لأول مرة منذ 9 أعوام.. «الحوثي» يرفع جزئيا الحصار عن تعز (صور)
بعد 9 أعوام من تطويقها، رفعت مليشيات الحوثي جزئيا حصارها على مدينة تعز اليمنية، بفتح طريق يربط المدينة بمنطقة الحوبان في الضفة الشرقية.
وقال سكان محليون في مدينة تعز الخاضعة الحكومة المعترف بها دوليا، الخميس، لـ«العين الإخبارية»، إنهم «تمكنوا للمرة الأولى منذ 9 أعوام من الانتقال إلى مناطق الحوبان التي يسيطر عليها الحوثيون خلال 10 دقائق فقط بدلا من طرق جبلية وعرة كانت تستغرق نحو 8 ساعات وكان يتم عبورها منذ فرض المليشيات حصارها منتصف 2015».
وأظهرت صور ومقاطع فيديو تداولها ناشطون، دخول آلاف المواطنين من وإلى تعز يتقدمهم فنانون ونشطاء، فيما عمد الحوثيون لحشد موالين لهم للتظاهر وإطلاق هتافات عدائية ضد أمريكا وإسرائيل، ليرد مواطنون في مناطق الشرعية بالهتاف لليمن.
وفيما ذرف مسن الدمع فرحا بفتح الممر، أكد ناشط محلي كان حاضرا لحظة افتتاح طريق جولة القصر لـ«العين الإخبارية»، أن «لغما لمليشيات الحوثي انفجر بشكل مدوٍ بجرافة حكومية، ما أدى إلى سقوط عدد من المصابين منهم مدنيون وآخر مصور حربي لدى الجيش اليمني».
مخاوف
وقال مصدر عسكري مسؤول في تعز إن «فتح الطريق حدث قبل استكمال الترتيبات الكافية التي كانت بحاجة لأيام إضافية خصوصا أن المليشيات الحوثية لم تقدم أي ضمانات أمنية وقد تعود لإغلاقها مجددا فجأة».
المصدر أوضح لـ«العين الإخبارية»، أن «هناك مخاوف جدية لدى القوات الأمنية والعسكرية المعترف بها من أن يستغل الحوثي هذا الممر لإحداث اختراقات عسكرية وأمنية»، لافتا أن القادة العسكريين والأمنيين عقدوا اجتماعا موسعا لتلافي الأخطاء التي حدثت عند الفتح ولضمان المرور الآمن لانتقال المدنيين من وإلى مدينة تعز.
وإلى جانب تمركزها في جميع الجبال المطلة على مدينة تعز، تغلق مليشيات الحوثي 5 طرق في المحافظة منذ نحو 9 أعوام، وتعنتت كثيرا خلال عدة جولات مفاوضات رعتها الأمم المتحدة حول هذا الملف الإنساني، قبل أن تعلن فجأة فتح إحدى الطرقات وترفع جزئيا الحصار المفروض.
مطالب حكومية
وشددت الحكومة اليمنية على ضرورة رفع مليشيات الحوثي الحصار بشكل كامل على مدينة تعز، بفتح بقية الطرق الرئيسية؛ منها طرق "مفرق الذكرة، خط الستين، مفرق العدين، عصيفرة" وكذا بقية الممرات بالمنفذ الشرقي.
وقالت لجنة التفاوض الحكومية لفتح الطرقات إن "فتح طريق الكمب - جولة القصر جاء بعد سنوات من الحصار الظالم الذي فرضته المليشيات الحوثية المدعومة من إيران"، مشيرة إلى أن ذلك كسر جزئي للحصار العدواني.
وأكدت اللجنة الحكومية في بيان أنها "بانتظار تنفيذ مليشيات الحوثي بقية وعودها بفتح بقية الطرق وفك ورفع الحصار كاملا، مجدداً التأكيد أن كل الطرق مفتوحة من قبل جانب الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
من جهته، قال محافظ تعز اليمنية نبيل شمسان إن فتح الطريق ورفع الحصار جزئيا جاء عقب "تسع سنوات ذاق فيها شعبنا مرارة الحصار ورائحة البارود ونزيف الجروح ورصاص القناصة"، في إشارة لجرائم مليشيات الحوثي.
ضغط وتفاوض
وأضاف المسؤول اليمني على حسابه على منصة «إكس» (تويتر سابقا) أن «الحالمين في تعز ينتصرون اليوم وتعود الحياة إلى المدينة، وتتدفق الدماء إلى الشريان وتعود الأطراف للحركة».
وأشار إلى أن فتح مليشيات الحوثي للطريق ليست مكرمة منها، وإنما نتيجة «جهود سنين من الضغط والتفاوض مع المجتمع الدولي التي أفضت أخيراً إلى سريان الحياة» على خطى الرفع الكامل لحصار الانقلابيين.
وكانت مليشيات الحوثي رفضت فتح طريق حيس - الجراحي وهي طريق رئيسي يربط المناطق المحررة وغير المحررة في محافظة الحديدة المجاورة، رغم إعلان الحكومة اليمنية بشكل متكرر فتح هذا الممر الإنساني.
ويغلق الحوثيون أكثر من 20 طريقا رئيسيا في 7 محافظات في وجه اليمنيين، في سياسة تعمق محنة أهل هذا البلد الغارق في الحرب منذ سنوات.