"العين الإخبارية" ترصد: عشرات المنظمات الحوثية تنهب مساعدات اليمنيين
"العين الإخبارية" ترصد من مصادر يمنية خاصة مؤسسات ومنظمات حوثية تتخذ من العمل التنموي مظلة لسرقة المساعدات الإغاثية
منذ انقلاب مليشيات الحوثي على مؤسسات الدولة اليمنية، أنشأت الجماعة الإرهابية المدعومة من طهران، عشرات المؤسسات والمنظمات الإغاثية الوهمية في المجتمع المدني، لنهب المساعدات الإنسانية، وقدمتها كوجه آخر يحارب اليمنيين بالجوع.
آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية، سدد الحوثيون عليها عمليات نهب منظمة قبل أن تعمد لمحاربة اليمنيين وأطفالهم بسلاح "المجاعة"، الشبح المخيف الذي استثمرته في تأليب الرأي العام ضد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
ورصدت "العين الإخبارية" من مصادر يمنية خاصة، قرابة 46 مؤسسة ومنظمة تعمل ضمن الدائرة الاجتماعية لمنظومة الحوثي في المجتمع المدني، وتتخذ من العمل الإنساني والتنموي مظلة لسرقة المساعدات الإغاثية التي تصل عبر ميناء الحديدة.
وتدار المؤسسات والمنظمات التي أنشأها الانقلابيون بشكل مباشر من قبل ما يعرف بـ"الدائرة الاجتماعية"، إحدى الدوائر المحركة للجماعة، حيث تبرز مؤسستا "الشهيد"، و"بنيان" أكبر وكلاء المليشيا إغاثيا، وتأخذان النصيب الأكبر من الغذاء الذي من المفترض أن يذهب للجوعى من اليمنيين.
كما تلعب جمعية "المسيرة" ومؤسسة "التكافل" التي يترأسها المدعو خالد المرتضى وأمينها العام الحوثي علي قاسم، وهو قيادي في الدائرة الاجتماعية للجماعة، وبجانبهما مؤسستا "أقدام" و"الجرحى" اللتان يترأسهما القياديان "إسماعيل المؤيد"، و"قاسم الحمران"، دورا يتجاوز خدمة أسر قتلى وجرحى المليشيات.
وكشف مصدر يمني خاص، أن المليشيا حولت العمل ضمن مؤسسات المجتمع المدني إلى أوكار من الأنشطة التجسسية والرصد الاستخباراتي العسكري، فضلا عن النهب المنظم للمساعدات وبيعها بالسوق السوداء وتمويل خزينة الجماعة الحربية.
وقال المصدر لـ"العين الإخبارية" إن مؤسسة "بنيان"، التي يديرها شقيق القيادي الحوثي المطلوب على قائمة التحالف العربي المدعو "يوسف المداني"، ويدعى" محمد المداني"، تنشط عسكريا بشكل "مريب" لا سيما بالمسح الميداني الذي يدرس ولاء المستفيدين ورصد بيانتهم.
ولفت إلى أن ضمن الطاقم الإعلامي لمؤسسة ما تسمى "بنيان" لبنانية الجنسية تدعى"جومانة" وتعمل ضمن المركز الإعلامي لذات الجماعة، وتقوم برسم الخطط الإعلامية للمؤسسة وتسويقها للمنظمات الدولية كشريكة في التنفيذ الميداني.
مسار حربي
وقال حقوقي يعمل في إحدى المنظمات الدولية، فضل عدم ذكر اسمه، إن العدد الرهيب من المؤسسات الحوثية المستحدثة يقوم بتدريب طواقمها وتوجيهها لخدمة أجندتها القيادي "محمد زيد المحطوري" رئيس مؤسسة "إيلاف" للتدريب والاستشارات، وأحد أعضاء الدائرة الاجتماعية لجماعة الانقلاب.
وأوضح المصدر أن المؤسسات الحوثية حولت مسار المساعدات الإنسانية من نشاط يعزز تلاحم المجتمع المدني إلى مسار حربي من خلال المشاريع التي تخدم عناصرها، منها "دعم أسر الشهداء والجرحى، والقوافل الشعبية لرفد الجبهات".
وفند المصدر عمل مؤسسات الحوثي المحصورة لدعم مقاتلي الجماعة من المساعدات الإغاثية، تتصدرها مؤسسات "الإكرام" و"المرتضى المحطوري" و"العناية"و"الإمام الهادي" و"مودة الخيرية" و"الحكمة" و"زيد" و"نون" و"أماننا".
وأضاف، أن مؤسسات "بنان"و"كثبان" و"الصمود" و"طريق الحرير" و"شركاء" و"أسس" و"جمعية الوفاء" و"جيل البناء" و"جيل الإبداع" و"البلد"، تعمل تحت إدارة مباشرة من قيادات الحوثي وعمرها لا يزيد عن عام ونصف العام.
وبحسب المصدر، فإن المليشيا عززت دور منظماتها الحقوقية المختصة كـ "الشرق الأوسط" ومنظمة "مواطنة" و"المركز اليمني لحقوق الإنسان" التي تديره، أمل الماخذي عضو الدائرة السياسية للجماعة الإرهابية بأخرى تنفتح حقوقيا وسياسيا.
ولفت الى أنها استحدثت منظومة متنوعة في نهب المساعدات ورصدها منها، منظمة "معا لإنقاذ الوطن" و"مؤسسة عبادي"و"الشفقة" و"الشعب" و"ذات" و"أيادي الرحمة" و"ولايف" و"سام" و"العلم والعمل" و"حيدرة" و"ريجين" و"نماء" و"عطاء" و"منظمة همس الحياة" و"صدى الأحداث التنموية" و"يمانيات" ومنظمتا "بيتنا" و"تهامة".
سرقة في الميناء والمصنع
في ذات السياق، سعت مليشيا الحوثي عبر القيادي أحمد الهادي المقرب من زعيم المليشيات، منذ منتصف عام 2016 للاستحواذ على موارد مطاحن البحر الأحمر بمحافظة الحديدة غربي اليمن.
وقالت مصادر يمنية إن القيادي الحوثي استأجر المصنع وضغط لتمرير طحن القمح وإعادة تعبئة الدقيق التابع لمنظمة الغذاء العالمي الذي يصل لليمنيين في مناطق سيطرتها من ميناء الحديدة، وقد تسبب ذلك في نهب كميات كبيرة من القمح، بالإضافة للمال الذي جنته المليشيا مقابل "الدقيق".
وفي وقت سابق، قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي "إن هذا السلوك يرقى إلى سرقة الطعام من أفواه الجياع"، مضيفا "أن برنامج الأغذية العالمي ضغط من أجل إصلاح نظام الإغاثة، وقد تمت مقاومة هذه التغييرات مرارا من قبل الحوثيون".