بلقيس سعيد.. تحيك مستقبلاً أفضل لنساء قويات في اليمن (صور)
سطّرت نساء اليمن قصص نجاح عديدة، إحداها لبلقيس سعيد، التي تكافح من أجل تمكين المرأة وتنمية مهاراتها في مدينة المخا الساحلية على البحر الأحمر.
وأصبحت بلقيس سعيد نقطة أمل مضيئة في ريف اليمن المعتم، الذي نادراً ما تجد النساء فيه تدريبات لتنمية مهاراتهن وهو ما سعت إليه بلقيس عبر جمعية "الزهراء" لتنمية المرأة، التي شيدتها عام 1998 لتشق طريقاً جديداً في الكفاح.
"العين الإخبارية" التقت بلقيس سعيد وأخريات استفدن من مشروعاتها التدريبية، وأصبحن قادرات على إعالة أسرهن، وذلك في مناسبة اليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف 8 مارس/آذار من كل عام.
العيش بكرامة
وتعد المؤسسة التي تديرها بلقيس، إحدى أقدم مؤسسات المجتمع المدني في هذه المدينة التاريخية.
وساهمت بلقيس خلال السنوات الماضية في تنظيم العديد من الدورات التعليمية والحرفية للمرأة.
وتروي لـ"العين الإخبارية": "نستهدف من خلال مشروع جديد في العام الحالي، تدريب 50 امرأة معيلة لمساعدتهن على كسب الرزق وإعالة أسرهن".
تقول إن مثل هذه المشروعات تعود بنفع كبير على النساء في هذه المجتمعات "وسنعمل على تنظيم المزيد من هذه البرامج".
وتشير إلى أن خدمات مؤسستها تتضمن توزيع ماكينات للخياطة على المستفيدات بالإضافة إلى إقامة معارض للأزياء والمنتجات اليدوية التي يصنعنها بأيديهن، بحضور رسمي من المجلس المحلي.
تحديات العمل
وفيما كانت تتحدث بلقيس سعيد لـ"العين الإخبارية"، كانت المتدربة اليمنية إنصاف طه تنهمك منذ ساعات الصباح الأولى، على مقعد ماكينة الخياطة، لإصلاح أزياء للنساء والأطفال بشغف كبير.
وتمني الشابة اليمينة نفسها، تطبيق ما تعلمته خلال شهر من التدريب، من أجل تحصيل دخل معقول في الأيام الأولى ثم "تحسن المردود بعد اكتساب الخبرة والزبائن".
إنصاف واحدة من 50 متدربة يشملهن برنامج للحياكة تقدمه منظمة بلقيس سعيد بتمويل من الاتحاد الأوروبي وينفذه المجلس النرويجي في مدينة المخا في الساحل الغربي لليمن.
تقول إنصاف لـ"العين الإخبارية" إنها بفضل جمعية بلقيس سعيد، تعلمت فنون الخياطة والتطريز وإصلاح الفساتين وملابس النساء.
وتضيف أنها أصبحت قادرة على إعالة أسرتها مادياً, إذ زوّدت بعد التدريب بماكينة خياطة حديثة مع أدواتها، للعمل عليها من المنزل.
وتوضح: "سنواجه في سوق العمل تحدياً من نوعٍ آخر. سنصطدم مع خبرات العاملات السابقات في الخياطة في أحيائنا، ولهن زبائن يأتين إلى إلى منازلهن، أما نحن فيلزمنا إقناع الزبائن بجودة عملنا أولاً".
وتوافق فاطمة محمد زميلتها إنصاف في شأن التحدي، إذ تقول: "التحدي صعب، لكن شغفنا كبير، وكونه مصدر رزق أسرنا الوحيد، سيدفعنا إلى ابتكار وسيلة في التسويق والإبداع في منتجاتنا".
وتضيف الأم فاطمة وهي معيلة أسرتها الوحيدة، أن المشروع يعيد التوازن للأسرة وأفرادها. قبل سنة أصيب زوجي بمرض مكث على أثره في البيت، الأمر الذي بسببه تسرب طفلان من المدرسة وخرجا إلى العمل لكسب الرزق، لكنني سأعيدهما العام المقبل إلى المدرسة."
وتشير إلى أن البقاء في المنزل لم يعد ممكناً، وعلى المتمكنة أن تجد طريقة لتسويق نفسها في بادئ الأمر حتى تكسب شهرة وزبائن.
وتقول السلطة المحلية المعترف بها في مدينة المخا الساحلية، إن المرأة اليمنية بحاجة إلى تكثيف الدعم في المجالات التي تتوافق بالنهوض بها من الواقع الذي تعيشه والمجتمعات المتقدمة نهضت بفضل المشاريع الصغيرة.