الحوثيون وصالح.. سجل أسود بانتهاكات الطفولة أغفلته الأمم المتحدة
رصد لانتهاكات حوثية بحق أطفال اليمن تغاضت عنها الأمم المتحدة في تقاريرها.
أسفرت الحرب التي أشعلها الانقلابيون في اليمن عن سقوط آلاف القتلى والجرحى منذ 3 سنوات، لكن الأطفال كانوا الشريحة الأكثر تضرراً وتعرضاً للانتهاكات من قبل مليشيا الحوثي وصالح منذ اجتياحهم للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014.
ولم تتوقف الانتهاكات الحوثية بحق الأطفال عند القتل والإصابة كما تحدث تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، الصادر اليومين الماضيين، بل امتد إلى انتهاكات أفضع، تنوعت بين التجنيد والاختطاف والتعذيب والتهجير القسري وعمليات القنص المباشر.
كانت آخر انتهاكات الانقلابيين بحق الطفولة، حرمان أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم، جراء نهب الحوثيين لمرتبات المعلمين وتعثر انطلاق العام الدراسي.
وفيما يلي تستعرض "بوابة العين" الإخبارية أبرز الانتهاكات الحوثية بحق الطفولة في اليمن، والتي تم التغافل عليها من قبل الأمم المتحدة، استناداً إلى تقارير حقوقية.
القتلى والجرحى
خلال الثلاثة الأعوام من الانقلاب، سقط مئات القتلى والجرحى بنيران مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في 11 محافظة يمنية، ومنذ اجتياح صنعاء في 21 سبتمبر 2014 وحتى أغسطس 2016، قتل 647 طفلاً فيما أصيب ألف و800 طفل آخرين.
ووفقاً للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، والذي يمتلك باحثين في جميع المدن اليمنية، فقد كان من بين الضحايا 19 طفلاً مصابين بإعاقة دائمة.
وبحسب التحالف، فقد تم رصد أكثر من 90 قتيلاً خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من العام 2016 بنيران الحوثيين وقوات صالح، وخصوصاً في مدينة تعز، وسط البلاد.
وذكر التحالف في آخر تقاريره، أن العام الجاري 2017، شهد مقتل 229 طفلاً وذلك خلال الفترة من يناير وحتى يوليو فقط.
وقال التقرير إن 305 أطفال أصيبوا خلال ذات الفترة بنيران الحوثيين وقوات المخلوع صالح.
التجنيد غير القانوني
كانت المليشيا الانقلابية الأكثر تجنيداً للأطفال خلال الأعوام الثلاثة من الحرب؛ من أجل تعويض النزيف الكبير لمقاتلي الصف الأول، وأكدت ذلك المفوضية السامية لحقوق الإنسان مطلع العام الجاري.
وخلال الفترة من سبتمبر/أيلول 2014 وحتى أواخر 2016، تم توثيق أكثر من 1000حالة تجنيد لأطفال من قبل مليشيا الحوثي وصالح دون السن القانونية، والتي حددها المشرع اليمني والاتفاقيات الدولية بـ"18 سنة كحد أدنى للالتحاق بالقوات المسلحة".
ووفقاً لإحصائيات تحالف رصد لحقوق الإنسان، فقد قام الحوثيون وصالح بتجنيد ما نسبته 93% من إجمالي عدد الأطفال المجندين باليمن خلال تلك الفترة، فيما تم توثيق قرابة 300 حالة تجنيد خلال النصف الأول من العام الجاري.
وذكر التقرير أن 118 طفلاً لقوا مصرعهم فيما أصيب 20 آخرون، بينما كانوا يقاتلون إلى جانب مليشيا الحوثي في عدة جبهات موزعة على محافظات "تعز، مأرب، صنعاء، الجوف، البيضاء، صعدة ، وحجة".
وأكدت مصادر حكومية لـ"بوابة العين" الإخبارية أن عدد الأطفال المجندين من قبل مليشيا الحوثي، والذي قامت القوات الحكومية بأسرهم خلال معارك العام الماضي فقط، بلغ 99 طفلاً.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش الوطني قام بتسليم عدد من الأطفال إلى أسرهم مقابل التزامهم بعدم الدفع بهم إلى مليشيا الحوثي مرة أخرى، فيما قام التحالف العربي عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بتأهيل نفسي للعشرات من الأطفال الأسرى، وتسليمهم للمنظمات الدولية.
