دبلوماسيون: مبادرة السعودية "فرصة أخيرة" للحوثي
مبادرة سعودية لحل سياسي لأزمة اليمن يقابلها رفض حوثي يدين المليشيا، ويؤكد أنها أداة بيد إيران تتغذى من دماء اليمنيين لتأمين استمرارها.
دبلوماسيون وخبراء ثمنوا مبادرة المملكة بشأن التوصل إلى حلول سياسية ودبلوماسية؛ لإنهاء أزمة اليمن ووقف إطلاق النار، مؤكدين أنها تحمل الحل لمعاناة اليمنيين المستمرة منذ نحو 7 سنوات.
واعتبر الخبراء أن رفض الحوثي للمبادرة تظهر المليشيا منشقة وأداة بيد إيران، مشيرين في الوقت ذاته إلى أنه ربما تكون الفرصة الأخيرة للجماعة لقبولهم عربيا ودوليا ضمن إطار سياسي كفصيل يشكل جزءا من النسيج اليمني.
والإثنين، أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، مبادرة ترمي إلى إنهاء الأزمة في اليمن التي دخلت عامها السابع.
وخلال مؤتمر صحفي، أشار وزير الخارجية السعودي إلى أن "المملكة تنسق مع الأمم المتحدة لوضع حد للأزمة في اليمن"، مؤكدا: "سنواصل دعمنا للشعب اليمني وحكومته الشرعية".
ووفق المبادرة تبدأ المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة، بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل.
الفرصة الأخيرة
وفي أولى ردود الفعل، لم يتأخر الحوثي في رفض المبادرة، وزعم المتحدث باسم المليشيا، محمد عبد السلام، أن هذه الخطة "لا تتضمن جديدا".
وفي هذا الصدد، قال وزير خارجية مصر الأسبق، السفير محمد العرابي، إن توقيت المبادرة مهم للبدء في مسار سياسي يساهم في تخيف الأعباء الإنسانية على اليمنيين.
ونبه الدبلوماسي البارز، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أن "المبادرة السعودية ربما تكون الفرصة الأخيرة للحوثيين للحصول على قبول من أطراف أخرى ضمن إطار سياسي غير الطرف الإيراني" .
وتابع أن "جماعة الحوثي تفقد -برفضها المبادرة السعودية- إطارا سياسيا هاما كان يجب استغلاله إذا كان لديهم نية حقيقية للتواجد كفصيل يشكل جزءا من النسيج اليمني".
أداة إيرانية
الدبلوماسي المصري أكد، في السياق نفسه، أن رفض الحوثي يكشف تعنت المليشيا وأنها أداة بيد إيران، وليس لديهم أي أهداف وطنية كما يدعون، ويظهرهم كعناصر منشقة مثلهم مثل جماعة الإخوان، مشيرا إلى أن هناك تداعيات عديدة لهذا الرفض، بينها تضييق الخناق سياسيا عليهم.
وألمح إلى أنه سيكون هناك ضغوط كبيرة لاسيما فى ظل تمسك الولايات المتحدة الأمريكية بالمبادرة، وسط ترحيب من الدول العربية.
وفي هذا السياق، شدد الدبلوماسي السابق على أن الحوثيين لن يستطيعون فرض إرادتهم بقوة السلاح.
وأردف : "للأسف هناك بعض الكيانات فى العالم العربي لا تستطيع الانسجام مع نسيج الدولة الوطنية، وهم يشكلون هذا البعد الآن فى السياسة اليمنية".
من جهته، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن المبادرة السعودية تأتي في وقت هام جدا، ويجب على جميع الأطراف، سواء اليمنية أو الاقليمية، انتهاز هذه الفرصة.
وأوضح هريدي، لـ"العين الإخبارية"، أن المبادرة تأتي في ظل ظروف إقليمية ودولية تدفع إلى ضرورة تنفيذها فى أسرع وقت؛ حيث أن استمرار الحرب فى اليمن لن يفيد أي طرف وتحديدا جماعة الحوثي.
خيبة آمال
وحول رفض ميليشيا الحوثي للمبادرة السعودية، قال "هريدي" إن تصريح المتحدث باسم جماعة الحوثي الذي حمل الرفض مخيب للآمال، داعيا الحوثيين إلى ضرورة العمل فى إطار المصالح اليمنية فقط، وليس لحساب مصالح قوي إقليمية"، في إشارة إلى إيران.
وأعرب عن أمله بأن تغلب المليشيا صوت العقل والحكمة، وأن تدرك جماعة الحوثي أن اليمن والمجتمع الدولى لم يعد يتحمل استمرار هذه الحرب، مؤكدا ضرورة التنسيق مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن، من أجل تنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالأزمة اليمنية.
من جانبه، أشاد عضو مجلس النواب المصري، مصطفى بكري بالمبادرة السعودية، قائلا عبر حسابه بموقع "تويتر"، إنه : "أتمنى أن يستمع الحوثيون بعين العقل للمبادرة السعودية لوقف الحرب في اليمن، ووضع حد لمعاناة الشعب اليمني الذي يدفع الثمن غاليا جراء الحرب".
وشدد على أن وقف الحرب في اليمن بمثابة "خطوة أولى للجلوس علي مائدة التفاوض للوصول إلى حل سياسي وتنفيذ القرارات الدولية"، مؤكدا أن "الكرة الآن في ملعب الحوثيين".
ورحبت الحكومة الشرعية في اليمن بالمبادرة السعودية التي تشرف عليها الأمم المتحدة.
وتشمل المبارفتح مطار صنعاء أمام الرحلات المباشرة، الإقليمية والدولية، والسماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية ثم بدء المشاورات بين الأطراف اليمنية، للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة، بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني.
ولاقت المبادرة السعودية ترحيبا عربيا، فيما قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، إن "واشنطن تدعو جميع الأطراف إلى الالتزام فورا بوقف إطلاق النار في اليمن، والدخول في محادثات لحل الأزمة.