التأهيل النفسي في اليمن.. مشاريع تدعم الأيتام وضحايا الحصار الحوثي
خلّف الحصار والقصف المتواصل الذي تشنه مليشيات الحوثي على مدينة تعز، مآسي إنسانية امتدت تبعاتها عميقًا في نفسيات الضحايا اليمنيين.
وأثّر القتل المستمر لآلة الحرب الحوثية على الجوانب الحياتية والنفسية لعائلات الضحايا وذويهم، حيث تيّتم أطفال الضحايا وترملت زوجاتهم، في ظل ظروف معيشية صعبة، فرضها حصار المليشيات على مدينة تعز.
وتجاوزًا لهذه الأوضاع النفسية والمعيشية، تلجأ بعض الوكالات الإنسانية لمشاريع تأهيل الضحايا نفسيا كـ"اليوم مفتوح"، الذي تنظمه مؤسسة قيم للإغاثة والتنمية، لدعم 50 يتيما ويتيمة، ممن قضى آباؤهم في القصف والحرب الحوثية، بالإضافة إلى 30 امرأة من أمهات هؤلاء الأيتام.
ووفقا لرئيس مؤسسة قيم، حلمي المليكي، فإن المستهدفين من فعاليات الأيتام هم من أبناء منطقة وادي القاضي، غرب تعز، وهي منطقة تعرضت للكثير من القصف الحوثي، الذي استهدف مناطق المدنيين.
وأضاف المليكي لـ"العين الإخبارية" أن مدينة تعز تضم الكثير من الأيتام والأرامل، ممن استشهد آباؤهم نتيجة القصف الحوثي والحصار المتواصل، بحسب إحصائيات رسمية.
وأشار إلى أن العشرات من الأطفال والنساء فقدوا آباءهم وأزواجهم ممن راحوا كضحايا، سواء كان آباؤهم مدنيين، أو عسكريين من الجنود الذين واجهوا الحوثي، دفاعًا عن مدينتهم.
وأكد الناشط اليمني أن أيتام الحرب في مدينة تعز عانوا، وما زالوا يعانون بشكل كبير نفسيًا ومعيشيًا، وينقصهم الكثير من الاهتمام والرعاية.
وكشف المليكي عن الهدف الرئيسي من اليوم المفتوح، والمتمثل في إخراج المرأة ودعمها نفسيًا هي وأطفالها، خاصةً وسط قسوة الظروف الراهنة من الحرب والحصار.
وقال: "المرأة في تعز تعتبر إحدى الفئات الضعيفة، حيث لا تستطيع الوصول إلى فرص التدريب والمشاركة المجتمعية، أو الحصول على الدعم النفسي الكافي في ظل الحرب".
وأضاف: "كان الهدف من البرنامج أن تحصل المرأة على دعم نفسي من خلال برنامج ترفيهي، بالإضافة إلى أن يحصل الأيتام كذلك على تسليةٍ تحتوي على ألعاب تدريبية وأنشطة وجوائز وهدايا".
ويحظى الأيتام برفقة أمهاتهم خلال برنامج اليوم المفتوح بالعديد من الفقرات الترفيهية والدعم النفسي، كما تم تخصيص ساعات من الحوارات ومناقشة مشاكل المرأة بتعز، في ظل فقدان الزوج؛ نتيجة فعل الحرب والحصار الحوثي على المدينة.
كما يشمل جلسات الحوار والنقاش مع الأمهات التطرق لمواضيع مثل أساليب العنف الموجه ضد المرأة بشكل عام من قبل المجتمع، والبحث عن الأسباب والمعالجات والحلول، بحسب رؤية النسوة المشاركات.
وتنشط مؤسسة قيم للإغاثة والتنمية في مجال تقديم الدعم النفسي للأطفال من ضحايا الحرب الحوثية، كما ترعى الأيتام وتقدم لهم معونات ومشاريع ثقافية وعلمية ونفسية.
وكان مجلس تنسيق النقابات ومنظمات المجتمع المدني قد أصدر تقريرًا، خاصًا بانتهاكات الحرب والحصار الحوثي على تعز، كشف فيه أن أكثر من 10 آلاف طفل في المدينة أصبحوا أيتامًا بسبب الحرب التي تشنها المليشيات.
وأشار التقرير إلى سقوط 770 طفلاً ما بين قتيل وجريح، بينهم ذكور وإناث، بينما بلغ عدد من سقطوا بيد القناصة التابعين للحوثيين 38 طفلاً، بينهم 33 من الذكور و5 إناث.
وأكد مجلس تنسيق نقابات المجتمع المدني، غير رسمي، أن أطفال المدينة يعيشون وضعًا نفسيًا صعبًا وحالة رعب مستمرة نتيجة أعمال القتل والقصف، خاصة الأطفال الذين بترت أطرافهم أو أصيبوا بتشوهات جسدية.