وحسب إحصائيات حقوقية، لا يزال 346 طفلاً مجندين يقاتلون في صفوف مليشيا الحوثي وقوات صالح على الشريط الحدودي مع المملكة العربية السعودية وعدد من المحافظات الداخلية.
وقال التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، إن 451 طفلاً تركوا مقاعد الدراسة واتجهوا إلى جبهات القتال، وغالبيتهم ينتمون إلى أسر معدمة وكانت الظروف الاقتصادية هي الدافع الرئيسي لالتحاق أطفالها بصفوف المليشيا الانقلابية.
عمليات القنص
لم تكن القذائف وصواريخ الكاتيوشا هي الوحيدة التي يزهق بها الانقلابيون أرواح أطفال اليمن، فالطفولة كانت هدفاً مباشراً لقناصة الحوثيين وصالح وخصوصاً في محافظة تعز.
وخلال الأشهر المنصرمة من الحرب، كانت قناصة الحوثيين تستهدف الأطفال في أحياء مدينة تعز بشكل مباشر عندما يخرجون لجلب مياه الشرب أو يشاهدونهم يلعبون في أحيائهم السكنية.
وقال مصدر في التحالف اليمني لرصد الانتهاكات لـ"بوابة العين" الإخبارية إن عدد الأطفال الذين تم قنصهم من قبل مليشيا الحوث في مدينة تعز خلال النصف الأول من العام الجاري بلغ 32 طفلاً.
احتجاز خارج القانون ودروع بشرية
يؤكد حقوقيون يمنيون أن الأمم المتحدة كانت مغيبة عن أبشع أصناف الانتهاكات الحوثية بحق الأطفال في اليمن، وخصوصاً جرائم استخدام الأطفال دروعاً بشرية في مناطق عسكرية، وكذلك الاحتجاز غير القانوني للأطفال وإخفائهم قسرياً.
وقال مصدر في اللجنة الوطنية لانتهاكات حقوق الإنسان التي أعلن مجلس حقوق الإنسان دعمه لها أواخر سبتمبر الماضي، لـ"بوابة العين" الإخبارية إنه تم توثيق 189 حالة احتجاز خارج القانون وإخفاء قسري للأطفال من قبل الحوثيين وصالح.
وأشار حقوقيون إلى أنه تم توثيق عشرات الحالات من استخدام الأطفال دروعاً بشرية، وأكدت الأمم المتحدة استخدام الحوثيين للأطفال دروعاً بشرية في مارس/أذار وإبريل/نيسان من العام الجاري في مدينة المخا غربي محافظة تعز، وفي مدينة تعز.
ووفقاً للمصادر، فقد تم التأكد من أن المليشيا تجبر الأسر على عدم النزوح من أمام مناطق عسكرية بهدف استهدافها من قبل التحالف العربي وسقوط أطفال، فيما يقومون بنصب منصات صواريخ من قبل مدارس أطفال ومراكز صحية خاصة بالطفولة، وخصوصاً في محافظتي صعدة وحجة، على الشريط الحدودي مع السعودية.
الانتهاك الأكبر: الحرمان من التعليم
بعد تدميرها لأكثر من 580 مدرسة في عموم محافظات اليمن واستمرار احتلال العشرات منها، توجت مليشيا الحوثي وصالح انتهاكات بحق التعليم، بإفشال العام الدراسي الحالي في المناطق الخاضعة لها، بعد نهب مرتبات المعلمين والمعلمات منذ عام، ما جعلهم يضربون عن أداء التدريس.
ووفقاً لمنظمة اليونيسف للطفولة، فلا يزال استئناف الدراسة لـ4.5 مليون طفل يمني في 13 ألف مدرسة، مجهول المصير، وهو ما يهدد آلاف الأطفال بالتجنيد الإجباري.
aXA6IDMuMTQ1LjE2NC40NyA= جزيرة ام اند امز