تصنيف الحوثي "إرهابية".. "جرعة حياة" في مناشدات يمنية
شدد مسؤولون وحقوقيون يمنيون على ضرورة تصنيف الحوثي منظمة إرهابية "تتويجا" لسجلها الانقلابي باليمن وتهديد المدنيين ودول المنطقة.
مناشدات ومطالبات تنبع من إجماع على أنه لا يمكن وصف ممارسات مليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن إلا بكونها "أعمالا إرهابية" بكل ما يحمله المصطلح من مخاطر على واقع ومستقبل اليمن والمنطقة برمتها.
فما تنتهجه المليشيات يؤكد الطابع الإرهابي لممارساتها بدءًا من الانقلاب على الشرعية، وصولا إلى تهديد المدنيين في اليمن ودول المنطقة بصواريخها الباليستية وطائراتها المسيّرة.
سجل قاتم لمليشيات ارتكبت جميع الفظائع وزجت بالأطفال في أتون المواجهات المسلحة وجندتهم لصالحها، واختطفت وقرصنت السفن وعرضت الملاحة والتجارة الدولية للخطر، وأصدرت أحكاما بالقتل والإعدام خارج القانون، وغيرها من الممارسات، بحسب مسؤول وحقوقيين يمنيين.
جرائم ضد الإنسانية
"لم يتبقَ من خيار أمام العالم سوى تصنيف المليشيات الحوثية منظمة إرهابية، بسبب ما تقوم به من انتهاكات وممارسات ترتقي لجرائم الحرب".. هذا ما قاله وكيل وزارة الإعلام اليمنية أحمد ربيع.
وفي تصريح لـ"العين الإخبارية"، قال ربيع إنه "لم يتبقَ من خيار أمام الشرعية والتحالف إلا الحسم والضغط دوليًا نحو تصنيف الحوثيين كإرهابيين؛ لإنقاذ ما تبقى من اليمن، بعد مضي أكثر من سبع سنوات من عبث المليشيات".
وأضاف أن المليشيات ارتكبت أبشع الجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب، من حصار للمدن وقطع للمرتبات والزج بالمدنيين في السجون، وقصف الأحياء السكنية للمدنيين بجميع أنواع الأسلحة، بدءا من طلقة الكلاشنيكوف وانتهاءً بالصواريخ المحرمة دوليًا".
وأشار إلى سعي المليشيات الإرهابية لتلغيم اليابسة والمياه، وتهديد الملاحة البحرية، وقرصنة السفن التجارية والإنسانية، وهو تهديد تجاوز الحدود اليمنية، وآخرها تعريض حياة المدنيين في دول الجوار للخطر عبر طائراتها المفخخة".
استشعار الإرهاب الحوثي
وأكد المسؤول اليمني أن استقرار المنطقة برمتها وسلامة الملاحة الدولية يتطلب من المجتمع الدولي أن يستشعر الخطر الإيراني في اليمن عبر وكيلها الحوثي، خاصةً بعد ما شاهد العالم تداعيات تدخل طهران في العراق وسوريا ولبنان، ومحاولات نشر الإرهاب والفتن في المنطقة، وهو نفس ما يقوم به الحوثيون في اليمن.
واعتبر ربيع أن "كل المعالجات التي تقدم للشعب تظل بمثابة جرع للحياة أو حقن للتهدئة قليلا، وتبقى كل الأوجاع والجروح مفتوحةً تنساب ألمًا ودمًا، ولن تنتهي إلا بالعلاج الشامل".
والعلاج الشامل من وجهة نظر وكيل وزارة الإعلام اليمنية، يكمن في اعتبار المليشيات "منظمة إرهابية، والحسم العسكري لإنهاء الانقلاب، وتمكين الدولة من بسط نفوذها على كل شبرٍ في الوطن، وإعادة السكينة للمواطنين".
بشاعة تجنيد الأطفال
ولعل ما يجعل من مليشيات الحوثي تمثل تهديدًا لمستقبل اليمن، وليس فقط حاضرها، هو ما تقوم به من تجنيد للأطفال، وإخراجهم من المدارس والزج بهم في جبهات القتال.
وهو ما حذّر منه حقوقيون يمنيون، آثروا عدم ذكر أسمائهم لارتباطات عملهم الحقوقي، وأطلقوا في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية" نداءات إلى المجتمع الدولي لإنقاذ الأطفال.
وأشاروا إلى تقرير أممي نُشر مطلع يناير/كانون الثاني الجاري، سلّط الضوء على انتهاكات مليشيات الحوثي، بما في ذلك استغلال أنشطة التعليم لدفع الأطفال إلى تبني أفكار محرضة على الكراهية والعنف، وصولاً إلى تجنيدهم في جبهات القتال.
ووثق التقرير مقتل 1406 أطفال زج بهم الحوثيون في ساحات المعارك عام 2020، و562 طفلاً في عام 2021، لافتا إلى أن أعمار الأطفال تراوحت بين 10 و17 سنة، ومعظمهم قتلوا في محافظات عمران وذمار وحجة والحديدة وإب، إضافة إلى صعدة وصنعاء.
وناشد الحقوقيون اليمنيون العالم التدخل لوقف انتهاكات الحوثيين لحقوق الأطفال والسعي إلى محاكمة قادتهم؛ لارتكابهم أعمالا ترقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية، وبخاصة فيما يتعلق بصغار السن.
وبحسب ما أكدته منظمة "ميون لحقوق الإنسان" (منظمة يمنية)، فقد تم إحصاء عشرة آلاف طفل قتلوا أو أصيبوا بتشوهات منذ انقلاب مليشيات الحوثي على الشرعية، بمعدل أربعة أطفال يوميًا.
aXA6IDE4LjExOS4xNjMuOTUg جزيرة ام اند امز