"إعصار الجنوب".. 10 أيام تحشر الحوثي في "عين" عاصفة العمالقة
أصبحت مليشيات الحوثي محشورة بمعقلها الأخير بمديرية "عين" بشبوة؛ المحافظة اليمنية الجنوبية النفطية، في مسعى لتأخير هزيمة تبدو "حتمية".
وتستعرض "العين الإخبارية" انتصارات المرحلة الثالثة من عملية "إعصار الجنوب" الرامية لتحرير مديرية عين والإعلان عن تحرير شبوة بالكامل.
وأطلقت العمالقة، الأحد، في اليوم التاسع لعملية "إعصار الجنوب" المرحلة الثالثة لتحرير عين إلى الجهة الغربية الشمالية من محافظة شبوة (جنوب) على الحدود من محافظتي مأرب (شرق) والبيضاء (وسط).
وفيما يبدو فإن الموقع الاستراتيجي لهذه المديرية التي ظلت هامشية لأعوام مضت، جعل مليشيات الحوثي تستميت بالدفاع عنها إذ يشكل سقوطها انكشافا لتواجدها العسكري جنوبي مأرب ويوسع من خارطة إمكانية فتح جبهات جديدة في البيضاء.
ألوية العمالقة بدورها تخوض المعركة على جبهتين وتتمثل الأولى بتأمين المناطق المحررة ومواصلة التقدم نحو قلب المديرية ومركزها الإداري الواقع على تخوم مديرية حريب المأربية خصوصا على الخط الأسفلتي الرابط بين شبوة ومأرب.
وأعلنت العمالقة تحريرها بلدتي "الساق" في أحد المحاور وعلى محور آخر سيطرت على "بلدة "المجبجب" وتستمر في التوغل عبر وادي عين بالقرب من "الحجب" مركز مديرية عين، الهدف الرئيس من العملية العسكرية.
أما المحور الثالث، وفق مصدر عسكري لـ"العين الإخبارية" يتجه صوب معسكر اللواء 153 مشاة أو ما يسمى بمعسكر الدبابات شرقي بلدة "نجد مرقد" في ذات المديرية والذي بات سقوطه وشيكا، إذ تستميت المليشيات الحوثية أمام تقدم ثابت ومدروس للعمالقة.
واستطاعت ألوية العمالقة أسر عشرات المقاتلين الحوثيين فيما سمحت لوساطة محلية بانتشال جثامين 15 عنصرا حوثيا كانت متناثرة في مديرية بيحان مقابل إطلاق الانقلابيين سراح أسيرين، وهي خطوة تكشف مدى خسائر المليشيات في معارك شبوة.
وتقول مصادر محلية في عين إن مليشيات الحوثي لجأت لتكتيك استخدام الدراجات النارية لتقليل كلفة خسائرها أمام مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية والتي واصلت مطاردتها هذه الآليات ومن عليها من العناصر في ضربات مركزة أدت لسقوط عشرات القتلى والجرحى.
وتوقع محافظ شبوة عوض الوزير ومصدر عسكري لـ"العين الإخبارية" إعلان تحرير المحافظة بالكامل من الحوثيين خلال الساعات المقبلة وذلك بالتنسيق مع ألوية العمالقة التي تخوض معركة تحرير تاريخية.
تحرير عسيلان
وكانت عملية "إعصار الجنوب" قد انطلقت في 1 يناير/كانون الثاني الجاري من صحراء رملة السبعتين صوب مركز مديرية عسيلان والتي تحررت ضمن المرحلة الأولى وبوقت قياسي، ووصفت ذلك ألوية العمالقة بـ"الزلزال المباغت".
وتأوي مدينة عسيلان أكثر من 22 ألف نسمة غالبيتهم ينحدرون من قبيلة بلحارث التي تستوطن مختلف قرى ومراكز المديرية الغنية بالنفط.
وخلال 5 أيام حررت العمالقة على التوالي، عديد السلاسل الجبلية الاستراتيجية منها جبل "بن عقيل"، و"لخضير" و"السليم" وبلداتي "هجر كحلان" و"طوال السادة" و"الحجوف" ومدينة "النقوب" و"المزارب" و"الحمى وجبل "آل سبيعان" الاستراتيجي وقرية "الهجير" وقريتي "العطف" و"لسيود" وصولا إلى مفرق "السعدي".
كما سيطرت على قاعدة "اللواء 163 مشاة" العسكرية وجبال "الصفراء" و"السليم" و"العلم"، عقب تطويقها وقطع خطوط إمدادها.
بيحان تتنفس
بدأت المرحلة الثانية للعملية، يوم 6 يناير/كانون الثاني الجاري وبحسب مصدر عسكري لـ"العين الإخبارية"، فقد انطلقت من 3 محاور بهدف تحرير مدينة العليا حاضرة بيحان وأهم معقل لمليشيات الحوثي في شبوة.
وحتى 8 يناير/كانون الثاني الجاري كانت ألوية العمالقة قد وصلت إلى قلب بيحان وحررت مديرية بيحان بالكامل، حيث بدأت بالسيطرة على "الصفحة" و"آل مطهر" و"الديمة"، وجبل "عتيق" الاستراتيجي ثم مفرق "السعدي" خط إمداد الحوثي صوب مأرب.
كما طهرت بلدات "الحنو"، "هجر آل الشيخ"، "حقينة"، "الخدراء"، جبل "جريش" جبل "الوسيعة" ومفرق "الدهولي" و"الركبة" ونقطة "آل هديب" و"مبلقة" وجبال "دومان" وبيوت "آل الجبل" و"آل شرطي".
كما سيطرة قوات العمالقة على "إدارة أمن بيحان"، وقاعدة "اللواء 19 مشاة" العسكرية ليغادر أكثر من 60 ألف نسمة يستوطنون بيحان، مربع الخوف والبطش الحوثي وحلقات الفكر الطائفي التي كانت المليشيات دشنتها بحضور كبار قياداتها نهاية العام الماضي.
وتقدر المساحة الجغرافية التي حررتها ألوية العمالقة خلال المرحلتين الـ1 والـ2 من "إعصار الجنوب" بنحو 3 آلاف و848 كيلومترا مربعا، وهي مساحة إجمالية لمديرتي عسيلان وبيحان على حدود مأرب والبيضاء.
وتكتسب محافظة شبوة (جنوب اليمن) أهميةً جيوعسكرية كبيرة؛ عطفًا على موقعها الجغرافي الذي يتوسط المحافظات الشمالية والجنوبية من البلاد.
وتعد شبوة منفذا لجنوب اليمن وشماله نحو شرق البلاد، حضرموت والمهرة، كما أنها تتاخم محافظات أبين من الجنوب والغرب، ومحافظة البيضاء من الغرب، ومأرب من الشمال الغربي.