الوباء الحوثي باليمن.. شلل الأطفال يعود بعد 17 عاما من الزوال
انتشار مرض شلل الأطفال في محافظتي صعدة وحجة (شمال البلاد) يرجع إلى تعنت مليشيا الحوثي ورفضها تنفيذ حملات تحصين ضد المرض.
لم تقتصر مآسي الحوثيين بحق اليمنيين على ويلات حربهم التي أشعلوها منذ ست سنوات، بل باتوا يتورطون بنشر الأوبئة والأمراض الفتاكة التي كان اليمن قد خلا منها منذ أعوام.
وسجّلت محافظة صعدة، المعقل الرئيس للحوثيين، عودة مرض شلل الأطفال بعد نحو 17 عاماً من زواله في المدن اليمنية.
وأكدت تقارير صحية عودة أمراض غابرة مثل الحصبة وغيرها من الأمراض، وذلك جراء منع المليشيا تنفيذ حملات التحصين.
وبحسب الوكيل المساعد لوزارة الصحة العامة والسكان اليمنية الدكتورة إشراق السباعي فإن عودة مرض شلل الأطفال إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، أصبح أمراً واقعاً.
وأرجعت السباعي، وفق حديثها لـ "العين الإخبارية" انتشار المرض في محافظتي صعدة وحجة (شمال البلاد)، إلى تعنت مليشيا الحوثي ورفضها تنفيذ حملات تحصين ضد المرض، وعدم السماح للفرق الطبية بالعمل هناك ومحاصرة الوباء.
وقالت: "رغم أن منظمة الصحة العالمية أعلنت اليمن خالية من هذا الوباء منذ عام 2006، إلا أن ممارسات الحوثيين أدت إلى عودته مجددًا إلى البلاد".
وعبرت السباعي عن مخاوفها من انتشار المرض في مناطق أخرى من البلاد؛ نتيجة تنقلات المواطنين الداخلية بين تلك المناطق المجاورة للمحافظات الموبوءة؛ مما يهدد بتفشي الوباء على مستوى اليمن، وعدم إمكانية السيطرة عليه.
وأشارت إلى وجود أكثر من مليوني طفل يعانون من سوء التغذية؛ الأمر الذي يعرضهم للإصابة بمرض شلل الأطفال، الذي ينتشر في الأجساد ضعيفة المناعة تحديدًا.
ولفتت السباعي إلى أن المليشيات الحوثية سبق وأن صادرت أدوية الإغاثة الإنسانية والدعم المقدم لليمن؛ بهدف مواجهة فيروس كورونا، والتي كانت تصل إلى صنعاء، وتضل طريقها إلى المحافظات المحررة.
وكان وزير الصحة العامة والسكان اليمني، الدكتور ناصر باعوم، قد أعلن عن تسجيل 16 إصابة جديدة بشلل الأطفال في معاقل جماعة الحوثيين بصعدة.
وقال باعوم إن الحوثيين منعوا وزارة الصحة خلال الأعوام الثلاثة الماضية من تنفيذ حملات تحصين ضد شلل الأطفال في المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم.
وتوقع وزير الصحة أن تكون الإصابة بفيروس شلل الأطفال قد انتقلت من محافظتي صعدة وحجة إلى محافظات مجاورة، خاصة عمران والمحويت، محملاً جماعة الحوثيين مسؤولية عودة ظهور فيروس شلل الأطفال وتفشيه، بعد أن كان اليمن قد أعلن، في 2006، تخلصه نهائياً منه ولم يعد يسجل أية إصابات.
ودعا باعوم المجتمع الدولي للتدخل السريع والضغط على مليشيا الحوثي؛ للقبول بتنفيذ عددًا من حملات التحصين المتلاحقة للقضاء على الفيروس القاتل، وتحصين الأطفال من الوباء في محافظات صعدة وعمران وحجة والمحويت.
يأتي ذلك بالتزامن مع تفنيد منظمة اليونيسف الأممية ادعاءات مليشيات الحوثي بأن اللقاحات التي أعيدت من مناطق سيطرة الجماعة "لم تكن صالحة للاستخدام".
وأكدت اليونيسف، في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخةً منه، أن اللقاحات الخاصة بمرض شلل الأطفال قد سبق تقييمها ووجد أنها صالحة للاستخدام خلال العمر الافتراضي للقاح (حتى أغسطس/آب 2021).
وأفادت المنظمة الأممية بأنها تتبع معايير وإرشادات دولية صارمة في شراء اللقاحات واستخدامها في جميع عملياتها حول العالم بما في ذلك اليمن.
وكانت قد وصلت شحنة لقاحات التحصين الروتينية إلى صنعاء، في منتصف شهر أغسطس/آب الماضي، وتضم 492 ألف جرعة من لقاح فيروس الروتا.
وعند تفتيش مخازن التبريد الخاضعة لإدارة الحوثيين في صنعاء، لوحظ تغير لون شاشة اللقاح، وتم توفير المعلومات اللازمة لإجراء التقييم من قبل منظمة الصحة العالمية، التي أوصت بأن اللقاحات آمنة للاستخدام، وستظل كذلك حتى أغسطس/آب 2021.
وعلى الرغم من ذلك، اتخذت وزارة الصحة والسكان في صنعاء قراراً بعدم السماح باستخدام اللقاحات في اليمن وطلبت من اليونيسف مراراً إعادة الشحنة، بحسب توضيح اليونيسف.
aXA6IDE4LjExNy4xNjguNzEg
جزيرة ام اند امز