ألغام وحصار وتهالك... طرق اليمن تواصل حصد أرواح المدنيين
يأتي اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا حوادث الطرق، وطرق اليمن البديلة تواصل حصد أرواح اليمنيين، في ظل الحرب الحوثية وقطع الطرقات.
تداعيات الحرب الحوثية المدمرة كانت السبب الرئيسي خلف تدمير الجسور وقطع الطرقات واعتماد المسافرين لركوب سيارات تقل ضعف حمولتها، ومضاعفة الحوادث المرورية خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين.
وتعد غالبية الطرق دون صيانة فيما الطرق البديلة التي اتخذها المواطنون بعد أن قطعت المليشيات الخطوط الرئيسية بين المدن اليمنية، متهالكة وغير صالحة للسفر والتنقل، والأخرى مزروعة بألغام الموت الحوثية.
هذه الطرق تحصد مئات المدنيين كل عام في مختلف المحافظات اليمنية، كان آخرها الحادث المروّع الذي أودى بحياة 10 أشخاص بينهم 6 من أسرة واحدة، وتسبب بإصابة 4 آخرين في محافظة ذمار شمال اليمن،
كان الحادث في السادس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في الطريق العام بين محافظتي ذمار وصنعاء، الذي يعاني إهمالا حوثيا متعمدا وتنتشر فيه بشكل كبير الحُفر والتشققات.
الخطوط البديلة تحصد الأرواح
وفي سبتمبر/أيلول الماضي لقي 16 شخصاً -بينهم نساء وأطفال- مصرعهم إثر سقوط حافلة ركاب في منحدر جبلي في خط بديل يربط محافظتي تعز وعدن جنوبي البلاد.
ووقع الحادث على طريق "الصحى-كربة" في مديرية المقاطرة التابعة إداريا لمحافظة لحج، وتعد بوابة اتصال السكان بين تعز وعدن، منذ فرض الحوثي حصارا قاسيا على كبرى مدن اليمن كثافة سكانية.
ويتعرض المسافرون في هذه الطرقات باستمرار لحوادث مماثلة، التي تعيد لفت الأنظار إلى مآسي منحدرات الجبال التي اتخذها اليمنيون طرقات بديلة إثر إغلاق الحوثي أكثر من 20 طريقا رئيسيا في 7 محافظات يمنية، منها حجة والحديدة والضالع والبيضاء ومأرب والجوف وتعز.
ففي تعز، لا تزال المحافظة تعاني حصارا قاسيا إلا من ممر وحيد فتحه الحوثيون جزئيا مؤخرا شرقي المدينة، فيما يواصلون إغلاق خطوط المحافظة مع المحافظات الجنوبية، ما دفع الكثيرين لعبور منحدرات جبلية مزدحمة بالمسافرين وشاحنات البضائع.
زراعة الألغام بالطرقات
ويعد قطع الطرق من الانتهاكات ضد القوانين الحقوقية والمعاهدات الدولية باعتبارها جريمة ضد الإنسانية، فضلا باعتبار الطرق حقا مشروعا للمواطنين في التنقل.
وقامت مليشيات الحوثي على مدى السنوات الماضية بزرع الألغام في الطرق العامة والشوارع الرئيسية في عدة مناطق ومدن يمنية.
تسببت ألغام الحوثي بسقوط آلاف الضحايا في صفوف المدنيين، أغلبهم نساء وأطفال، وإلحاق الإعاقات بالعديد منهم، وفقاً لتقارير حقوقية.
الجدير بالذكر أن مليشيات الحوثي تنفرد بزراعة الألغام المضادة للأفراد في اليمن، إذ زرعت المليشيات مئات الآلاف من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة، في الأحياء السكنية، والطرقات العامة في مختلف المناطق والمدن اليمنية.
إحصائيات
خلال النصف الأول من الشهر الجاري، حصدت الحوادث المرورية أكثر من 180 ضحية في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية.
وقال تقرير حديث للإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية طالعته "العين الإخبارية "، إن 188 شخصاً سقطوا بين قتيل وجريح نتيجة 193 حادثة مرورية شهدتها المحافظات المحررة خلال الفترة بين 1 و15 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
ووفقا للتقرير فإن الحوادث تسببت بوفاة 21 شخصاً، وإصابة 167 آخرين، فيما بلغت الخسائر المادية لهذه الحوادث نحو 21,1 مليون ريال يمني.
وسجلت السلطات اليمنية سقوط 2139 ضحية بين قتيل ومصاب منذ يناير/كانون الثاني وحتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2024، إثر حوادث الطرقات في المناطق المحررة الناتجة عن عبور ممرات بديلة إلى جانب مخالفة مالكي المركبات لقواعد سلامة المسافرين والسرعة الزائدة.