عنصرية الحوثي في جامعة صنعاء تفرض معايير مخالفة لدراسة الطب
بات طلاب الثانوية العامة في المدن اليمنية الجنوبية والشرقية يواجهون تمييزا عنصريا من قبل مليشيات الحوثي عند تقدمهم للقبول بجامعة صنعاء.
وتسبب الإجراء الحوثي بعدم اعتماد 30 % من معدل الثانوية العامة في المناطق المحررة في حرمان العديد منهم من الالتحاق بالتعليم الجامعي رغم حصولهم على درجات رفيعة في اختبارات القبول .
ويقول ناشطون وسياسيون على مواقع التواصل الاجتماعي رصدت تعليقاتهم "العين الإخبارية"، إن الخطوة الحوثية القاضية بعدم اعتماد 30% من نتيجة الثانوية العامة وتضمينها بنتائج امتحانات القبول، خطوة تؤسس لنظام تعليمي قائم على العنصرية والمناطقية.
ويرى الناشطون أن التغلغل الحوثي في قطاع التعليم الجامعي يتجه لتأسيس نظام إقصائي، مبني على حرمان الطلاب وفقا للمدن التي ينتمون إليها دون النظر إلى معدلاتهم، وهي جريمة غير مسبوقة، ومخالفة قانونية للنظام التعليمي القائم على مبدأ التعليم للجميع.
ووصف النائب بالبرلمان الذي تسيطر عليه مليشيات الحوثي في صنعاء، أحمد سيف حاشد، في منشور على صفحته بالفيس بوك سياسيات التعليم الجامعي الحوثية بالكارثية.
وقال النائب حاشد، وهو من الأصوات التي تنتقد تصرفات الجماعة المدعومة من إيران، إن جامعة صنعاء، أقدم الجامعات اليمنية، تحذو حذو معهد القضاء العالي في استبعاد المتفوقين في إشارة إلى استبعاد المليشيات عددا من الطلاب الحائزين على المراتب الأولى في المعهد المخصص لتخريج القضاة، لصالح آخرين من أتباعها.
ويقدم حاشد مثالا حيا على مأساة 3 طلاب متفوقين تقدموا لاختبارات القبول في كلية الطب، ورغم حصلوهم على معدلات عالية تؤهلهم للالتحاق بها، إلا أن لجنة القبول بالجامعة استبعدتهم بعدما رفضت اعتماد 30% من درجاتهم في الثانوية العامة أسوة بزملائهم في المدن الخاضعة لسيطرة المليشيات المرتبطة بإيران.
واعتبر الناشط علي شرجي في منشور على فيس بوك ما ترتكبه مليشيات الحوثي من ظلم يتمثل بحرمان الطلاب المتفوقين في اختبارات المفاضلة بجامعة صنعاء، فرزا مناطقيا، كما هو حرمان من حقهم الدستوري والقانوني في التعليم.
وأضاف "في زمن العصبويات والرجعيات والحروب الاستردادية، لا يثير الإجراء الحوثي غضب قيادة العصابة، ولا يثير فضول أحد من هؤلاء الماضويين بشتى أصنافهم".
ومن بين الطلاب الحاصلين على معدلات مرتفعة في نتيجة اختبارات القبول في كلية الطب، الطالب أسامة شرجي، إذ حصل على 99% في معدل الثانوية العامة، و88 درجة في اختبارات القبول، لكن تم استبعاده من القبول بالكلية.
وفي المقابل، حظيت الطالبة آية عبدالرحمن التي تنتمي إلى مدينة صنعاء بالقبول في كلية الطب، بالرغم من أن نتيجتها في اختبارات المفاضلة كانت أقل من زميلها أسامة بحصولها على 84 درجة.
ووصف الناشط ماجد زايد استبعاد الطلاب المتفوقين من دخول الجامعة بأنه تدمير للكفاءات وتأسيس لنظام تعليمي جديد قائم على التمييز بين أبناء الوطن الواحد.
وقال في منشور على فيس بوك إن تحميل الطلاب جناية الحرب والاقتتال وانتمائهم إلى محافظات تراها المليشيات الحوثية بأنها تدار من قبل من تعتبرهم خصومها، يعد تأسيسها لنظام عنصري غير مقبول.
والأسبوع الماضي شكا العديد من الطلاب حرمانهم من الالتحاق بكلية الطب رغم حصولهم على معدلات اختبارات المفاضلة توازي زملائهم في المدن التي تسيطر عليها المليشيات، ومع ذلك جرى استبعادهم.
وتشير واقعة حرمان الطلاب القادمين من المدن المحررة من حق الالتحاق بكليات جامعة صنعاء، مدى التغلغل الحوثي في نظام التعليم الجامعي ومحاولتها وضع سياسيات عنصرية تفرق بين طلاب الوطن الواحد.
وقبل عامين، بدأت الهيمنة الحوثية على جامعة صنعاء تأخذ طابعا أوسع بعدما شكلت لها كيانات داخل الجامعة، يديرها طلاب ينتمون للسلالة ويفرضون مجموعة من القواعد والقوانين خارج إطار إدارة الجامعية تحت مسميات منع الاختلاط ورفض إقامة حفلات التخرج.
ويحمل الكيان غير الشرعي مسمى "ملتقى الطلاب الجامعي"، ومهمته التجسس على أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، ومراقبة تصرفات الطلاب والطالبات من خلال فرض قوانين شبيهة بتصرفات داعش، وإصدار القرارات المتعلقة بالعملية التعليمية.