اليمن في طريق تطبيع الحياة.. جرعة ثانية ضد كورونا
اليمن ليس بمنأى عن العالم وجهوده في مكافحة كورونا، وهذا ما حاولت سلطات البلاد تأكيده بالحرص على تطعيم ووقاية اليمنيين من ويلاته.
ورغم الحرب وتأثيراتها الإنسانية، فإن اليمن يحاول جاهدا اللحاق بركب العالم الذي يستعد لتطبيع الحياة والتقليل من قيود الجائحة.
تدشين الجرعة الأولى من لقاحات أسترازينيكا ضد كورونا، في أبريل/نيسان الماضي، والإقبال اللافت من المستهدفين على مراكز التطعيم، كانت بداية هذه الجهود اليمنية.
تدشين الجرعة الثانية
نهاية الأسبوع الماضي، كان اليمن على موعد مع تدشين الجرعة الثانية من التحصين، عبر تلقيح وزير الصحة العامة والسكان اليمني الدكتور قاسم بحيبح، يوم الأربعاء الماضي في عدن، إيذانا ببدء التحصين بالجرعة الثانية.
الوزير بحيبح، قال في تصريحات صحفية: إن الجرعة الثانية الحالية ستُعطى لجميع من أخذوا الجرعة الماضية.
مؤكدًا أن هذه الجرعة ستستهدف في المقام الأول العاملين في القطاع الصحي، وكبار السن وذوي الأمراض المزمنة، عبر فرق صحية ثابتة ومتحركة موزعة على 48 مديرية في 13 محافظة محررة.
تأمين اليمنيين كافة
ودعا الدكتور بحيبح جميع المستهدفين في الفئات الثلاث الذين أخذوا الجرعة الأولى إلى سرعة تلقى الجرعة الثانية؛ حتى تكتمل لديهم الجدوى من اللقاح وتحقق لهم وللمجتمع الوقاية من المرض.
ولم ينسَ الدكتور بحيبح التأكيد في الوقت ذاته على مأمونية اللقاح ومجانيته، لافتا إلى وجود بعض الأصوات المشككة باللقاح ووجود مضاعفات لا أساس لها من الحقيقة في شيء.
مؤكدا سعي الوزارة مع شركائها لتوفير اللقاحات اللازمة ليشمل التحصين فئات أخرى في المجتمع، والسير باتجاه تحصين كافة أبناء شعبنا من مخاطر هذا الوباء.
نجاح الجرعة الأولى
وكانت جرعة التحصين الأولى انطلقت في أبريل/نيسان الماضي، وحققت إقبالاً كبيرا من المواطنين، وهو ما أكده مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة عدن، الدكتور علي عبدالله الجهوري.
وقال الجهوري في تصريح لـ"العين الإخبارية": إن الجرعة الأولى نجحت في تطعيم ما نسبته 53% من المستهدفين، في 13 محافظة يمنية محررة.
ولفت إلى أن إجمالي أعداد الملقحين في 13 محافظة محررة، بلغ أكثر من 168 ألف ملقح، بحسب ما تم تسجيله حتى الأسبوع الأول من شهر يونيو/حزيران الماضي.
وأشار إلى عدم تسجيل أي آثار جانبية أو مضاعفات جراء أخذ اللقاحات، في الوقت الذي أثيرت الكثير من الشائعات حول هذا الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي.
كبار السن والطواقم الطبية
ويضيف الدكتور علي الجهوري أن الإحصائيات تؤكد تطعيم أكثر من 26 ألفا و700 شخص مستهدف من كبار السن، منذ بدء التلقيح.
بينما تم تطعيم ما يزيد على 16 ألف عامل من منتسبي الأطقم الصحية والعاملين في المراكز ومحاجر العزل الصحي، والأطباء والممرضين في المستشفيات والمجمعات الطبية.
في حين بلغ عدد المطعمين من بقية الفئات الأخرى، من غير العاملين الصحيين وكبار السن، نحو 125 ألفا و860 ملقحا، بحسب مدير مكتب الصحة في عدن.
تفاوت بين المحافظات
وفي تفاصيل الإحصائيات، كشف المسؤول الصحي أن محافظة الحديدة، غرب اليمن، تصدرت المحافظات التي طعمت أكبر نسبة من العاملين في المجال الصحي، وبنسبة 76%، من الطواقم الطبية العاملة في المحافظة".
وتلتها محافظة مأرب، وسط البلاد، بنسبة 69% من العاملين الصحيين، ثم محافظة تعز، جنوب غرب، بمعدل بلغ 67%.
فيما تصدرت محافظة البيضاء، وسط اليمن، المحافظات التي لقحّت أكبر نسبة من كبار السن، بـ 40% من المسنين المقيمين فيها، تلتها محافظة تعز بنسبة 25%
المليشيات تحرم اليمنيين
يأتي ذلك في ظل رفض الانقلابيين استلام جرعات اللقاح، والذي منحته منظمة الصحة العالمية للحكومة اليمنية، والتي بدورها وانطلاقا من مسؤوليتها، خصصت جزءا منه للمحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات.
هذا الرفض دفع المواطنين اليمنيين في المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيات، إلى اللجوء للمحافظات المحررة المجاورة للحصول على اللقاح، وهو ما دعمته وزارة الصحة اليمنية، التي سهلت تطعيم أبناء تلك المحافظات في مراكز التحصين الحكومية، في عدن، ولحج ومأرب وشبوة وتعز.