خبراء يمنيون: الإرهاب الحوثي ينسف جهود السلام ويستوجب ردعا قاسيا
خبراء يمنيون لـ"العين الإخبارية" يؤكدون أن الهجوم الحوثي على محطتي ضخ النفط السعودية تم بتوجيه من إيران وينسف جهود السلام في البلاد.
قال خبراء يمنيون إن هجوم مليشيا الحوثي على محطتي ضخ النفط السعودية، ينسف جهود السلام الذي ترعاه الأمم المتحدة، وذلك خدمة لمشروع إيران، ويستوجب الردع القاسي.
واحتفت وسائل إعلام مليشيا الحوثي بالهجوم الإرهابي بطائرات "درون" بدون طيار، إيرانية الصنع، على محطتي ضخ النفط التابعتين لشركة أرامكو بالرياض، في موقف يؤكد أن مليشيا الحوثي ما زالت "دمية" في أيدي ملالي طهران، وفقاً لتعبير الحكومة اليمنية.
ومنذ أشهر، انضمت الطائرات بدون طيار، إيرانية الصنع، إلى أسلحة مليشيا الحوثي لشن هجمات إرهابية في المدن اليمنية والأراضي السعودية، في إرهاب ممنهج يهدف لخلط الأوراق وإعادة الجهود الدولية التي تدفع نحو السلام إلى مربع الصفر.
ضربات إيرانية بحتة
مستشار وزير الإعلام اليمني، فهد طالب الشرفي، اعتبر الهجمات الإرهابية على محطتي ضخ النفط السعودية أنها ضربات إيرانية بحتة على ضوء رسائل نظام طهران تجاه الأزمة في المنطقة.
وذكر المسؤول اليمني أن خطورة الهجمات الحوثية بالطائرات بدون طيار بعد 4 سنوات من الحرب تثبت أنها ما زالت تتلقى أسلحة من إيران لتستخدمها طهران كذراع في حالة أي توتر.
الشرفي وهو أيضاً رئيس رابطة الإعلاميين اليمنيين أكد لـ"العين الإخبارية"، أن خبراء مليشيا حزب الله اللبناني وفيلق القدس بإشراف مليشيا الحرس الثوري الإيراني الإرهابي الذين يوجدون في اليمن عملوا على تطوير هذه الطائرات وما زالوا يمتلكون قواعد إطلاق لها في مناطق مختلفة بالبلاد.
تعاون إيراني قطري
وكشف أن التنسيق لهجمات الطائرات بدون طيار تتم مع جماعات إرهابية أخرى، في مناطق خارج سيطرة مليشيا الحوثي في تعاون غير معلن بين قطر وإيران مع أذرعهما على الأرض.
وقال الشرفي "لدينا معلومات عن استحداث هذه الجماعات في مناطق صحراوية وجبلية خارج سيطرة الانقلاب الحوثي وتوجد بها مخازن تجميع هذه الطائرات، لكي تكون بعيدة عن رصد الرادارات للتحالف العربي".
وأضاف "هذا مؤشر جديد للتأكيدات التي نطلقها بشأن خطورة هذه الجماعات الإرهابية وضرورة مواجهة الانقلاب الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة ونزع السلطة والسلاح من أيادي مليشيا الحوثي التي تتلقى توجيهاتها لتنفيذ الهجمات من إيران".
نسف جهود السلام
لم تتوانَ مليشيا الحوثي عن خدمة مصالح إيران، ضاربة عرض الحائط بجميع جهود السلام، آخرها التفاهمات الاقتصادية بشأن موارد الحديدة التي تقام في عمان بإشراف الأمم المتحدة.
ووفقاً للشرفي، ينفذ الحوثيون توجيهات نظام طهران ولا يأبهون بأي انعكاس لمثل هذه الهجمات على الداخل اليمني وينتهكون كل المحاذير.
وأشار إلى أن التعامل الناعم الذي تتعامل به الأمم المتحدة تحت مسمى جهود السلام، وتحاول أن تضغط على الحكومة للقبول بما تطالب به جماعة الحوثي الإرهابية، مسار عبثي ويجب تصنيفها كجماعة تماثل القاعدة وداعش.
