اليمن يكتب التاريخ.. إنجاز جديد لمنتخب الناشئين يُحرج الكبار
واصل منتخب اليمن للناشئين كتابة التاريخ، ليُبرهن مجددا أنه الرقم الصعب على كافة الأصعدة، في الوقت الذي فشل فيه الكبار في التتويج بأي لقب عربي أو قاري خلال السنوات الماضية.
وعزز منتخب اليمن للناشئين صدارته للمجموعة الأولى، من بطولة غرب آسيا في نسختها العاشرة، التي تستضيفها سلطنة عمان، بعد فوزه يوم الجمعة، على منتخب لبنان بهدفين دون رد.
وتمكن اللاعب البديل مدين الورد من افتتاح التسجيل في الدقيقة 73، ولم تمض سوى دقيقتين حتى عزز عمر أنور النتيجة بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء استقرت في شباك المنتخب اللبناني.
إنجازات ناشئي اليمن
الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات هو أسباب غياب أي إنجازات للمنتخب اليمني الأول، بينما تجتهد منتخبات الناشئين في تشريف الكرة اليمنية قاريا وعالميا، كما حدث مع منتخب الأمل المتأهل لكأس العالم في فنلندا عام 2003، وإنجاز لقب بطولة غرب آسيا عام 2021.
وبحسب خبراء الكرة اليمنية من المدربين المحليين، فإن ثمة عديد أسباب وراء هذا التفاوت في النتائج بين كبار وصغار المنتخبات الوطنية، وفق المدرب المحلي والخبير الكروي اليمني نبيل مكرم.
ويقول مكرم عبر "العين الرياضية": "أعتقد أن تألق منتخبات الفئات العمرية باليمن يعود إلى وجود مواهب كروية مميزة أولا، ثم توفير التخطيط الاستراتيجي لهذه الفئات ثانيا، بمعنى كيفية إيصال هذه المواهب البارزة بحسب التسلسل إلى المنتخبات الأولى".
في المقابل، أرجع مكرم أسباب تراجع نتائج المنتخب الأول مقارنةً بالناشئين، إلى عدم وجود دوري حقيقي لتطوير اللاعبين واكتشاف من خلاله اللاعبين المميزين وتغذية المنتخبات، كما أن إدارة اتحاد الكرة في اليمن غير قادرة على العمل والتطوير، ولو أن هذا البند يأتي بالمقدمة، على حد قوله.
ويؤكد بقوله: "نظرا لما سبق من نقاط، فإن الكرة اليمنية دائما ما تفشل ونتائجها سيئة على مستوى المنتخب الأول".
رسالة للاعبين الصغار
بخصوص اللاعبين الصغار، يرى المدرب نبيل مكرم أن هناك "قلة وعي" لدى عدد منهم، مؤكدا "بمجرد تحقيقهم بطولة أو حصولهم على تكريم فإن بعضهم يضع نهاية لطموحه، ولا يدركون أنهم مازالوا يخطون الخطوة الأولى لهم كلاعبين".
وأضاف أن "حصول اللاعبين الناشئين على المال، خاصة بعد تحقيق لقب غرب آسيا 2021، أشعرهم بأنهم قد وصلوا إلى مستوى التشبع، فترى بعضهم يهمل التمارين والالتزام والانضباط ويبدأ بالتعالي".
وشدد "هذه النقاط مهمة عند الناشئين، ولا بد على المدربين بعد كل إنجاز، أن يقوموا بتهيئة اللاعبين نفسيا حتى يتقبلوا الوضع الجديد، وغياب هذه التهيئة يؤثر على مستوياتهم لاحقا حين يكبرون".
ويشير إلى أن "هناك نجوم في منتخب الناشئين الذي حقق لقب غرب آسيا للناشئين عام 2021، تراجعت مستوياتهم رغم أننا توقعنا لهم مستقبلا ناجحا، وكل هذا بسبب عدم الاهتمام وقلة الوعي".
واختتم بالإشارة إلى أن العمل الكروي في اليمن "عشوائي وغير منتظم ولا يوجد تواصل أو توعية، مع غياب الكوادر المتخصصة نفسيا وروحيا، بما يؤثر على المواهب الكروية الصغيرة وعدم استمرارها مستقبلا".