوميا إلى مطار صنعاء بتسهيلات حكومية ومن التحالف العربي، بهدف تخفيف معاناة اليمنيين، لكن مليشيات الحوثي اتخذت ذلك ورقة ضغط لابتزاز الأمم المتحدة.
ويسعى الحوثيون لإضفاء المدنية على مطار صنعاء وإكسابه مزيدا من الحصانة لشرعنة استغلاله عسكريا وتحويله إلى منصة تهديد، كما حدث طيلة 7 أعوام مضت، وفق تأكيدات فندها التحالف العربي بشكل متكرر.