ومضى بالقول "هذه الهجمات تنسف كل جهود الأمم المتحدة وأنه أصبح انتزاع الحديدة وتحرير المناطق الشمالية للبلاد ضرورة دولية، لدك المخازن وأوكار تخزين الطائرات والصواريخ الباليستية التي تحصنها المليشيا في أنفاق جبلية".
وتابع" استغلت إيران فترة التهدئة الناتجة عن ستكهولم وإفساح التحالف والجيش اليمني لجهود السلام الدولية، وأعادت ترتيب وتموضع مليشياتها، ولولا توقف معركة الحديدة لما تمادى الحوثيون بتنفيذ هذه الهجمات ضد المنشآت المدنية".
ويؤكد خبراء أن الحوثيين أحد وكلاء إيران في البلدان العربية، يتم توجيههم من غرف عمليات الحرس الثوري الإيراني ولا يمكن أبداً أن يكون لديهم ولاء وطني ولا بد من ردعهم والحد من قدراتهم.
وحمّل الشرفي، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المسؤولية جراء هذه التهديدات الخطيرة ومحاولتهم إجهاض الحسم العسكري، لافتا إلى أن المرحلة تتطلب ترتيب الأوراق وتفعيل الضربات الجوية للتحالف بذات الوتيرة لعاصفة الحزم لصد توغل المشروع الإيراني وتمرده على المجتمع الدولي.
وحذر الشرفي المجتمع الدولي من عدم تعامله بشكل حازم تجاه التهديدات الإيرانية وعدم الاستفادة من الثمن الذي دفعته اليمن جراء التراخي مع هذه المليشيات منذ صناعتها في صعدة.
تأمين خطوط إمداد الطاقة باليمن
متحدث عمليات الساحل الغربي وضاح الدبيش، اعتبر أن التنازل والتراخي الأممي مع مليشيا الحوثي شجعها لتنفيذ مثل هذه الهجمات والتي تأتي مع تصاعد التوثر في العلاقات الأمريكية الإيرانية، وبعد أيام من تهديد طهران، منع جميع صادرات النفط الخليجي من المرور في مضيق هرمز الاستراتيجي إذا تم فرض العقوبات على صادراتها النفطية.
وفي حديثه لـ"العين الإخبارية"، قال الدبيش إن الهجمات الحوثية أدلة دامغة ضد طهران باستخدام أذرعها في المنطقة لتنفيذ الضربات الإرهابية والتخريبية، والتي لا تضر بمصالح السعودية فحسب؛ بل بالأمن القومي العالمي.
وأشار إلى أن الهجمات الإرهابية تدخل مليشيا الحوثي على خط الصراعات الدولية، وهي الخطوة التي لا بد أن تفتح للعالم أن أدوات إيران في المنطقة ستستمر في زعزعة الأمن والسلم الإقليمي والدولي، ما لم يتم ردعها بشكل قاسٍ.
وذكر الدبيش أن تبني مليشيا الحوثي السريع الهجوم الإرهابي في وسائل إعلامها واعتباره انتصاراً يعني أنها ستصعد من عملياتها الإرهابية ولن تراعي أي مصالح للأمن القومي وكذا الإضرار بأمان إمدادات النفط والذي تعد مسألة أمن قومي، سواء للدول المنتجة أو المستهلكة.
وأشار الدبيش إلى أن المجتمع الدولي عليه إدراك ثمن هذه الهجمات وتحويل اليمن منصة إرهاب دائمة ضد أشقائه في الخليج لصالح أجندة إيرانية وضرورة دعم استكمال تحرير الساحل الغربي الممتد من باب المندب جنوباً والحديدة (وسط) حتى ميدي شمالا، كونها خطوط إمداد لوجستية للطاقة.
وأضاف أن مراوغات الحوثي بالحديدة تشير إلى أن هناك تعليمات إيرانية بالرجوع خطوة إلى الخلف لحين انتهاء جلسة الأمن وبعدها تعود الأمور كما كانت عليها من قبل، وهذا التفسير يعد منطقياً لأن عهد إيران حافل في توظيف أذرعها وحشدها للانتحار ومواجهة أزماتها بالتصعيد للالتفاف على المجتمع الدولي بما يؤمن مصالحها السياسية والعسكرية.