قرار إيقاف أو تصعيد العمليات العسكرية الحوثية في اليمن هو قرار إيراني وليس قرارا يمنيا
يخطئ من يعتقد أن التفاوض المباشر مع «الحوثيين» في اليمن يمكن أن يؤدي إلى إحداث تسوية تاريخية ونهائية تؤدي للاستقرار والسلام في اليمن.
«الحوثيون» قوة تابعة لقرار أكبر منها، وليست قوة صانعة لقرار يعبر عن إرادتها ومصالحها الذاتية المطلقة.
الحوثيون «فرع لأصل»، أداة لقوى محركة، وكيل لصاحب امتياز حصري إقليمي، مركزه الرئيسي في طهران.
باختصار، لا حل حقيقياً في اليمن قبل أن يكون هناك حل وتسوية شاملة مع إيران، أو حرب مدمرة تجعلها تقبل المستحيلالحوثيون يختلفون عن أي قوة تابعة، لأن ارتباطهم بإيران ليس مجرد ارتباط الأصل بالفرع، لكنه ارتباط عقيدي، مذهبي، أمني، عسكري، مالي، سياسي، يصعب أو يستحيل الفكاك منه.
وتصريحات المتحدث باسم الحوثيين عقب لقائه الخبير والسياسي المخضرم «روبرت مالي»، رئيس مركز إدارة الأزمات في الولايات المتحدة، عن لقائهما الأخير في صنعاء، قيل فيه إن الحوثيين على استعداد لإيقاف كل العمليات العسكرية وعمليات الصواريخ ضد السعودية، مقابل إيقاف قوى التحالف عملياتها العسكرية.
هذا التصريح يبدو -للوهلة الأولى- شيئاً مشجعاً للغاية، لكنه تصريح يأتي من غير صاحب صفة، وليس من مصدر يستطيع فرض إرادته.
قرار إيقاف أو تصعيد العمليات العسكرية الحوثية في اليمن هو قرار إيراني وليس قراراً يمنياً.
الحرب والسلام، الفشل أو النجاح، عند الحوثيين تشرف عليه جهتان «الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله اللبناني».
إيقاف الحرب في اليمن يعتمد على رغبة وقدرة إيران الآن على الاستمرار في تمويل دعم الحرب في اليمن.
أمس الأول، قال وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية الدكتور «أنور قرقاش» في تغريدة: «النصر الكامل صعب المنال، والسلام الكامل أيضاً صعب المنال».
إيران تستخدم الصراع في اليمن كأداة صراع، والآن أداة مقايضة مع دول الخليج والولايات المتحدة، من أجل رفع العقوبات الدولية وإعادة تأهيل قبولها في المجتمع الدولي.
باختصار، لا حل حقيقياً في اليمن، قبل أن يكون هناك حل وتسوية شاملة مع إيران، أو حرب مدمرة تجعلها تقبل المستحيل.
نقلاً عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة
