أسبوع اليمن.. حراك دولي يعيد اتفاق الحديدة للواجهة
الساعات الماضية شهدت حراكا مكثفا للأمم المتحدة والمجتمع الدولي تمخض بتفاهمات جديدة على تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.
نجحت الضغوط الدولية المكثفة في إعادة إحياء اتفاق السويد بشأن محافظة الحديدة اليمنية الذي أنهى شهره الثالث دون تحقيق أي شيء على الأرض جراء التعنت الحوثي.
وبعد تسرب الأمل من إمكانية تنفيذ خطة إعادة الانتشار التي رفضتها مليشيا الحوثي لمرات عديدة، شهدت الساعات الماضية حراكا مكثفا للأمم المتحدة والمجتمع الدولي تمخض بتفاهمات جديدة على تنفيذ المرحلة الأولى من خطة انسحاب المليشيا من المدينة الساحلية.
فيما أعلنت الأمم المتحدة عما وصفته بـ"التقدم الملموس" في تنفيذ خطة إعادة الانتشار، عقد سفراء ألمانيا وهولندا وأمريكا وروسيا، لقاءات متزامنة مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ونائبه الفريق علي محسن، ورئيس الحكومة معين عبدالملك، فيما كان المبعوث الأممي مارتن جريفيث يعقد لقاءً آخر في برلين مع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل.
وتمحور الحديث بدرجة رئيسية في اللقاءات التي شهدت زيارة غير مسبوقة لسفراء أمريكا وروسيا إلى عدن للمرة الأولى منذ الحرب، على ضرورة تنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة، باعتباره حجز الزاوية نحو عملية السلام الشاملة.
وتؤكد الحكومة الشرعية أنها تعاملت بإيجابية مع الاتفاق لكن استمرار مليشيا الحوثي في إبداء التعنت قد يدفعها وشركاءها في التحالف العربي إلى اتخاذ اجراءات حاسمة، في إشارة إلى إمكانية تفعيل خيار الحسم العسكري لتفعيل الحديدة.
استئناف اجتماعات لجنة إعادة الانتشار
لم يكشف المبعوث الأممي، في بيانه الأخير، عن بنود التقدم المحرز في اتفاق الحديدة، واكتفى بذكر أن "التفاصيل الفنية" لتنفيذ المرحلة الأولى، سيتم مناقشتها في اجتماع مشتركة للجنة إعادة الانتشار برئاسة الجنرال الدنماركي مايكل لوليسجارد.
وتلقى الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار بالفعل دعوة من كبير المراقبين الأمميين لحضور اجتماعات اللجنة بالحديدة، وذلك بعد أسبوع كانوا فيه هدفا لثلاث هجمات إرهابية حوثية بالصواريخ وطائرات بدون طيار.
وقال مصدر حكومي، لـ"العين الإخبارية"، إن الاجتماع المشترك السادس سيعقد الإثنين المقبل، في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين داخل مدينة الحديدة، وليس في ظهر السفينة الراسية قبالة ميناء الحديدة التي احتضنت الاجتماع الخامس.
ومع تراجع كبير المراقبين عن وعوده للوفد الحكومي بأن الاجتماع السادس سيكون في المناطق الخاضعة للشرعية، رجحت مصادر أن يكون ذلك نتيجة لعملية الابتزاز التي تمارسها مليشيا الحوثي على الأمم المتحدة.
ولم يتلقَ الوفد الحكومي حتى الآن أي تفاصيل حول مفهوم إعادة الانتشار، وفقا للمصدر، الذي أكد تمسك الشرعية بـ"التنفيذ العاجل" لما تم الاتفاق عليه مسبقا.
وتنص المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار على انسحاب مليشيا الحوثي من ميناءي الصليف ورأس عيسى مسافة 4 كيلومترات، في مقابل تراجع القوات المشتركة الموالية للشرعية مسافة كيلومتر من مناطق التماس وكذا فتح الممرات الإنسانية.
نوايا حوثية غير مبشرة
وفيما يسود نوع من التفاؤل الحذر في الشارع اليمني من إمكانية تنفيذ المرحلة الأولى بعد التصريحات الأممية والضغوطات الدولية، تبدو النوايا مبيتة لدى المليشيا الحوثية لإفشال أي خطوة حقيقية تقود إلى سلام، كما أوضحت تصريحات القيادي الحوثي محمد علي الحوثي.
وأثارت تصريحات القيادي الحوثي التي أعلن فيها أنهم سيظلون مسيطرين على مدينة الحديدة الساحلية، استياءً واسعا لدى الشرعية، حيث اعتبرها رئيس الحكومة، معين عبدالملك دليلا على نوايا المليشيا تجاه السلام ونقضها للمواثيق والاتفاقيات والعهود منذ انقلابها على السلطة الشرعية وتحديها لإرادة اليمنيين وقرارات المجتمع الدولي.
aXA6IDE4LjIxNy40LjI1MCA=
جزيرة ام اند امز