منتخب اليمن للناشئين.. مستقبل مشرق رغم ضياع حلم المونديال
لم يوفق منتخب اليمن للناشئين تحت 17 عاما في تحقيق حلم التأهل للمرة الثانية في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم لتلك المرحلة السنية، بعد توديع كأس آسيا من ربع النهائي.
وفشل المنتخب اليمني في تجاوز نظيره الإيراني في الدور ربع نهائي لبطولة كأس آسيا تحت 17 سنة، بعد خسارته بركلات الترجيح بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي.
وبعد مباراة اتسمت بالقتال والندية، وإضاعة العديد من الفرص السانحة للتسجيل من جهة ناشئي اليمن، احتكم الفريقان بعد التعادل السلبي، لضربات الحظ الترجيحية، التي ابتسمت لناشئي إيران، ومنحتهم بطاقة التأهل إلى نصف النهائي.
ورغم غصة إضاعة حلم المونديال، فإن الشارع الرياضي اليمني ساند لاعبي المنتخب، وأثنى على عطاءاتهم، ومقارعتهم لكبار القارة الصفراء، رغم فارق الإمكانيات وقلة الاستعداد، خاصة بعد ترك بصمة لن تنسى في البطولة.
منتخب اليمن.. تعظيم سلام
الإذاعي اليمني عصام علي، قال لـ"العين الرياضية" إن ما قدمه لاعبو المنتخب من أداء كروي لم يخل من اللمسات الفنية الرائعة على المستويين الفردي والجماعي خلال أوقات المباراة.
وأكد أن هذا الأداء يستحق "تعظيم سلام"، وقُبلة على جبين المدير الفني للمنتخب محمد حسن البعداني وجهازه الذي عمل مع هذا المنتخب واجتهد حتى ظهر بهذا التناسق الذي أسفر عن نتائج أسعدت الجميع.
واختتم حديثه بالشكر للمدرب ولكل لاعب في منتخب اليمن للناشئين على ما قدموه، وأسعدوا من خلاله كل اليمنيين في كل مكان.
منتخب اليمن.. فريق للمستقبل
"العين الرياضية" رصدت أصداء المباراة وما ترتب عليها من مشاعر، من خلال ما نشره وقاله الرياضيون اليمنيون عبر منصات التواصل الاجتماعي، عقب نهاية اللقاء مباشرة.
وتميزت ردود أفعال النقاد والصحفيين الرياضيين اليمنيين بالتفاؤل، وعبروا عن امتنانهم لما قدمه ناشئو المنتخب رغم مرارة الخروج من الدور ربع النهائي للبطولة الآسيوية.
هذا التفاؤل عكسه الإعلامي الرياضي محمد مهيم، الذي رافق بعثة المنتخب في بطولة كأس آسيا بتايلاند، وقال: "إننا كسبنا منتخبًا للمستقبل، ويجب الحفاظ عليه ورعايته"، مؤكدًا أن "اللاعبين والجهاز الفني وكل الطاقم الإداري لم يقصروا أبدًا"، في إشارة إلى أنهم أدّوا ما عليهم، وشرفوا اسم اليمن.
الكرة مؤلمة
رياضيون كثر باحوا بحقيقة مشاعرهم بعدما آلت إليه المباراة، وكشف الصحفي الرياضي عبدالعزيز عمر أن "كرة القدم مؤلمة"، مختصرًا بذلك مشاعر ملايين اليمنيين بعد اللقاء.
لكنه استدرك: "هارد لك لمنتخبنا الأحمر الصغير، خسرنا من إيران بشرف، واللاعبون ما قصروا وأدّوا واجبهم على أكمل وجه، ورغم الألم فإننا كسبنا منتخبًا ناشئًا يمثل بشرى للمستقبل بإذن الله تعالى".
الشعور ذاته عبر عنه الصحفي اليمني قاسم البعيصي، الذي قال: "كنا على بعد خطوة من حلم كأس العالم، وعدنا نحلم من جديد، قدر الله وما شاء فعل، وضربات الحظ تبتسم لصاحب الحظ السعيد".
المشكلة تكتيكية
التشكيك بأعمار لاعبي منتخب إيران لم يرق للإعلامي اليمني محمود الطاهر، الذي دعا إلى "عدم كيل التهم للاتحاد الآسيوي بهذا الخصوص"، مؤكدًا أن "هناك اجهزة تحدد سن كل اللاعبين باليوم والساعة".
وأضاف "ما دمنا لعبنا معهم واستطعنا أن نجاريهم فليست المشكلة في السن، لكن المشكلة تكتيكية بحتة"، على حد وصفه، في إشارة إلى طريقة سير المباراة بين اليمن وإيران.
وتابع الطاهر: "هي ضربات حظ، والمنتخب اليمني كان قويًا واستطاع أن يفرض سيطرته ويحافظ على شباكه نظيفة أمام أحد أقوى المنتخبات في قارة آسيا".
حلم المونديال
منتخب اليمن للناشئين حلّ ثانيًا في المجموعة الأولى من بطولة كأس آسيا تحت سن 17 عامًا، بعد فوزين على ماليزيا ولاوس، وخسارة من تايلاند المستضيف.
وكان ناشئو اليمن يُمنون النفس بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم في إندونيسيا، إذا تجاوزوا نظيرهم الإيراني في ربع النهائي، حيث تتأهل المنتخبات الأربعة المتواجدة في نصف النهائي إلى المونديال مباشرةً.
غير أن الحظ لم يحالف ناشئي اليمن في تحقيق حلم المونديال للمرة الثانية في تاريخهم بعد تأهلهم إلى نهائيات كأس العالم للناشئين للمرة الأولى عام 2003 في فنلندا وتقديم مستويات قوية في مواجهة منتخبات كالبرازيل، والبرتغال، والكاميرون.