هدنة اليمن في شهرين.. يوميات الانتهاكات الحوثية تُنهك تعز
يدخل تمديد هدنة اليمن شهرين إضافيين، أولى ساعاته، فيما لم تتورع قناصة الحوثي عن استهداف المدنيين بمدينة تعز. في انتهاك مستمر لوقف إطلاق النار.
وطوال سريان التهدئة، ظلت نيران الحوثي تطارد المدنيين لترتكب سلسلة انتهاكات متعلقة بالقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وذلك خلافا للتفاؤل الأممي بأن التهدئة خفضت سقوط الضحايا.
وكانت الهدنة المدعومة أمميا دخلت حيز التنفيذ في 2 أبريل/نيسان الماضي، لتنتهي مساء أمس الخميس، قبل أن توافق الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي على مقترح أممي مدعوم دوليا على تجديد الهدنة بنفس الشروط والمدة.
في هذا التقرير تتبع "العين الإخبارية"، أبرز الأرقام التي وثقتها الجهات المعنية الحقوقية والرسمية عن جرائم الحوثي بحق القانون الدولي الإنساني وحجم الضحايا خلال فترة الشهرين الأولى من الهدنة المدعومة أمميا ودوليا.
تعز خارج نطاق الهدنة
كان أحدث ضحايا الحوثيين، بحسب مصدر حقوقي يمني لـ"العين الإخبارية"، استهداف قناصة المليشيات مساء الخميس مواطنين اثنين في حي"الزهراء" السكني إلى الشمال الشرقي من تعز المحاصرة منذ 7 أعوام ونصف.
ويشير استمرار تساقط الضحايا في تعز إلى بقائها خارج سياق الهدنة، حيث وثقت منظمة حقوقية سقوط 34 مدنيا بين قتيل وجريح باستهداف مباشر من الحوثي، فيما حصدت حوادث الطرق الجبلية البديلة في ظل حصار المليشيات 78 ضحية بينهم أطفال.
ونشر مركز تعز الحقوقي، وهو منظمة غير حكومية، تقريرا يوثق 204 حالات انتهاك لحقوق الإنسان، ارتكبتها مليشيات الحوثي بحق المدنيين، في محافظة تعز خلال مدة سريان الهدنة الأممية الهشة.
التقرير الذي حمل عنوان "تعز.. خارج نطاق الهدنة" قال إن عدد الضحايا المدنيين لانتهاكات مليشيات الحوثي تضاعف خلال التهدئة الأممية، حيث قتل 5 مدنيين بينهم طفلان وامرأتان، وأصيب نحو 29 آخرين، بينهم 3 أطفال و6 نساء، إثر القصف والقنص اللذين طالا المدينة.
وامتدت أعمال القنص الحوثية إلى استهداف مدنيين أثناء وجودهم بالقرب من منازلهم أو الذهاب لجلب الماء والاحتطاب، فيما سجل 122 انتهاكا حوثيا طالت الممتلكات العامة والخاصة على يد الجماعة الإرهابية.
وكشف التقرير، الذي اطلعت "العين الإخبارية" على ملخص منه، 42 حالة نزوح وتهجير، إثر القصف وأعمال العنف التي مارسها الحوثيون، بالإضافة إلى 6 حالات اختطاف واعتقال في ثلاث جرائم منفصلة.
ولا يختلف ضحايا الهجمات المباشرة عن ضحايا الطرقات في ظل الحصار الحوثي المشدد، حيث وقع 41 حادثا مروريا في الممرات المميتة، التي فرضتها المليشيات خلال مدة الهدنة وتوفي على أثرها 17 مدنيا وأصيب 61 آخرون، بعضهم أصيب بجروح بالغة، وفقا للتقرير.
ألغام الموت
خلفت الألغام والعبوات الناسفة للمليشيات أكثر من 46 قتيلا وجريحا في عموم المحافظات اليمنية
ووثق المرصد اليمني للألغام خلال فترة الهدنة الممتدة من 2 أبريل/ نيسان الماضي، وحتى اليوم 2 يونيو/ حزيران الجاري، مقتل 20 مدنياً، منهم 5 أطفال وامرأتان، وإصابة 26 مدنياً بينهم 4 أطفال و3 نساء.
