أبو بكر سالم "أبو الغناء الخليجي".. نصف قرن من الإبداع الفني
تجربة طويلة وحياة فنية حافلة جعلته واحدا من القلائل، الذين استطاعوا الجمع بين لقب المطرب والشاعر والملحن والموزع الموسيقي في وقت واحد.. إنه الفنان القدير أبو بكر سالم بلفقيه
تجربة طويلة وحياة فنية حافلة جعلته واحدا من القلائل، الذين استطاعوا الجمع بين لقب المطرب والشاعر والملحن والموزع الموسيقي في وقت واحد، إنه الفنان القدير أبو بكر سالم بلفقيه، الذي يرقد حالياً بغرفة الرعاية المركزة بأحد المستشفيات الألمانية إثر أزمة صحية ألمت به مؤخراً.
خلطة خاصة ما بين النشأة في حضرموت اليمنية والتنقل فيما بعد بين بيروت وعدن وجدة والقاهرة، ثم الاستقرار في المملكة العربية السعودية صنعت موهبة بلفقيه المولود في مارس 1939 بمدينة تريم التاريخية بمدينة حضرموت، ثم عمل في بداية حياته مدرساً للغة العربية.
استقر بلفقيه في سبعينيات القرن الماضي في المملكة العربية السعودية، حتى حصل على الجنسية السعودية وبدأ نجمه يسطع كصوت مميز إلى جانب كونه يتميز بقدرته الفائقة على أداء الأغنية الحضرمية والعدنية.
لعبت النشأة الدينية المحافظة لـ"أبو بكر" دوراً مهماً في تشكيل ثقافته ووجدانه؛ حيث كان جده أبو بكر بن شهاب أحد أبرز علماء مدنية حضرموت؛ فدرس في طفولته القرآن الكريم، وهو ما شجعه على أداء الموشحات الدينية في الكثير من الحفلات، وهو ما أثقل موهبته وطور أداءه في الغناء والشعر والتلحين.
استطاع بلفقيه أن يطور من موهبته الفطرية في مجال الغناء في الخمسينيات من القرن الماضي، حتى عرضت له حفلات متنوعة عبر تلفزيون عدن، وهو ما أسهم في شهرته وتعريف الجمهور به شيئاً فشيئاً.
"كل شيء إلا فراقك يا عدن" و"يا طائرة طيري على بندر عدن" و"يا مسافر على الطائف" و"يا بلادي واصلي" وغيرها من الأغنيات تعد علامات فارقة في تاريخ بلفقيه الفني، فضلاً عن تعدد طبقات صوته بين الجواب والقرار، والتي أضفت طابعاً مميزاً على تلك الأغنيات حتى أنه لقب بلقب "أبو الغناء الخليجي".
شكل بلفقيه على مدار نصف قرن ثنائياً غنائياً مميزاً مع الشاعر الراحل حسين المحضار، حيث قدما ألوانا غنائية مميزة تعد علامات في تاريخهما الفني، بل في تاريخ الفن الخليجي.
ومن أبرز المطربين العرب الذين أدوا أغنيات متنوعة للفنان أبو بكر سالم بلفقيه؛ الفنانة وردة الجزائرية ونجاح سلام وعبد الله الرويشد.
حصل بلفقيه على العديد من الجوائز الفنية المهمة، وتم تكريمه عن مجمل أعماله في الكثير من المهرجانات الغنائية، ومن أبرزها جائزة منظمة "اليونسكو" كثاني أحسن صوت في العالم.
وحصل على جائزة الأسطوانة الذهبية بعد تجاوز مبيعات ألبومه "إمتى أنا أشوفك" 4 ملايين نسخة في اليوم الواحد، وحصل على تكريم من جامعة الدول العربية في عام 2003 بمناسبة مرور 50 عاماً على عطائه الفني.
حالة استثنائية جعلت من بلفقيه اسماً مميزا مزج بين ثقافته وموهبته الفطرية جعلته يستمر اسماً مضيئاً في تاريخ الفن والثقافة في العالم العربي طوال أكثر من نصف قرن.