قبائل مأرب تؤدب إخوان اليمن.. دماء "أحفاد سبأ" لن تذهب هدرا
لم تذهب دماء أبناء مأرب اليمنية هدرا، فالقبائل التي تحرس المحافظة في وجه عدوان الحوثي قادرة على تمريغ أنوف الإخوان ودحر إجرامهم والثأر لـ"أحفاد سبأ".
ودخلت قبيلة "آل شبوان"، إحدى بطون قبائل "عبيدة" الكبيرة، والشهيرة في محافظة مأرب خط المعركة مع حزب الإصلاح (الذراع السياسية لإخوان اليمن) على خلفية مقتل أحد أبنائها بهجوم غادر للإخوان.
- قبائل مأرب تنتفض ضد الإخوان.. العد التنازلي يقترب
- قبائل مأرب اليمنية.. "سد سبأ" بين كماشة الإخوان والحوثي
مصادر قبلية قالت لـ"العين الإخبارية" إن مسلحين قبليين من "آل شبوان" هاجموا حاجزا أمنيا شمال مأرب، وذلك على خلفية مقتل أحد أبناء القبيلة برصاص أفراد الحاجز الأمني الخاضع لقوات موالية لحزب الإصلاح.
وذكرت المصادر أن "عناصر إخوانية كانت تتمركز في حاجز التحسين الواقع بين بلدتي الكنايس والصمدة، شمال مأرب، أطلقت النار على توفيق صالح عبدالله قريح، أحد أبناء قبيلة (آل شبوان) ما أدى إلى مقتله على الفور".
وبحسب المصادر فإن الجريمة دفعت القبلية المأربية للاحتشاد والسيطرة على الحاجز الأمني بعد معارك عنيفة مع العناصر الإخوانية.
وأشارت إلى أن "المعارك خلفت العديد من القتلى والجرحى بصفوف الطرفين، فيما سقط العديد من الأسرى من العناصر الإخوانية في قبضة القبائل، بالإضافة إلى إحراق 3 دوريات تابعة للقوات الموالية للإخوان".
وكانت قبائل "آل شبوان" بمأرب وقعت أواخر العام الماضي وثيقة براءة من المخربين وقطّاع الطرق، وتعهدت بتقديم كل التسهيلات للجهات الأمنية للقيام بواجبها، إلا أن استفزازات الإخوان قادتها للدخول على خط المعركة.
وتأتي المعارك بين قبلية "آل شبوان" والقوات العسكرية الموالية للإخوان بعد أيام من اشتباكات مماثلة بين قبيلة "آل فجيح"، إحدى قبائل "عبيدة" الكبيرة والقوات الأمنية التابعة لحزب الإصلاح الإخواني في "مفرق حريب" شرق مدينة مأرب ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بصفوف الطرفين.
وترجع الاشتباكات بين قبائل آل فجيح تحديدا وقوات الأمن التابعة لحزب الإصلاح إلى 23 يونيو/حزيران عندما أقدمت قوات أمنية لحزب الإصلاح على نصب حاجز أمني في بلدة "مفرق حريب" بادعاء ملاحقة خلايا لمليشيات الحوثي.
آنذاك.. أقدمت القوات الخاصة والطرق التابعة للإخوان على تصفية شاب يدعى "حسن مبارك بن طالب بن عقار"، ما دفع والده وهو الشيخ مبارك بن طالب للتدخل إلا أنه هو الآخر تعرض للاغتيال، ما أثار غضبا واسعا وسط القبائل.
عقب ذلك ردت القبائل بسرعة على الجريمة الشنيعة واحتشدت وهاجمت بالفعل موقع الحاجز الأمني، وطالبت برفعه بشكل عاجل من مناطقها قبل أن تتدخل السلطة المحلية بتحكيم قبلي، ويتم التوقيع على هدنة تمتد حتى عاشر أيام العيد، وفق مصادر قبلية.
ويرى مراقبون أن قبائل مأرب تستشعر أنها عالقة بين فكي الإخوان ومليشيات الحوثي، حيث هناك علاقة تخادم بينها واضحة، وهذا ما يجعلها تتأنى في أي خطوات تصعيدية أو الانتفاضة ضد القوات الإخوانية وردع جرائمها.
وقالوا إن الفوضى الإخوانية وإشعالها للمعارك مع قبائل مأرب المعروفة بأنها آخر حائط صد في مواجهة الحوثيين في المحافظة النفطية يستهدف إسقاطها من الداخل لصالح المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
وتوصف مأرب بأنها آخر معاقل الحكومة المعترف بها شمال اليمن وتحوّلت إلى رقم صعب في المعادلة السياسية والاقتصادية والعسكرية في اليمن، نظرا لما تتمتع به من ثروات نفطية وتاريخية ولتماسك بنيتها القبلية وتقع شمال شرقي صنعاء، وتبعد عنها نحو 173 كيلومترا.