وذكر المرصد الحقوقي في بيان أن "هناك تغييبا واضحا لملف الألغام من قبل جميع الأطراف، على الرغم من أنه ملف إنساني بحت، ويمس حياة المدنيين بشكل مباشر، ويهدد حاضر اليمنيين ومستقبلهم".
وطالب بيان أصدره المرصد ووصلت "العين الإخبارية"، نسخة منه، الأمم المتحدة والجهات الدولية المعنية بإفراد مساحة خلال فترة الهدنة الجديدة لمناقشة الألغام ووضع حلول عاجلة لوقف سقوط مزيد من الضحايا المدنيين، داعيا للضغط على الحوثيين للتوقف فورا عن زراعة المزيد من الألغام.
انتهاك القانون الدولي الإنساني
في السياق، وثقت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، وهي آلية تحقيق يمنية مدعومة أمميا، 245 واقعة انتهاك متعلقة بالقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وارتكب الحوثيون غالبية الانتهاكات هذه التي تسببت بسقوط 263 ضحية، بينها 23 قتيلا وجريحا، خلال فترة الهدنة الأممية المعلنة مطلع أبريل/نيسان الماضي ولمدة شهرين، وفقا لبيان صحفي للجنة الحقوقية.
وسجل البيان مقتل وإصابة 92 مدنيا خلال (65) واقعة في محافظات مختلفة، فيما سقط (23) من الضحايا المدنيين، بانفجار ألغام وعبوات ناسفة بينهم 3 أطفال وامرأة واحدة إثر الزراعة العشوائية للعبوات الناسفة.
وأوضح البيان أن 49 مدنيا تعرضوا للاعتقال التعسفي من قبل الحوثيين، فيما سجل تجنيد 10 أطفال، وتوثيق 53 واقعة اعتداء على الطواقم الطبية والإضرار ونهب الأعيان الخاصة والعامة والمدارس والمعاهد التعليمية.
ووفقا للبيان فإن اللجنة نزلت في تقصي حقائق الوقائع إلى مديريات صبر الموادم، والقاهرة وصالة بمحافظة تعز، التي تعرضت لهجمات بمقذوفات حوثية ما أسفر عن سقوط (23) ضحية بين قتيل وجريح.
وأشارت اللجنة الوطنية إلى أنه رغم عملية تنفيذ الهدنة فقد استمر الحوثيون في عمليات القنص والقصف على أحياء وقرى محافظة تعز، وسط تراخ كبير في تنفيذ البند الخاص بفتح الطرق الرئيسية والمعابر ورفع الحصار عن مدينة تعز وكافة المحافظات.
ودعا البيان المبعوث الأممي إلى اليمن للقيام بدوره في إدانة الانتهاكات المرتكبة بحق المواطنين ووضع مسألة حقوق الإنسان ضمن أولويات أي مباحثات تتعلق بالسلام وترعاها الأمم المتحدة.
ودخلت الهدنة بعد تمديد شهرها الثالث على التوالي لكن مليشيات الحوثي ما زالت لم تنفذ أي بند فيها، بما فيها رفع حصار تعز، وتسليم المرتبات، وذلك رغم أن الحكومة اليمنية استوفت تنفيذ كافة بنودها الإنسانية.
ولاقى تجديد الهدنة الأممية شهرين إضافيين ترحيبا دوليا واسع النطاق، ودعت الأطراف اليمنية للعمل مع المبعوث الدولي لإيجاد تسوية سياسية شاملة ودائمة.
ويضع الحوثيون بشكل متكرر الألغام في طريق السلام، حيث تسابق الزمن في استثمار مدة الهدنة في حشد المقاتلين وترتيب صفوفها العسكرية وتحديث ترسانة السلاح واستقدام المقاتلين لخطوط النار، وفق خبراء.
aXA6IDMuMTQ0LjI1NS4xMTYg جزيرة ام اند امز