تصعيد في وجه الجهود الأممية.. سلام اليمن يتبخر بفوهات بنادق الحوثي
تصعيد حوثي جديد في عدّة جبهات خاصة بمحافظة تعز والساحل الغربي، ما يسقط خارطة الطريق الأممية ويضرب فرص إحلال السلام في اليمن بمقتل.
وبعد أن قامت مليشيات الحوثي خلال الفترة الماضية بالتصعيد في جبهات محافظات لحج ومأرب والضالع، لجأت في الأيام الأخيرة لحشد قواتها إلى الحديدة وتعز.
- مباحثات يمنية أممية.. السلام وتهديدات الحوثي للملاحة الدولية
- الجيش الأمريكي يكشف نتائج غاراته على الحوثيين في أسبوع
ونفذت المليشيات في الأيام القليلة الماضية مناورات عسكرية، ومحاولات تسلل وقصف مواقع المقاومة الوطنية في الساحل الغربي.
استحداث خنادق وتحصينات
وقالت مصادر عسكرية لـ«العين الإخبارية»، إن «مليشيات الحوثي استحدثت خنادق جديدة في مناطق جنوبي الحديدة، ودفعت بعناصرها إلى هذه المناطق».
وأضافت المصادر، أن "المليشيات قامت بتهجير سكان بعض المناطق في مديرية الحوك جنوبي الحديدة، التي أنشأت خنادق وتحصينات عسكرية فيها".
المصادر أكدت أن المليشيات عززت بدفعات بشرية من عناصرها المسلحة، إلى جبهات الساحل الغربي، بهدف شن هجمات ضد مواقع المقاومة الوطنية، بعد أن فشلت في الأيام السابقة من إحداث أي تأثير عبر سلسلة من الهجمات المدفعية ومحاولة والتسلل.
إعادة تموضع
في السياق، يقول المحلل السياسي ورئيس مركز جهود للدراسات في اليمن، عبدالستار الشميري خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن "تصعيد مليشيات الحوثي في جبهات الحديدة والساحل الغربي، يأتي في إطار إعادة تموضع قواتها واستعدادات لأي اجتياح للحديدة، وذلك لمعاقبتها إذا ما استمرت في شن الهجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر".
ويضيف المحلل السياسي اليمني، أن مليشيات الحوثي قامت بإنشاء الخنادق والتحصينات العسكرية، في عدة مناطق بالحديدة مثل الحوك، حيث تحاول إثارة الفوضى من خلال المناورات التي تقيمها، لكي تحمي التحصينات التي تقوم بإعدادها.
وأشار الشميري إلى أن "الحديدة تعد معقل الحوثي في حصوله على الأسلحة الإيرانية المهربة، وأماكن تمركز منصات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة التي تستهدف سفن الشحن الدولية".
أما بالنسبة للتصعيد في محافظات مأرب والضالع ولحج وأبين وتعز، فتعد هجمات الحوثي محدودة، إذ أن الحوثي يتحضر للدفاع أكثر منه للمنازلة والهجوم خاصة مع توارد الأخبار بكسر جناح إيران في اليمن.
وأكد الشميري أنه "ليست هناك عملية سلام حقيقية مع مليشيات الحوثي، فالمليشيات لم تقبل بالسلام منذ البداية"
وأشار إلى أنه لا يمكن إحلال السلام حاليا إلا بعد مرور مزيد من الوقت خلال السنوات المقبلة قادمة، حتى تتوفر وتتهيأ ظروفا ووقائع عسكرية جديدة، تقوض من قوة الحوثيين، لتخضعهم إلى الجلوس في طاولة المفاوضات لإحلال السلام.
تفجير الوضع العسكري
من جهته، يرى الصحفي اليمني عبدالله المعمري أن "التصعيد العسكري الذي تقدم عليه مليشيات الحوثي في الوقت الراهن من إرسال التعزيزات العسكرية نحو جبهات تعز والحديدة بشكل ملفت بالتزامن مع قصف مدفعي ومحاولات تسلل، تعد مقدمة لتفجير الوضع العسكري في البلاد".
ويقول المعمري لـ"العين الإخبارية"، إن "المليشيات ومن خلال تصعيدها في الساحل الغربي يعيدنا إلى مربع الحرب مجددا"، خصوصا أنها تمكنت خلال السنتين الماضية من حشد مزيدا من العناصر البشرية تحت لافتة تحرير القدس وإعادة تعبئة مخزونه العسكري من خلال الدعم الإيراني المتواصل عبر عمليات التهريب المستمرة من المنافذ البحرية والبرية".
وبحسب الصحفي اليمني، فإن " المليشيات شنت معركة أوسع نطاقا ضد الملاحة الدولية والسفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن وانخرطت أكثر في تنفيذ الأجندة الإيرانية وتوسيع الفوضى بالمنطقة".
فيما التصعيد العسكري الأخير في الساحل الغربي يأتي -وفقا للمعمري- "ترجمة لمواقف متعددة تؤكد عدم رغبة المليشيات في السلام، وأي معركة قادمة تفجرها المليشيات ستكون تحصيل حاصل في مسار كان واضحا منذ يومه الأول عند اليمنيين الذي عرفوا المليشيات منذ عقود وباتوا مدركين أن كل حديث عن السلام تذعن له، ما هو إلا تكتيك حرب بالأساس تتخذ منه المليشيات فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة الكرة تلو الكرة".
وتابع: "السلام في ظل وجود جماعة بعقلية الحوثي لن يتحقق إلا عندما يشعر المشروع المدعوم من إيران بقرب زواله، أما ونشوة القوة تسيطر عليه فالحديث عن السلام في هكذا وضع مضيعة وقت، ويمكن تلخيص الأمر في جملة، لن تذهب المليشيات إلى السلام إلا مرغمة بالقوة".