باحث بـ"أكسفورد": الخلايا التائية سر فاعلية لقاحات كورونا مع "إبسيلون"
ربما يكون المتحور "إبسيلون" من فيروس كورونا المستجد، هو الأقرب في درجة خطورته لتحور "بيتا" الجنوب إفريقي، من حيث الهروب من اللقاحات، لكن لا تزال اللقاحات قادرة على توفير قدرا من الحماية تجاه هذين المتغيرين.
هذا ما يؤكده الدكتور أحمد سالمان، مدرس علم المناعة وتطوير اللقاحات في معهد "إدوارد جينر" بجامعة أكسفورد، وعضو فريق تطوير لقاح "أكسفورد- أسترازينكا".
ويقول سالمان لـ"العين الإخبارية": "المتوفر من معلومات حتى الآن حول متحور إبسيلون الذي ظهر حديثا في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، أن انتشاره ليس عاليا، ولكنه يؤثر على فاعلية الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات، ومع ذلك لا تزال اللقاحات فعالة في توفير الحماية من هذا المتحور".
ويوضح أنه "إذا كانت فاعلية سلاح الأجسام المضادة في توفير الحماية من الإصابة بهذا المتحور قلت لمعدل يتراوح بين 30 و50 %، فإن اللقاحات لا تزال فعالة بنسبة تتراوح بين 90 و100% في توفير الحماية من الوفاة بسبب الإصابة بالفيروس أو الإصابة الشديدة التي تتطلب دخول المستشفى".
ويعزي سالمان ذلك إلى أن سلاح الأجسام المضادة ليس هو الوحيد في ترسانة الأسلحة التي تواجه الفيروس، فهناك مثلا تأثير (الخلايا التائية)، والتي يحتاج رصد تأثيرها لدراسات أعمق وتأخذ وقتا أطول من تلك التي تقيس تأثير الأجسام المضادة التي يحفزها اللقاح.
ويستطرد: "لقياس مدى تأثير الاصابة بأحد المتحورات على فاعلية اللقاحات، يتم إجراء تجارب معملية تأخذ خلالها عينات دم من الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح، لعزل الأجسام المضادة التي ينتجها اللقاح، ثم يتم خلط تلك الأجسام المضادة مع الفيروس لاختبار تأثيرها".
ويضيف: "إذا كانت التجارب المعملية أشارت إلى انخفاض في تأثير سلاح الأجسام المضادة، فهناك سلاح الخلايا التائية المناعية، والذي يحتاج إلى دراسات أعمق وأشمل".
وكان مركز السيطرة على الأمراض (CDC) بأمريكا، خفض قبل يومين تصنيف متغير إبسيلون، من متغير مثير للقلق إلى مثير للاهتمام، ويرجع هذا التخفيض إلى انخفاض نسبة المتغير المتداولة على المستوى الوطني، كما أن البيانات الصادرة عن بعض الدراسات تشير إلى أن اللقاحات والعلاجات فعالة ضد هذا المتغير.
وكانت أحدث دراسة أمريكية نشرت في دورية "سيل ريبورتيز ميدسين"، أشارت إلى أن الخلايا التائية "المساعدة" والخلايا التائية "القاتلة" من الأشخاص الذين تعافوا من (كوفيد -19)، أو تلقوا لقاحي (موديرنا) أو (فايزر – بيونتك)، لا يزال بإمكانهم التعرف على العديد من متغيرات كورونا المثيرة للقلق، وهي ألفا، بيتا، جاما، وإبسيلون.
وحلل الباحثون الخلايا التائية من 3 مجموعات مختلفة، وهم الأشخاص الذين تعافوا من (كوفيد -19)، والأشخاص الذين تلقوا لقاحي موديرنا و(فايزر – بيونتك) والأشخاص الذين لم يتعرضوا أبدًا لفيروس كورونا المستجد (من العينات المأخوذة قبل الوباء).
واختبر الباحثون استجابات الخلايا التائية ضد ألفا وبيتا وجاما وإبسيلون، ووجدوا أن كلاً من الأفراد الذين تم تلقيحهم والمرضى المتعافين لديهم خلايا تائية تفاعلية يمكن أن تستهدف هذه المتغيرات.