سياسة "الصوت الواحد".. فاشية الحوثي تخنق "صاحبة الجلالة" باليمن
ساهمت سياسة "الصوت الواحد" التي تكرسها مليشيات الحوثي بقوة السلاح في خنق الإعلام باليمن، وخلق بيئة عدائية تجاه العمل الصحفي.
ويفرض الحوثيون قبضة حديدية على وسائل الإعلام والعمل الصحفي برمته شمال اليمن، وعمدوا منذ اجتياح العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول 2014 إلى التعامل القمعي والعنيف، مع الصحفيين وتصنيفهم في خانة "العدو".
ولا تؤمن مليشيات الحوثي بحق العمل الصحفي وحرية التعبير، على قاعدة "إذا لم تكن معي فأنت ضدي"، لكن الجديد هذه المرة هو اقتحام مقار عدد من المحطات الإذاعية المجتمعية في صنعاء، وإغلاقها بقوة السلاح، لتترك العاملين للشارع، والرأي العام لـ"الصوت الواحد".
وقال مالك "إذاعة صوت اليمن" مجلي الصمدي في بلاغ صحفي إن عناصر أمنية لمليشيات الحوثي اقتحمت مقر الإذاعة بصنعاء، وقامت بإغلاق البث بذريعة استخراج تصاريح العمل، ودفع مبالغ مالية.
وبحسب نقابة الصحفيين اليمنيين، فإن مليشيات الحوثي أقدمت مؤخرا على إغلاق 6 محطات إذاعية وهي "جراند أف أم"، "الأولى"، "طفولة مجتمعية"، "الديوان"، "ودلتا" و"صوت اليمن".
كما لجأت لإغلاق محرك بحث "صحافتك" عبر محكمة استئناف أمانة العاصمة صنعاء الخاضعة للمليشيات الإرهابية، بحسب النقابة المعنية برصد هذا النوع من الجرائم.
كبت مستشرٍ
وأدى غياب التعددية الإعلامية والحملات الفاشية الحوثية ضد وسائل الإعلام في اليمن إلى إيقاف نحو 80 إذاعة وصحيفة ومجلة طيلة 7 أعوام مضت، كما حجبوا أكثر من 200 موقع إخباري محلي وخارجي عن المتابعين في اليمن.
ونددت نقابة الصحفيين اليمنيين بعملية إغلاق مليشيات الحوثي 6 إذاعات محلية في صنعاء، واعتبرتها إجراءات تعسفية مقيدة لحرية الرأي والتعبير، مطالبة بسرعة إعادة بث هذه الإذاعات، وإيقاف كافة الإجراءات غير القانونية.
ودعت النقابة في بيان كافة المنظمات المعنية بحرية الرأي والتعبير، وفي مقدمتها اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين، للتضامن مع الإذاعات الموقوفة، والضغط لإيقاف هذا التعسف، وإسقاط كل العراقيل أمام عمل وسائل الإعلام في اليمن.
وجدد البيان رفض نقابة الصحفيين اليمنيين للوائح غير القانونية التي أصدرتها مليشيات الحوثي في العام 2017، بخصوص الإعلام المرئي والمسموع والإلكتروني، دون وجود قانون في الأساس ينظم عمل هذه القطاعات.
ووضعت مليشيات الحوثي قيودا مشددة، تستهدف توجيه وسائل الإعلام على انتهاج خطاب الكراهية والتحريض، وتروج الدعاية الحربية، التي تهدد بتفخيخ المجتمع.
وشهد العام 2021 أكثر من 104 انتهاكات طال الحريات الإعلامية باليمن، تنوعت بين الاعتقالات والمحاكمة الجائرة ومصادرة مقتنيات الصحفيين والاعتداءات والحرمان ونهب المرتبات والقتل والحرمان.
ولا يزال هناك 12 صحفيا معتقلا لدى مليشيات الحوثي، فيما يواجه 4 منهم حكما سياسيا جائرا بالإعدام.
سياسة الصوت الواحد
ويشكو كثير من الصحفيين المحليين ومراسلي وسائل الإعلام الخارجية باليمن، من القيود التي فرضتها مليشيات الحوثي على العمل الصحفي من خلال قرارات داخلية تعسفية، تزيد الرقابة، وتفرض مبالغ مالية على العمل في هذه المهنة.
ووفقا للإعلامي اليمني أحمد غازي النظاري فإن مليشيات الحوثي "جماعة فاشية، تطبق سياسة الصوت الواحد والرأي الواحد، المنهج الواحد، ومن المستحيل قبولها بأي صوت آخر حتى وإن انتهج الحياد".
واعتبر النظاري في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إغلاق الصحف ومصادرتها والتضييق على القنوات الفضائية، ومضايقة أصحاب الرأي مثل المدونين و"اليوتيوبرز"، "سلوكا عدوانيا متأصلا لدى هذه الجماعة الإرهابية".
وأكد أن مليشيات الحوثي لا تؤمن بأي حرية رأي ولا حرية معتقد، حيث لا تشمل حملات التضييق وإغلاق الإذاعات والقنوات التلفزيونية بل ويمتد إلى حجب المواقع الإخبارية ومراقبة أمنية لصيقه للنشطاء على حسابتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونوّه الإعلامي اليمني بأن مليشيات الحوثي وإثر قبضتها الحديدية الأمنية وتجسسها على النشطاء ومراقبتها لمواقع التواصل الاجتماعي، عمدت لاعتقال مئات المدنيين إثر نشاطهم ونقدهم لمشروعها التدميري.
وتعرضت الحريات الصحفية إلى 1400 انتهاك منذ الانقلاب الحوثي، ارتكبت المليشيات الإرهابية غالبيتها، وفقا لتقرير حقوقي حديث.
كما سجل التقرير ارتفاع حالات القتل للصحفيين باليمن منذ الانقلاب الحوثي إلى 48 حالة كان آخرها تفجير إرهابي غادر بحق الصحفية رشا الحرازي، وزوجها الإعلامي محمود العتمي، فيما تشير تحقيقات الحكومة اليمنية إلى وقوف مليشيات الحوثي خلف هذا التفجير البشع.
aXA6IDUyLjE1LjIzOC4yMjEg
جزيرة ام اند امز