قنبلة "صافر" اليمنية.. عد تنازلي مستمر ومخاوف تلاحق "نوتيكا"
4 أيام مرت منذ بدء عملية تفريغ الناقلة المتهالكة "صافر" قبالة سواحل اليمن، أعلنت الأمم المتحدة عن تفريغ أقل من ربع حمولتها البالغة أكثر من مليون برميل.
وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إنه "تم تفريغ أكثر من 20% من حمولة النفط في خزان صافر المتهالك إلى الناقلة البديلة (نوتيكا)".
- تقدم أممي نحو نزع فتيل "قنبلة صافر".. توفير التغطية التأمينية
- سفينة الدعم الأممية.. أولى خطوات عملية إنقاذ قنبلة صافر
وأوضح البرنامج على حسابه في "تويتر" أنه "حتى اليوم الثالث (الجمعة) من عملية الإنقاذ، تم تفريغ 223 ألف برميل من النفط بأمان من الخزان صافر إلى الناقلة البديلة (نوتيكا)".
والثلاثاء الماضي، أعلنت الأمم المتحدة بدء عملية نقل أكثر من مليون برميل من النفط الخام من ناقلة الخزان العائم صافر قبالة ساحل البحر الأحمر، إلى السفينة البديلة "نوتيكا" وذلك عبر شركة (SMIT Salvage) الهولندية، الرائدة في مجال الإنقاذ البحري والتي تعاقدت معها المنظمة الدولية لتنفيذ العملية.
مراحل العملية
وتحتاج الأمم المتحدة من 15 إلى 20 يوما وفق مسؤولين في الحكومة اليمنية لـ"العين الإخبارية"، لإنهاء كابوس الخزان النفطي العائم الراسي على بُعد (نحو 9 كيلومترات) من السواحل الغربية اليمنية، والذي لم يخضع لأي صيانة منذ انقلاب مليشيات الحوثي أواخر 2014.
وأدّى ذلك إلى تآكل هيكل "صافر" وتردّي حالتها، خصوصا منذ عام 2017، بعد تعطّل النظام الذي يضخّ الغاز في الخزانات، ما زاد من خطر حدوث انفجار وتحولها إلى "قنبلة موقوتة" على حد وصف الأمم المتحدة.
ومنذ أكثر من 7 سنوات والحكومة اليمنية تطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحل أزمة الخزان العائم قبالة السواحل اليمنية "صافر"، والضغط على مليشيات الحوثي الإرهابية من أجل صيانة الناقلة، لكن دون جدوى.
وبحسب مراقبين في البيئة لـ"العين الإخبارية" فإن مليشيات الحوثي تتخذ من قضية الكارثة البيئية "صافر" ابتزازا دوليا لخدمة أهدافها.
وسبق أن حذرت الأمم المتحدة وجهات دولية، في أكثر من بيان على مدى السنوات الماضية، من مخاطر بيئية كارثية قد تحدث وتطال مصالح التجارة العالمية، إضافة إلى تهديد الشعاب المرجانية ووصول آثارها إلى دول أخرى، في حال حدوث تسرب للنفط من الناقلة "صافر".
عملية مهمة
ويعد ضخ النفط من الناقلة صافر إلى الناقلة البديلة "نوتيكا" عملية مهمة جدا وثمرة للضغط الإعلامي الذي توج بتحرك المجتمع الدولي نحو إنهاء كابوس القنبلة الموقوتة.
ووفقا لأستاذ تقييم الأثر البيئي المشارك بجامعة الحديدة الدكتور عبدالقادر الخراز فإن "العملية التي بدأت الثلاثاء، كان من الممكن أن تستغرق في الظروف الطبيعية من 4 إلى 5 أيام، لكن في الظروف الحالية ستستغرق عملية ضخ النفط نحو 19 يوما وفقا لما أعلنته الأمم المتحدة".
وشدد الخراز، في حديث لـ"العين الإخبارية"، على "ضرورة تحرك الناقلة "نوتيكا" بعد نقل النفط عليها للتخلص من المشكلة كليا، لكن بقاء الناقلة تحت سيطرة المليشيات الحوثية سنكون في نفس الوضع خاضعين للمساومة.
وقال: "نحن مع تحرك الناقلة نوتيكا للخروج من المنطقة للتخلص من المشكلة والنفط الخام، أو أنه سيكون بقاؤها تمكينا لمليشيات الحوثي من ناقلة عائمة تبقى من عمرها الافتراضي 4 سنوات"، أي أنه تأجيل وترحيل للمشكلة.
وكانت الحكومة اليمنية دعت لبيع النفط وإنفاق أي مبلغ يتأتّى من بيعه على مشاريع صحيّة وإنسانية.
وشيدت الناقلة صافر عام 1976 كناقلة نفط عملاقة، وتم تحويلها بعد عقد من الزمن لتصبح منشأة تخزين وتفريغ عائمة.
ويرسو الخزان العائم "صافر" قبالة ساحل محافظة الحديدة، ويحمل ما يقدر بنحو 1.14 مليون برميل من النفط الخام الخفيف، وتم تعليق عمليات الإنتاج والتفريغ والصيانة على متن صافر في عام 2015.
ونتيجة لذلك تدهورت أنظمة السلامة على الخزان وتهالكت بنية السفينة بشكل كبير.
aXA6IDMuMTM5LjEwOC40OCA= جزيرة ام اند امز