اليمن في مجلس الأمن.. إجماع على التصدي لهجمات الحوثي
حضرت هجمات مليشيات الحوثي في البحر الأحمر على طاولة مجلس الأمن بشأن اليمن، مساء الأربعاء، وسط دعوات للضغط لوقف هذه الهجمات.
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد جلسة إحاطة شهرية أعقبها مشاورات مغلقة بشأن اليمن وذلك لمناقشة المستجدات في البحر الأحمر والأوضاع العسكرية والإنسانية في البلاد.
وأجمعت الإحاطات المقدمة من ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن لا سيما أمريكا وبريطانيا على تحميل الحوثيين مسؤولية تفاقم الوضع في البلاد والمنطقة إثر هجماتهم في البحر الأحمر ، وإلقاء اللوم على قوى إقليمية لتهريبها الأسلحة للحوثيين.
أنشطة الحوثي الإرهابية
وقال الممثل البديل للشؤون السياسية الخاصة في بعثة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة؛ روبرت وود، في كلمته أمام اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، إن بلاده تسعى لاستهداف الأنشطة الإرهابية الحوثية والحد من أي تأثير للمليشيات على الشعب اليمني.
وأضاف "ندعو مرة أخرى كل الدول الأعضاء، وخاصة تلك التي لديها قنوات مباشرة مع إيران، للضغط على قادتها لكبح جماح الحوثيين ووقف الهجمات في البحر الأحمر غير القانونية والوفاء بالتزاماتهم بموجب قرارات مجلس الأمن".
أكد أن مليشيات الحوثي تواصل محاصرة مدن يمنية وتمنع وصول المساعدات إليها، مشيرا إلى أن "العالم يعاني من التضخم وقلة الواردات بسبب هجمات الحوثي بالبحر الأحمر".
وكشف وود عن أن البحرية الأمريكية وشركاءها اعترضوا ما لا يقل عن 18 سفينة تقوم بتهريب الأسلحة بشكل غير مشروع إلى مليشيات الحوثي، وصادرت مكونات صواريخ باليستية وصواريخ كروز وصواريخ مضادة للسفن، وطائرات بدون طيار، وأسلحة أخرى، بين عامي 2015 و2023.
كما اعترضت البحرية الأمريكية في 11 يناير/كانون الثاني الماضي، سفينة تنقل مساعدات عسكرية فتاكة ومتقدمة، بما في ذلك مكونات صواريخ باليستية وصواريخ كروز، كانت متجهة لمليشيات الحوثي.
وأشار إلى تأجيل بدء سريان قرار تصنيف مليشيات الحوثيين كـ"منظمة إرهابية"، والذي كان من المقرر دخوله حيز التنفيذ يوم 16 فبراير/شباط الجاري وذلك لتفادي التأثيرات الإنسانية المحتملة على المدنيين في اليمن.
في السياق ذاته، قالت مندوبة بريطانيا لدى مجلس الأمن باربرا وودورد إن مليشيات الحوثي مستمرة في عرقلة حرية الملاحة بالبحر الأحمر وأكدت الالتزام بعملية السلام في اليمن وجهود الأمم المتحدة لتحقيق السلام المستدام.
وأوضحت أن اليمن من أكثر الدول التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي، مؤكدة أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر تعمق معاناة الشعب اليمن في ظل ارتفاع الاحتياجات الإنسانية في البلاد.
وبشأن مشاركة بريطانيا في الضربات إلى جانب الولايات المتحدة، أكدت وودورد أن الضربات استهدفت "أهدافا مرتبطة بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر".
وكانت بعثة روسيا لدى مجلس الأمن، نددت بشدة بالاعتداءات على السفن وتهديد سلامة الملاحة بالبحر الأحمر، ودعت الحوثيين للتركيز على عملية السلام في اليمن.
الحوثي المسؤول
من جانبها، طالبت الحكومة اليمنية بدعم بناء لقدراتها وقواتها للمساهمة بشكل فعال في حماية المياه الإقليمية وردع مليشيات الحوثي.
وحمل مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة عبدالله السعدي، مليشيات الحوثي مسؤولية جر البلاد إلى ساحة صراع لأغراض دعائية وادعاءات مضللة ليس لها علاقة بنصرة القضية الفلسطينية، في إشارة لهجمات البحر الأحمر.
وأكد السعدي الحق السيادي للحكومة اليمنية في حماية مياهها الإقليمية وتعزيز الأمن والاستقرار في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مشيرا إلى أن الاستقرار لن يتحقق إلا بتقديم الدعم للحكومة اليمنية وبناء قدراتها لتأمين حركة التجارة العالمية وتمكينها من استعادة مؤسسات الدولة
ودعا المجتمع الدولي لمساعدة الحكومة اليمنية في إيجاد طرق ووسائل ممكنة لإعادة تصدير النفط للوفاء بالتزاماتها، محذرا من تدفق الأسلحة على المليشيات الحوثية ومخاطرها على السلم الإقليمي والدولي وإطالة أمد الصراع في اليمن.
كما حذر السعدي "من خطورة سيطرة الحوثيين على الموانئ المطلة على البحر الأحمر وتهديد طرق الملاحة الدولية، مؤكدا أن مليشيات الحوثي تواصل فرض الحصار على مدينة تعز ما يمثل جريمة حرب وسياسة عقاب جماعي.
وأشاد السعدي بالدعم المستمر من دولة الإمارات والسعودية وتنفيذهما عددًا من المشروعات في القطاع التنموي ما ساهم في تخفيف المعاناة الإنسانية، وقال "هدفنا تحقيق السلام وإعادة إحياء العملية السياسية في اليمن ولكن مليشيات الحوثي تقابل هذا بالرفض".
ويشن الحوثيون هجمات بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر بطائرات مُسيَّرة وصواريخ على سفن يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية.
ويقول الحوثيون إنّهم يشنون هذه الهجمات للضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة؛ لكن هذه الهجمات عرّضت للخطر الممرّ المائي الذي ينقل من خلاله ما يصل إلى 12% من التجارة العالمية.
ويقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر من باب المندب سنويا بأكثر من 21 ألف ناقلة بحرية بمعدل 58 ناقلة يومياً، لكن في الآونة الأخيرة تراجعت بشكل كبير في أعقاب سلسلة من هجمات مليشيات الحوثي.
وبدأت هجمات الحوثيين على السفن في 19 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث يبررها الحوثيون بأنها تستهدف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل، أو تلك المتوجهة إليها، على خلفية الحرب في غزة، إلا أنها استهدفت سفنا تجارية تتبع أكثر من 35 دولة مختلفة في البحر الأحمر، منذ بدء الحرب في غزة.
وعطلت الهجمات طريقا تجاريا رئيسيا يربط أوروبا وأمريكا الشمالية بآسيا عبر قناة السويس، وتسببت في ارتفاع تكاليف شحن الحاويات بشكل حاد مع سعي الشركات لشحن بضائعها عبر طرق بديلة أطول في كثير من الأحيان.
وفي 18 من ديسمبر/كانون الأول الماضي أعلنت الولايات المتحدة عن تشكيل تحالف "حارس الازدهار" الذي يضم عدة دول، من أجل ردع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
وتشن القوات الأمريكية والبريطانية منذ 12 يناير/كانون الثاني الماضي ضربات جوية بهدف تحجيم قدرات الحوثيين والحد من هجماتهم ضد خطوط الملاحة الدولية المارة في البحر الأحمر وخليج عدن.
aXA6IDMuMTM3LjE2OS41NiA= جزيرة ام اند امز